بقلم / الأستاذ الدكتور سارى زين الأستاذ بكلية اصول الدين والدعوة -جامعة الأزهر بالقاهرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله
فمما لا شك فيه أن من أفضل الطاعات ، وأجل القربات ، وأسمى العبادات التي يدفع الله بها الشرور عن المؤمنين ، وتتحقق بها المصالح للمسلمين .
الرباط هو الملازمة في سبيل الله – أصلها من ربط الخيل – في الأماكن الت يخاف منها من الأعداء حماية للمسلمين وصوناً لأعراضهم وبلادهم . والمرابط هو المقيم في هذه الأماكن ، المعد نفسه للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه وبلاده وإخواه المسلمين
وقد وردت النصوص الكيرة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ تبين فضل الرباط في سبيل الله عن سلمان، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان . أخرجه مسلم
فرباط يوم وليلة في سبيل الله حماية للوطن والزود عن حياضه أفضل من صيام شهر وقيامه ، بل إن الرباط يصل بصاحبه إلى أعلى من ذلك حيث يساوي ألف يوم فيما دونه من المنازل ، قال ﷺ رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل . أخرجه الترمذي بسند حسن
والرباط في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ولا يدرك ذلك إلا من ذاق طعم الرباط وجنى من ثماره عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله، أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها . أخرجه البخاري
ويتخطى المرابط المراتب كلها فلا يوقف له أجر ولا يختم له على عمل ، يأتي يوم القيامة وله جبال من الحسنات على مد بصره ، بل أبعد من مد بصره ، عن عُقْبَةَ بْن عَامِرٍ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ، إِلَّا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُجْرَى لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ حَتَّى يُبْعَثَ . أخرجه أحمد بسند صحيح
والمرابط إذا مات في رباطه غدي وريح عليه برزقه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لى الله عليه وسلم «الشَّهِيدُ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْقَةٍ مِنْ دَمِهِ، وَيُزَوَّجُ حَوْرَاوَيْنِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِهِ، وَالْمُرابِطُ إِذَا مَاتَ فِي رِبَاطِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ عَمَلِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ، وَزُوِّجَ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ، وَقِيلَ لَهُ: قِفْ، فَاشْفَعْ إِلَى أَنْ يَفْرُغَ الْحِسَابُ
وأرى أن من مات في رباط فقد جمع بين الشهادة والرباط
فهنيئاً لجنودنا البواسل الذين يضحون بأرواحهم حتى ينعم المجتمع بالأمن والأمان ، إن أعينهم لا تمسها النار عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ” عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ”.
رحم الله شهداء الجيش والشرطة رحمة وأسعة،وحفظ الله مصر من كل مكروه وسوء.