كثيرون منا يستخدمون الأكواب البلاستيكية الصغيرة، في تناول الشاى أو القهوة أو غيرها من المشروبات الساخنة أو الباردة، وكثيرون منا أيضًا يستخدمون الملاعق والسكاكين والشوك البلاستيكية في تناول الأطعمة المختلفة الساخنة.
ويصر الكثيرون على الأستمرار في إستخدام هذه الأكواب البلاستيكية، على وجه التحديد، على الرغم من التحذيرات الكثيرة والعديدة من خطورتها على الجسم والصحة وأضرارها والإصابة بالأمراض مثل مرض السرطان.
ويوجد أسباب كثيرة وعديدة للتوقف عن استخدام هذه الأكواب وغيرها من القطع البلاستيكية الإستهلاكية التى تستخدم لمرة واحدة.
أما السبب الرئيسي وراء هذا التحذير يتمثل بالطبع في معرفة التركيبة الأساسية التي تصنع منها الأكواب البلاستيكية إلا وهي “البيسفينول” و”البولى بروبيلين”، وهما مادتان كيماويتان صناعيتان.
وتستخدم هاتان المادتان في تصنيع المواد البلاستيكية منذ ستينيات القرن العشرين، وغالبًا ما تدخلان في تصنيع الأوعية المستخدمة في تخزين المواد الغذائية والمشروبات.
وهذه المادة ليست مضرة بالإنسان فقط ، بل تشكل تهديدًا كبيرًا للبيئة، خصوصًا أن استخدامها أصبح كثيرًا جدا وشائع للغاية.
ومن الأثار المدمرة عند استخدام هذه الأكواب البلاستيكية في تناول السوائل الساخنة، فإن حرارة السوائل تعمل على تسخين الكوب البلاستيك ، وبالتالي المواد الداخلة في تصنيعها، وهو ما يعمل على تلبك فى المعدة بعد تناول تلك السوائل، كالشاي والقهوة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد التفاعل بين المواد الكيماوية والمواد السائلة الساخنة في زيادة السمنة ويؤثر سلبًا فى البلوغ، كما أنه يقود إلى الإصابة بأمراض السرطان، من بين أمراض خطيرة آخرى.
كذلك تؤثر مادة البيسفينول، بشكل مباشر على الهرمونات مما يسبب إضطرابات في تطور ونمو الجهاز التناسلي ونمو الدماغ، كما تؤثر على خلايا ألفا وهى المسئولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس، لذلك فإن وجود مثل هذه الكيماويات في الجسم يمكن أن تؤثر على مستوى الجلوكوز والسكرى،
وأيضًا إن غسل الأكواب البلاستيكية بمياه حارة من أجل استخدامها ثانية، تتسبب بضرر مماثل، حتى إذا استخدمناها لتناول مشروبات باردة.
وأظهرت نتائج اختبارات أجريت على أشخاص تناولوا مشروبات ساخنة بواسطة أكواب بلاستيكية أن 95 % منهم أحتوى بولهم على معدلات مرتفعة من مادة البيسفينول الكيماوية.
ووجود معدلات عالية من البيسفينول في الجسم يمكن أن يكون خطيرًا للغاية بالنسبة للنساء الحوامل والأجنة على السواء، ويمكن أن يؤدى إلى الإصابة بسرطان الثدى، كما قد يؤدي إلى الإجهاض.
وعند الرجال، قد يتسبب تناول المشروبات الساخنة بواسطة الأكواب البلاستيكية إلى الإصابة بمرض سرطان البروستات، كما أنه يقلل من مستوى وعدد الحيوانات المنوية لديه، وبمعنى آخر فإنه يؤدى إلى إصابة الرجال بالعقم.
ومن النتائج المثيرة لتناول المشروبات بواسطة الأكواب البلاستيكية أنه يساهم في خفض مناعة الجسم.
ومن الآثار الأخرى أن الإنسان قد يصبح أكثر عدائية وفائق النشاط، كما أشار “موقع ويكيبيديا.”
وأخيرًا فإن تناول المشروبات الساخنة بواسطة هذه البلاستيكات قد تجعل عملية إعادة تدويرها مسألة صعبة وغير مكتملة، مما يجعل منها مشكلة بيئية أيضا.