إننا بصدد الحديث عن عالم رباني،وعلم من أعلام مصر والعالم الإسلامي عامة والشرقية خاصة،عاش حياته خادما للإسلام والمسلمين،ولقد كان صوتا للحق ونبراسا للجميع. ولدالشيخ عطية محمد عطية صقر في22 من نوفمبر 1914م بقريةِ بهنباي التابعةلمركز الزقازيق،حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة،إلتحق بمعهد الزقازيق الديني ثم تخرج من كلية أصول الدين وحصل على شهادة العالمية مع إجازة الدعوة والإرشاد عام 1941. * المناصب التي تقلدها: عين الشيخ خطيباً لمسجد عبدالكريم الأحمدى بباب الشعريةبالقاهرة فى ١٦أغسطس عام ١٩٤٣م ثم واعظاً بالأزهر عام ١٩٤٥م،كماعمل مترجما للغة الفرنسية بمراقبة البحوث والثقافة بالأزهر ثم رقى إلي مفتش ومراقب عام بالوعظ،ثم عين سفيراً للأزهر فى اللجنة العليا بوزارة الخارجية،وعضواً بمجلس الشعب عام ١٩٨٤م عن دائرة شبراً،ثم عضوا بمجلس الشوري،ومجمع البحوث الإسلاميةوالمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميةكما عين رئيساللجنةالفتوى بالأزهر،وقدشارك في العديد من البرامج الدينية في الإذاعة والتليفزيون من أشهرها برنامجه الشهير “فتاوى وأحكام”. وقدحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى. * مؤلفاته: لقدصدر للشيخ موسوعة كبيرة للفتاوي وصلت إلى أكثر من ثلاثين جزءا،وقد ترك نحو ٣١ كتابا منهم: الدعوة الإسلامية دعوة عالمية – الأسرة تحت رعاية الإسلام “6 مجلدات”- دراسات إسلامية لأهم القضايا المعاصرة – الزكاة وآثارها الاجتماعية – الحجاب وعمل المرأة – البابية والبهائية تاريخا ومذهبا. * مواقف من حياته: لقد إتهم الشيخ بالرجعية فلم يعبأ،وصفوه بالتساهل فلم يهتم،لا يأبه بأي صوت سوى صوت الحق والعدل،وأشهر فتاواه الحكم بربويةالفوائد البنكية ودفاعه عن ختان الإناث بأنه بين الوجوب والاستحباب ولقي بسبب بعض فتاواه الكثير من المشاكل حتي جاءت فتواه الشهيرة بتحريم مصافحة المرأة الأجنبية أثناء برنامجه التلفزيوني “فتاوى وأحكام” مما تسبب ذلك في حالة من الجدل والخلاف أدت إلى إيقاف البرنامج لفترة وأيضا في تنحيته عن منصب رئيس لجنة الفتوي بالأزهر الشريف عام 2002م. * قالوا عنه: لقد زار الشيخ عطية صقر أحد الإعلامين قبل موته بأيامٍ قليلة بالمستشفي فيقول:دخلت عليه فوجدته وقد كسى وجهه النور،فقال لي”خلاص إنقضى الأجل،الملتقى الجنة إن شاء الله”ثم رفع يده إلى السماء حتى إنني ظننت أنه قد قبض،وبعدها بيومٍ أو يومين أخبرني أهله بوفاته”. وقد عرف عنه بأنه كان يخاطب البسطاء بلغة سهلة،لذا تمتعت فتاواه بمصداقية كبيرة لدى الجميع كما عرف عنه مواقفه الجريئة وصدعه بالحق. كما قالوا عنه”صاحب النظرة الوسطية التي لا تفريط فيها ولا إفراط،والداعية الذي يدرك متى يشدد،ومتى يرخص، وكان ممن أظهروا وجه الإسلام الجميل بعيدا عن التعصب ليعلنوا أن الإسلام أرحب وأوسع من تلك النظرات الضيقة، كما كان يحترم شتى المدارس الفقهية ولهذا ما كان فضيلته يتعرض لبيان أي حكم شرعى إلا ويبدأ ببيان آراء فقهاء الأمة في موضوع السؤال،ثم يرجح ما يطمئن إليه قلبه،وما يقوده إليه الدليل” * وفاته: لقدرحل عن دنيانا الشيخ عطية صقر التاسع من ديسمبر عام 2006م عن عمر يناهز 92 عاما،ودفن بمقابر بهنباي،رحم الله عالمنا الجليل عطية صقر رحمة وأسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل علمه الذي علمه للناس في ميزان حسناته.