حملت مسئولية طفلتين وأصبحت الأم والأب في آن واحد بعدما استشهد زوجها أثناء تأديته واجبه الوطني منذ 28 عاما ” أنها السيدة ” وفاء أحمد عثمان” 60 عاما التي سطرت قصة ناصعة تضاف لسجلات قصص الأمهات اللاتي ضحين بسعادتهن وراحتهن من أجل أبنائهن فأصبحن نماذج للتضحية يقتدى بها .
“فقدان الزوج فاجعة لأي زوجة وصدمة بغياب الحبيب والسند وكان علي أن اتحمل مسؤولية طفلتين كاملة ” بتلك الكلمات بدأت السيدة ” وفاء “وتعمل استشاري أمراض جلدية ،خرجت المعاش منذ 2017 ، ولديها عيادة خاصة بها ، حديثها معنا.
وتابعت: ” لدي بنين رشا 36 سنة وهي مدرس مساعد كلية الصيدلة جامعة الزقازيق ومتزوجة ولديها 3 أولاد ( يس -مالك-زين) ، وسمر عمرها 33 سنة ولديها بشير وأبرار.
وأضافت ” زوجي العقيد محمد سمير استشهد في أكتوبر 1990 منذ 28 سنة وكان عمرها 32 سنة ، قبل وفاته كان يتحمل المسئولية كاملة وكان الزوج والأخ والظهر والسند إلا أن شاء القدر واستشهد ” .
وصمتت السيدة لثوان معدودة وكأن شريط ذكريات سنوات طويلة مر أمام عينيها في لحظات ” واستانفت حديثها قائلة ” بعد أن استشهد الوضع كان مزلزل لأنه كل شئ بالنسبة لنا ، ولكن استجمعت قوتي وقررت أن استكمل الرسالة وذلك بمعاونة أهلي وأهل زوجي ، ووجهت كل اهتمامي لبناتي ولتعليمهم حتى توفقتا في دراستهما ، فالجميع يشهد لهم بالأخلاق قبل العلم وتركت لهم حرية اختيار جامعتهم ، ومن ثم اختيار أزواجهم .
وأردفت ” والدتي ساهمت معي في تعليمهم حتى غرست بداخلهم مبادئ حب الخير وحب الناس”.
وأضافت:” فوجئت بترشيح من أحد زملائي ويعرف مدى كفاحي من البداية في تربية أولادي واخلاصي في عملي ، بترشيحي الطبيبة المثالية بالشرقية، وذلك بعد موافقة جميع زملائي ، وهذا يعتبر أكبر تكريم لي ، حيث سيتم تكريمي غدا في النقابة العامة للأطباء مع كل الأطباء المرشحات على مستوى المحافظات .