بقلم دكتور تامر بركات
الصفرا حالة شائعة وخاصة في الأطفال الذين يولدون قبل 38 أسبوعًا نتيجة تراكم المادة الصفراء (البيلوروبين) في الدم مما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين عند الأطفال حديثي الولادة.
وهذه المادة تظهر عندما تتكسر كريات الدم الحمراء القديمة لتحل محلها كريات دم حمراء جديدة، بحيث تترشح المادة الصفراء في الكبد وتخرج عن طريق البراز.
من أسبابها الاصفرار الطبيعي في أثناء وجود الطفل في الرحم تقوم المشيمة بالتخلص من المادة الصفراء من جسده، وبعد الولادة يبدأ دور الكبد للقيام بهذه المهمة، وستحتاج إلى بعض الوقت ليكتمل نموه وتقوم بذلك بكفاءة عالية، لذلك لا يمكنها التخلص من المادة الصفراء قبل اكتمالها، وينتج عن ذلك اصفرار طبيعي عند أغلب المواليد الذين تراوح أعمارهم بين يومين إلى أربعة أيام؛ حيث إن نسبة المادة الصفراء بالجسم لا تتعدى 200 مايكرومول/ليتر، وغالبًا ما يزول خلال أسبوعين.
وهناك الاصفرار المرضي منه الاصفرار المبكر ويحدث خلال أقل من 24 ساعة من ولادة الطفل، بسبب تكسر خلايا الدم (مثل: عدم تطابق فصائل دم الأم والطفل واختلاف عامل ريسيس ) العدوى: قبل الولادة (مثل: داء القطط، الحصبة الألمانية، الزهري)، بعد الولادة متلازمة كريغلر نجار. الاصفرار لفترة طويلة: وهو الذي يستمر لأكثر من أسبوعين، وأكثر من 21 يومًا عند الخدج، العدوى (مثل التهاب المسالك البولية).
كسل الغدة الدرقية. مشاكل في الجهاز الهضمي ، مشاكل في القناة الصفراوية، التهاب الكبد الوليدي،وصفرا لبن الأم، ومن أعراض الصفراء أول علامة اليرقان هو اصفرار جلد الطفل والعينين منذ اليوم الثاني بعد الولادة.
متى تجب استشارة الطبيب؟ يفضل فحص الطفل في غضون 72 ساعة من الولادة للتأكد من اليرقان، ويجب استشارة الطبيب إذا كان هنالك تطور في الأعراض عند الطفل بعد هذا الوقت مثل: زيادة صفار الجلد. صعوبة إيقاظ الطفل عدم زيادة الوزن. ارتفاع نبرة صرخة الطفل. تناقص الرضاعة أو رفضها. استمرار اليرقان أكثر من أسبوعين. وبالتشخيص عن طريق الفحص السريري.
التحاليل المخبرية: فحص المادة الصفراء وتحاليل إضافية إذا لزم الأمر. العلاج: غالبا ما يختفي اليرقان لدى الرُّضع في غضون أسبوعين بدون أي علاج فقط يحتاج إلى متابعة ورضاعه بشكل منتظم، عادة ما يوصى بالعلاج فقط إذا أظهرت الاختبارات أن الطفل لديه مستويات عالية جدًّا من المادة الصفراء في الدم (أكثر من 200 مايكرومول/ليتر )، وهنالك نوعان من العلاجات الرئيسة التي يمكن تنفيذها في المستشفى : العلاج بالضوء الذي يساعد على كسر المادة الصفراء في الجلد.
في الحالات الشديدة يكون العلاج بتغيير الدم. الوقاية الحرص على الرضاعة الطبيعية (8 إلى 12 مرة يوميًّا) في الأيام الأولى من ولادة الطفل، الحرص على مواعيد التحاليل الطبية بعد الولادة.
مراقبة الطفل بعناية أول خمسة أيام بعد الولادة. الأسئلة الشائعة: يتم علاج اليرقان بالتعرض لأشعة الشمس عندما يكون اليرقان خفيفًا، أما في الحالات المتقدمة فالعلاج بالضوء هو الحل. لا ينصح بإيقاف الرضاعة لشدة أهميتها وفائدتها للطفل.
الا في حالات نادره يحددها الطبيب. إبقاء الطفل تحت أضواء المنزل الساطعة لن يعالج اليرقان؛ بل قد يسبب مشاكل أخرى مثل: الحمى أو قشعريرة بسبب التعرض غير الضروري. كما ينبغي تجنب إعطائه العلاجات العشبية أو المنزلية دون مشورة الطبيب أولًا.