لقد فقدت مصر والعالم الإسلامي عالما جليلا قضي حياته في طلب العلم وتعليمه،تعلم القرآن وعلمه،فهوعلم من أعلام اللغة العربية ويمتاز بفصاحة اللسان وبلاغة القول،وحسن الخلق وصاحب واجب وأدب،كلما رايته تجد الإبتسامة علي وجهة،فهو قامة وقيمة وصاحب منهج وفكر يقوم علي الوسطية والإعتدال،وكلما جالسته كلما إزدت علما وخلقا،ماسئل عن شئ إلا وأجاب بطريقة تبهر العقول وتحير الأذهان لما يتمتع به من فكر ورؤية مستنيرة وبصيرة تجعله يدرك المسائل ويستنبط النتائج في وقتها، إنه العالم الأزهري الجليل الشيخ محمود عاشور.. *مولده ونشأته: ولد الشيخ محمود عبدالغني محمودعاشور في الثالث عشر من أغسطس عام 1937 بقرية البريجات بمحافظة البحيرة،وقد حصل علي الإبتدائية بالقرية،ثم إلتحق بمعهد القباري الأزهري بالأسكندرية،ليلتحق بعد إتمام المرحلة الثانوية بكلية اللغة العربية والتي تخرج منها عام 1964. *الوظائف التي عمل به الأمام: لقد عمل الشيخ عاشور بالتدريس بوزارة التربية والتعليم في الفترة من 1964 وحتي 1972 ثم نقل ليكون عضوا فنيا بمجمع البحوث الإسلامية في الفترة 1972 إلي 1973،ثم عين مديرا لمكتب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية،ثم مديرا لمكتب وزيرشئون الأزهر ثم رئيسا للجنة القرأن وعلومه بالمجلس الأعلي للشؤن الإسلامة،ثم وكيلا لوزارة شئون الأزه وعضوا بالمجلس الأعلي للأزهروعضوا بلجنة الدراسات والبحوث بمركز الإقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر،ثم وكيلا للأزهر الشريف في 2000 وحتي 2003. ولقد كان عضوا بالمجالس القومية المتخصصة والجمعية العمومية لإتحاد الإذاعة والتلفزيون،ومجلس علماء ماليزيا الإستشاري والمجلس القومي للسكان. * سافر للعديد من الدول لنشر الفكر الوسطي وتبليغ دعوة ربه،كاﻷردن وماليزيا وإيران وباكستان والنمسا وجيبوتي والإمارات والجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا والسودان والبحرين. *لقد ترك للمكتبة الإسلامية تراثا كبير تنتفع به الأمة من بعده سوء محاضراته وندواته المسجلة بالإذاعة والتلفزيون أو مقالاته وكتاباته بالصحف والمجلات،ومن أبرز مؤلفاته:من أنوار الصحابة،طرق الدعوة. *وفي شبابه إلتحق بمنظمة الشباب العربي والإتحاد الإشتراكي. *حان وقت الرحيل: ولكن حان وقت الرحيل،فقد خرجت روحه إلي بارئها في يوم الأثنين الثاني من يوليو عام 2018م عن عمر يناهز 81 عاما،رحم الله الشيخ عاشور رحمة وأسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل ما قدمه من علم لخدمة الأسلام والمسلمين في ميزان حسناته.