تعيش العواصم الغربية حالة من الترقب والاستنفار الأمنى إثر الهجمات الدامية، التى شهدتها باريس، الجمعة الماضى، فى أسوأ هجمات فى فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وتبنى تنظيم «داعش» مسؤوليتها، واجتمع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، أمس، للاتفاق على كيفية مواجهة «داعش».
وعزز تحذّير رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سى آى إيه»، جون برينان، أمس الأول، فرضية قيام «داعش» بمزيد من الهجمات على غرار هجوم باريس، بقوله: «بالتأكيد لن أعتبره حدثاً عابراً لمرة وحيدة»، وأوضح أن وكالته تلقت تحذيرات استراتيجية لوقت طويل، عن هجوم باريس، لذا فالهجمات ليست مفاجأة»، مضيفاً: «من الواضح أن لدى (داعش) أجندة خارجية، والتنظيم عازم على تنفيذ هذا النوع من الهجمات».
ففى السويد، أعلن أن تهديدات وصلت إلى الحكومة والبرلمان، تنذر بوقوع «حمام دم»، وذكرت مسؤولة الاتصالات فى الديوان الحكومى، بوديل سوندين، تلقى الديوان، أمس الأول، رسالة إلكترونية تتضمن تهديدا، وتلقى أعضاء البرلمان وموظفوه هم أيضا رسالة هاتفية نصية تتضمن تحذيرا من التوجه إلى البرلمان أو مقر الحكومة، وذكر التليفزيون السويدى أن الرسالة ذكّرت بحدث يعرف تاريخيا باسم «حمام دم ستوكهولم»، حيث ارتكبت مجزرة بحق النبلاء السويديين فى القرن السادس عشر.
وأعلن وزير الداخلية السويدى، أندرش إيجمان، أن بلاده «ستعمل كل ما بوسعها لحماية نفسها من الهجمات»، لكنه أشار إلى «عدم وجود إمكانية لحماية السويد من كل شىء بشكل كامل».
وفى إيطاليا، أعلن وزير داخلية، أنجيلينو الفانو، أن «داعش» قد يهاجم روما بطائرات بدون طيار خلال السنة المقدسة للكنيسة الكاثوليكية، السنة المقدسة أو «اليوبيل»، التى تبدأ فى ٨ ديسمبر المقبل، وقال: «سيتم إغلاق المجال الجوى فوق روما، أمام الطائرات بدون طيار خلال المناسبة»، مشددا على أنه سيتم تشديد الأمن فى أنحاء المواقع التى تعتبر أهدافا محتملة خاصة داخل ساحة القديس بطرس وحولها، وذلك إثر تهديدات متكررة نسبت إلى «داعش» على مواقع التواصل الاجتماعى ضد روما والفاتيكان.
وفى بريطانيا، حذر وزير المالية، جورج أوزبورن، السلطات من أن عناصر «داعش» يخططون لاستخدام الإنترنت فى «الشر» عن طريق «إطلاق هجمات إلكترونية قد تعرقل بريطانيا».
وقالت صحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية إن أوزبورن سيستغل كلمة له بمقر الاتصالات الحكومية البريطانية، فى التحذير من أن «(داعش) يشكل تهديدا إلكترونيا كبيرا وسط مخاوف من أنها قد تقتل أناسا أبرياء عن طريق مهاجمة محطات الكهرباء والمستشفيات».