كتبت تحية محمد
التربية هي عملية تكيف الطفل مع المحيطين ، بمعنى أنها تهدف إلى تهيئة الطفل كي يكون قادراً على التأقلم إيجابياً، مع كل بيئة قد يعيش فيها.
فبناء الشخصية هي البناء النفسي التكويني والسلوكي ،الذي ينفرد به الفرد، والذي يتكون من مجموعة الاستعدادات والقدرات الجسمية، والعقلية ،والاجتماعية، و الانفعالية، التي تظهر في سلوكيات الفرد و استجابته؛ بحيث تميز هذه السلوكيات ذات الفرد عن غيره، في جميع المواقف والأحداث التي يتعرض لها في شتى المجالات والجوانب الحياتية.
فالتربية هي إعداد الإنسان الصالح، تهيئته كي يكون صالحا في نفسه، بحيث يكون الإنسان قادرا على إصلاح غيره، وهي ايضا الإعداد للحياة، بحيث نتمكن من إخراج أفراد ناجحين في دنياهم، فالحين في آخرتهم.
قد تكون التربية هي الحياة بعينها، فالحياة كما يقولون مدرسة ، تعد أفرادها لما ينبغي أن يكونوا له في المستقبل، لأن التربية هي النمو الشامل المتكامل، لشخصية المتعلم بمختلف الجوانب الإيمانية، والعقلية والوجدانية والاجتماعية و الجسمية.
والتربية هي أيضا عملية نقل المعارف والخبرات والمهارات، من فرد إلى فرد أو من جيل إلى جيل، مع تحسينها وتوسيعها.
وجديرا بالذكر بأن التربية تهدف إلى العمل على تحقيق النفس، أو الذات كهدف أعلى للتربية.
فيجب تعميق ثقة الأطفال في أنفسهم ،وذلك لن يتحقق إلا إذا شعر الطفل أنه قد وصل في شتى جوانب شخصيته، إلى مستوى يؤهله أن يقدم شيئا لنفسه، وأهله ووطنه.
فالتربية فن ومهارة اكتشاف مواهب، وإمكانات وقدرات الأفراد، لغرض تنميتها والاستفادة منها لصالح الفرد والمجتمع والأمة بأكملها،فيجب تطويرها نحو الأفضل ،وربما تكون هذه المهارة في صوت جميل لقراءة القرآن الكريم وتجويده، أو مهارة الكتابة ، أو مهارة الإلقاء والخطابة أو مهارة الرسم ،أو مهارة الحوار و الإقناع أو غيرها من المهارات التي يجب أن ينتبه لها من قبل أولياء الأمور والمربين.
ونستطيع أن ننظر إلى التربية، بمنظور شامل يتعلق ببناء شخصية الطفل ،بناء كاملاً متكاملاً متزناً و شاملاً، وتكون عملية تغذية وتنمية شاملة، لجميع جوانب الشخصية الروحية، والعقلية والوجدانية والاجتماعية و الجسمية، مع التأكيد على تعهد بناء الإيمان، والخلق والعمل الصالح، فهي ممارسة تطبيقية وليست مجرد تنظير.
فيجب علينا ان نبحث في العلة التي تسبب تأخر الطفل، وعدم تقدمه في بناء شخصيته، ومعرفة نواقصها وما تحتاج اليه، والعمل على المعالجة بأفضل الاساليب التربوية الصالحة.
إن الانسان الذي يحيط بما يعتلي في نفسه من انفعالات نفسية في نشاطه و اعماله، قطعاً سيكون اكثر احساسا استقلاليته، واكثر اعتماداً على نفسه واكثر ثقة بشخصيته، ويصبح اعظم انتاجا، من الشخص الذي يقصر في توقعاته، ويثق بها ويحس بوجوده باستقلالية.