تحية محمد
من العادات المنتشرة في المجتمع المصري أن تعطي المرأة في المناسبات مثل الولادة ، الزفاف ، مبلغاً من المال، عند تقديمها التهاني لقريبتها ، أو جارتها ، والمرأة التي استلمت المال مطالبة عند حلول أية مناسبة أخرى أن تزورها ، وترد لها المبلغ أو أكثر منه، وهنا تقول أكثر السيدات إنها لا تريد أن تطور علاقتها بها لأنها تكون ملتزمة بها، ويحدث أن تلوم المرأة التي أعطت المال المرأة الأخرى إن لم تزرها وترد إليها مالها ، وقد تتحدث عنها بأنها أكلت مالها.
ومن أكثر هذه العادات المصرية وفى كثير من البلاد العربية نجد مايسمى بالنقوط فى ليلة الحنة، أو فى يوم الزفاف ،أو بعد الفرح ما يسمى بيوم الصباحية، أو عند المناسبات الأخرى كالنجاح، أو عند المرض، أو عند الموت، إلى غير ذلك من العادات الإجتماعية التى تعارف عليها الناس.
ومعلوم أن المعروف عرفا كالمشروط شرطا، وأن العرف فى مثل هذه الحالات معتبر شرعا لقوله تعالى” خذ العفو وأمر بالعرف” وقال رسول الله صل الله عليه وسلم” المسلمون عند شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا”.
فإن جرى العرف على أنها من باب الهدية أو الهبة للمساعدة والمجاملة لا ينظر إلى ردها فهو كذلك.
وأما إن كان من قبيل السلفة أو الإعارة وهذا هو الغالب والغرض من فعلها عند كثير من الناس فيجب ردها، وقد قال عنها الشافعية: إنه من باب الإعارة يرجع به إلى صاحبه سواء أكان مأكولا أم غير ماكول، تعالى :” ياأيها الذين آمنوا لا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل ..”ولقوله -صلى الله عليه وسلم-:” يأتى على الناس زمان لا يبالى المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام”
إلا أن تكون بينهم المسامحة نظرا لاختلاف أحوال الناس
من حيث الغنى والفقر.