كتبت: أميرة همداني
كان الاستراحة الخاصة بعميد الأدب العربي طه حسين ، البيت بناه عالم الآثار دكتور سامي جبره و أهداه لدكتور طه حسين كاستراحه واقام فيه فعلا فترة ومازالت الاستراحة موجودة حتي الآن.
المخرج هنري بركات قال : “صورت في الأماكن الخاصة بالدكتور طه حسين؛ لأنه أكد لي أنه استوحي الرواية وكتبها اثناء إقامته في الاستراحة “.
قصة الفيلم كانت عظيمة في رمزيتها وطرحها دكتور طه حسين لمح في أكثر من مقابلة إلي أنها مستوحاة من حكاية حقيقية، جرت فصولها في مسقط رأسه بإحدي قرى صعيد مصر التابعة ل (مغاغة – المنيا ) .
في نوفمبر عام 1959م تم عرض الفيلم وروي الدكتور طه حسين نهاية الفيلم بصوته، الفيلم نجح وبعد سنين احتل مركز متقدم في قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية
أحداث الفيلم والرواية اغلبها في الريف وصوت الكروان محوري أشبه بموسيقى تصويرية للأحداث لذلك كان الإسم دعاء الكروان.
” وقال أب ذات مرة انه إذا قمت بالدعاء بعد غناء الكروان وعاد الطير يغنى بعدها، فستكون الدعوات مستجابة، فكل مرة يغنى فيها هذا العصفور يقول: “الملك لك لك لك يا صاحب الملك”.
من الاشياء العظيمة في دعاء الكروان دور آمنة نجيب محفوظ قال عنه في مقابلة صحفية : دور آمنة الذي قدمته فاتن حمامة في «دعاء الكروان» كان شيئا رهيبا ورائعا.
الفيلم مثل مصر في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ، و مثّل مصر ايضا في مهرجان برلين الدولي و نافس علي جائزة الدب الذهبي .
ده عن “دعاء الكروان” اللي شفناه وعرفناه كفيلم ، لكن الرواية حكاية أخري جمالها مختلف اللغة والاسلوب إلذي استخدمهم طه حسين في التعبير عن أفكار ومشاعر أبطاله شيء بديع ، النهاية في الرواية ايضا مختلفة الكاتب كان اكثر رأفة بأبطاله من الفيلم.
” أليس من العجب أن يكون هذا الضوء الذي أخذ يغمرنا شرا من الظلمة التي خرجنا منها ؟! إن احدنا لن يستطيع أن يهتدي في هذا الضوء إلا اذا قاده صاحبه.. إن العبء لأثقل من أن تحمليه وحدك، و إن العبء لأثقل من أن أحمله وحدي فلنتحمل شقاءنا معا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولاً “.
وأثناء قراءة القارئ الرواية سيري الريف المصري يتحرك أمامك ستسمع اصواته وتري الأحداث والشخوص رأي العين ، احيانا يصعب تخيل أن يكون من كتب كل هذا شخص لايرى بعينه لكن بصيرة الروح والعقل ابعد من حدود الخيال .