كتب – محمود الورواري أدي الألاف من أهالي مركز ومدينة ابوحماد صلاة عيد الأضحى المبارك وذلك بالساحة الشعبية بأبوحماد بحضور عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية وفى مقدمتهم المهندس حمدى نصر رئيس مدينة ابوحماد،الشيخ محمد عبدالعزيز علوان مدير إدارة أوقاف جنوب أبوحماد،المهندس خالد دومه نائب رئيس المدينه،الرائد محمد درويش رئيس مباحث أبوحماد،الدكتوره أسماء الناجى الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر،الأستاذ عصام خليل رئيس قسم النظافة،الأستاذ جلال خليفة مساعد رئيس المدينة.
وقد أم الناس بالصلاة وألقي خطبة العيد الدكتور محمد اسماعيل حرى من علماء وزارة الأوقاف،كما دارت الخطبة عن الدروس والعبر فى التضحية والفداء،فلقد رزق الله نبى الله إبراهيم نعمة الولد بعد أن بلغ من الكبر عتيا” وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، ربّ هب لي من الصالحين، فبشّرناه بغلام حليم”،وعندما كبر إسماعيل عليه السلام، رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أن الله يأمره أن يذبح ولده، ومعلوم أن “رؤيا الأنبياء وحي،يقول الله “فلما بلغ معه السّعى قال يابنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى” ،واستجاب إبراهيم الخليل عليه السلام لأمر ربه ثم اتجه إلى ابنه إسماعيل ليخبره،فماذا كان ردّ الغلام؟،قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين”،إنه ردّ يدل على منتهى الطاعة وغايتها للوالد ولرب العباد،لقد أجاب إسماعيل بكلام فيه استسلام لقضاء الله وقدره، “فلما أسلما وتلّه للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم”. لقد ضحى نبى الله إبراهيم من أجل دينه واتى بولده ليذبحه،وضحى رسول الله صل الله عليه وسلم من أجل دينه بخروجه من مكه مهاجرا إلى المدينة،كما أقتدى الصحابة به فضحوا بأموالهم وأنفسهم من أجل دينهم وعقيدتهم،كأبوبكر وعمر وعثمان وعلى رضى الله عنهم أجمعين،وها هو على ينام فى فراش النبى ليلة الهجرة من أجل نصرة الدين. وقد أضاف حرى بقوله ” من أروع تضحيات الصحابه، ما فعله الصحابة عبدالله بن حذافه الذى ذهب فى صفوف الجيش الذى ارسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحرب الروم،وقد طال القتال بين المسلمين والروم وعجب قيصر من ثبات المؤمنين وجرأتهم على الموت، فأمر بأن يحضر بين يديه أسيرا من المسلمين،فجاءوا بعبدالله بن حذافة يجرونه والأغلال في يديه وفي قدميه فتحدث معه قيصر فأعجب بذكائه وفطنته،فقال له: تَنَصّر واطلق سراحك ،فقال عبد الله: لا،فقال له: تنصّر وأعطيك نصف ملكي!فقال: لا،فقال قيصر: تنصّر وأعطيك نصف ملكي وأشركك في الحكم معي،فقال عبد الله – رضي الله عنه -: لا، والله لو أعطيتني ملكك وملك آباءك وملك العرب والعجم على أن أرجع عن ديني طرفة عين مافعلت،فغضب قيصر، وقال: إذاً أقتلك! فقال: اقتلني،فأمر به فسُحب وعُلّق على خشبة وأمر الرماة أن يرموا السهام حوله،وقيصر يعرض عليه النصرانية وهو يأبى وينتظر الموت،فلما رأى قيصر إصراره أمر بأن يمضوا به إلى الحبس وأن يمنعوا عنه الطعام والشراب،فمنعوهما عنه حتى كاد أن يموت من الظمأ ومن الجوع فأحضروا له خمرا ولحم خنزير،فلما رآهما عبد الله، قال: والله إني لأعلم أني لمضطر وإن ذلك يحل لي في ديني، ولكن لا أريد أن يشمت بي الكفار ، فلم يقرب الطعام،فأُخبر قيصر بذلك، فأمر له بطعام حسن، ثم أمر أن تدخل عليه امرأة حسناء حتى توقعه فى الفاحشة،فأدخلت عليه أجمل النساء، فلم يلتفت إليها،فلما رأت ذلك خرجت وهي غاضبة، وقالت: لقد أدخلتموني على رجل لا أدري أهو بشر أو حجر، وهو والله لا يدري عني أأنا أنثى أم ذكر!!،فلما يأس منه قيصر أمر بقدر من نحاس ثم أغلى الزيت وأوقف عبدالله أمام القدر وأحضر أحد الأسرى المسلمين موثقاً بالقيود وألقوه في الزيت المغلي فصرخ صرخه ومات وطفت عظامه تتقلب فوق الزيت وعبدالله ينظر إلى العظام فالتفت إليه قيصر وعرض عليه النصرانية فأبى،فاشتد غضب قيصر وأمر به أن يطرح في القدر فلما جروه وشعر بحرارة النار بكى!! ودمعت عيناه!! ففرح قيصر فقال له: تتنصر وأعطيك وأمنحك،قال: لا،قال:اذن ما الذي أبكاك!؟ ،فقال: أبكي والله لأنه ليس لي إلا نفس واحدة تلقى في هذا القدر، ولقد وددت لو كان لي بعدد شعر رأسي نفوس كلها تموت في سبيل الله مثل هذه الموتة،فقال له قيصر بعد أن يأس منه: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي سبيلك،فقال عبدالله: وتخلي عن جميع أسارى المسلمين،فقال: أجل،فقبّل عبد الله رأسه ثم أطلق مع باقي الأسرى،فقدم بهم على عمر رضي الله عنه، فأُخبر عمر بذلك، فقال عمر: حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حُذافة، وأنا أبدأ، فقام عمر فقبّل رأسه. وأختتم حرى خطبته ” حال المسلم فى العيد إدخال السعادة على المسلمين وإطعام الفقراء والايتام والأرامل والمساكين والتزاور وبر الوالدين،وصلة الارحام،وعلينا أن نرجع لكتاب الله وسنة رسولة وأن نسعي لبناء وطننا مبتعدين عمن يحاولون الهدم،ثم دعا بأن يحفظ الله مصر وشعبها وجيشها وأمنهامن كل مكروه وسوء.
من جانبه فقد قامت الأجهزة الأمنية بفرض طوق أمني حول الساحة الشعبية لتأمين المصلين أثناء تأدية الصلاة،كما قام رجال المرور بتسهيل حركة السير ومنع التكدس المروري في الطرق المؤدية للساحة الشعبية.