يتصور البعض خطأً بأن القيلولة هي نومة من إختراع الكسالى الذين يميلون إلى قضاء أوقاتهم بالنوم و يفضلون الخلود إلى الراحة بدلاً من العمل و النشاط و الحيوية .
و هذا التصور الخاطيء إنما هو ناتج عن عدم معرفتهم بالقيلولة و نابع عن جهلهم بها ، فهم يتصورون أن نومة القيلولة إنما هي النومة المستغرقة لفترة الصباح حتى الظهر ، و لأن من شأن هذه الفترة أن تكون مهداً لأعلى مرتبة من مراتب النشاط و الحيوية في حياة الإنسان و حيويته ، لكن هذا التصور و الإستنتاج خاطىء ،
ذلك لأن القيلولة هي نومة قصيرة في نصف النهار ، و إسترخاء لبعض الوقت في نصفَ النهار و إِن لم يكن معها نوم و الهدف منها طرد الكسل و استعادة النشاط و الحيوية لمتابعة العمل نومة القيلولة مستحبة شرعاً لما فيها من الأثر الإيجابي في حياة الإنسان المادي و المعنوي على حد سواء .
فقد رُوي عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : ” تَعَاوَنُوا بِأَكْلِ السَّحُورِ عَلَى صِيَامِ النَّهَارِ و بِالنَّوْمِ عِنْدَ الْقَيْلُولَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ ” و أما نومة القيلولة المكروهة و المنهي عنها شرعاً و التي تورث الفقر فهي نومة وقت صلاة الفجر الاستراحة تكون في نصف النهار إذا اشتد الحر و إن لم يكن مع ذلك نوم و الدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها .
و قال ابن عباس و ابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار و الجدير بالذكر ان العلماء توصلوا إلى معلومات تسترعي الانتباه بالنسبة إلى نومة القيلولة ، فقد افادت دراسة صادرة عن ” معهد علم النفس الاندلسي ” في جنوب اسبانيا ان القيلولة تزيد من انتاجية العمال و تساهم في ازالة التوتر .
ذلك لأن القيلولة تؤدي الى الراحة الدماغية و الارتخاء العضلي و العصبي بما يساعد على زيادة انتاجية العمال وان القيلولة تعزز الذاكرة و التركيز و تفسح المجال امام دورات جديدة من النشاط الدماغي في نمط اكثر ارتياحا ، كما تشدد على عدم الاطالة في القيلولة لان الراحة المفرطة قد تؤثر على نمط النوم العادي ” والقيلولة تتراوح بين 10 و 40 دقيقة والقيلولة اطول من ذلك قد تؤدي الى ” شعور بعدم الراحة و المزاج السيئ و صعوبة في الاستيقاظ ”
. هذا و لقد طلبت كبرى المؤسسات الأمريكية و اليابانية من العاملين بها ضرورة اللجوء إلى فترة القيلولة لمدة تتراوح من 5 إلى 30 دقيقة يوميا لمالها من فوائد عديدة للجسم خاصة بالنسبة للأشخاص المعروفين بالنشاط الزائد و الذين يعانون من ضغط عصبي في أعمالهم . و الجدير بالذكر أن بعض المؤسسات وفرت لعملائها المكان الذي يستريح فيه فترة القيلولة .