حوار – أميمة ضياء
تحتفل مصر كل عام بذكري انتصارات أكتوبر والتى صنع أحداثها أبطالنا البواسل الذين ضحوا بكل غال ونفيس لتحرير أرض سيناء،ولكي تعود إلينا الكرامة والعزة، وعلى الرغم من أن هذه الذكرى ال45 لملحمة أكتوبر، إلا إنها في قلوب الجميع تعتبر وكأنها ساعة الإنتصار.
وقد إلتقت جريدة وموقع “عيون الشرقية الآن” مع أحد المقاتلين فى حرب أكتوبروالذي كان برتبة عريف،إنه إبراهيم محمود إبراهيم فرحات إبن مركز بلبيس بمحافظة الشرقية .
س:ماذا عن نشأتك
** أنا من مواليد 1950/9/17 بمركز بلبيس،وقدالتحقت بالجيش في 1970/1/1، عندما كنت أبلغ من العمر 20 سنة، ولم أحصل على أي مؤهل دراسي،ولكن جميع اخواتي معهم مؤهلات دراسية، ولكني كنت اهوي الأعمال الحرة، وذات يوم فوجئت بمجئ شيخ البلده لأبي ويقول له (عم محمود خلي ابنك يروح يسلم نفسه لأنه مطلوب فى الجيش ).
س:ماذا عن تجنيدك بالقوات المسلحة،وعلي أي سلاح التحقت
** قمت علي الفور مجرد إخطاري بالتجنيد وذهبت إلى لمنطقة تجنيد الزقازيق،والتحقت بسلاح الإشارة، وبعد ذلك أخدت فرقة عمل تجنيد شحن البطاريات،وذلك إستعدادا للعمليات العسكرية، وبعد إنتهاء الفرقة قاموا بتوزيعنا،ومن المفترض أن أكون معلم إشارة فى الجبل الأحمر، ولكن فوجئت بتوزيعي علي هيئة الإمداد و التموين، والإنتقال من الاشارة إلى مشاة هيئة إشغالات على السوتشات، وإمداد الوحدة وتجنيد الضالة، ولمهارتي ومرونتي في التعامل مع الناس أخدت فرقة الأمن اللواء 110،و كنت أقوم بتنفيذ تعليمات الضباط، والعمل في نطاق ما يتم طلبه مني ، ومن مد الجبهة في شمال الدلتا، بما تحتاجه سواء تعليمات من القادة أو أسلحة،وكنا فرق مقسمة كل مجموعة بمنطقة مختلفة عن الأخرى فكان هناك مجموعات بطنطا والتل الكبير والإسماعليةوكفر الشيخ، فكنا متنقلين حسب تنفيذ أوامر القادة، وليس لنا معسكر ثابت، وأحيانا كنا نقوم بإمداد الجيش في خط الدفاع،وكان كلا منا يحمل سلاح عبارة عن رشاشة لحماية أنفسنا، وكان أثناء قيامنا بهذا، كانت الطائرات الإسرائيلية تقوم بإسقاط القنابل علينا، لدرجة أننا كنا نتحرك ناطقين الشهادة، وقد أصاب مطار كفر الشيخ بضربة إسرائيلية.
س:ماذا عن أجواء ما قبل الحرب
**كنا نقوم يوميا بتدريبات شاقة مع الضباط، على حسب سلاح كلا منا، وكان قائد الفرقة يوميا ببث فينا روح العزيمة والإصرار والشجاعة حتى لا نضعف ولا نستسلم أمام العدو.
س:ماذا عن علمكم بتوقيت الحرب
** لم نعلم بتوقيت إلا قبل الساعة ٢ بدقائق ،حيث فوجئنا بورود إشارة من الضباط لنا ولابد من توزيعنا سريعا للتوجه لميدان الشرف والكرامة،وقد شعرت أنذاك بالخوف في حالة الهزيمة،كما تمنيت الشهاد، وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى “يأيها الذين آمنوا اطيعوا الله والرسول وأول الأمر منكم” فقررت، أنا اطيع وانفذ ما اتلقاه من تعليمات من القادة بدقة وحرص.
س: ماذا عن ال١٤ يوم التي قضيتموها في مواجهة الحرب
** شاهدنا خلال ال14 يوم الموت بأعيننا،وكنت لحظة صدور الأوامر بالجبل الأحمر، ولكن جاء أمر بنقلي إلى شمال الدلتا، وكانت مهمتي هي إمداد الجبهة فكنت أقوم بفعل ما أستطيع طبقا لسلاحي وقدر موقعي،وكنا لا نأمل بأننا نبقا أحياء، كما كنا نردد الشهادة بسبب قذف القنابل علينا من طائرات العدو وإطلاق النار، مكثنا هذه الفترة فى محاولة تنفيذ ما تم الاستعدادا له من قبل الضباط، والعمل بقدر الإمكان حسب الإمكانية والموقع، وظللنا نقاتل حتي تم وقف إطلاق النار.وهي اللحظة التي لم نصدقها،ومازلنا أحياء، وأصبحنا نسجد حمدا وشكرا لله علي النصر وسط فرحة الجميع والتي كنت تملأ البسمة وجهوههم والدموع أعينهم من شدة الفرحة.