بقلم: تحية محمد
الأم صاحبة القلب الكبير، التي لا تصبر عن فِراق أبنائها، سهرت الليالي من أجلهم، والاعتناء بهم، وتستبشـر عندما يكبر طفلها، ويبدأ بالاعتماد على نفسه في قضاء حوائجه، وتحزن لحزنه، وعندما يبلغ السابعة من عمره، تبدأ تفكّر في مستقبله، وتقول في نفسها: ولدي سيكون إن شاء الله معلمًا أو داعية أو عالمًا أو مهندسًا، وعندما يصبح رجلًا، فإنه لا يزال في عينيها طفلًا.
وبعد وفاة الام وفي لأيام الأولى من وفاتها يكون المرء على ذكرى قريبه بها, لذا فهو يجتهد بالدعاء, هذا الاجتهاد يجب أن تعود عليه النفس بإستمرار والمداومة وعدم الإنقطاع عندما يلتهي المرء بمشاغل الدنيا.
. الدعاء الدائم لنفسك بأن يرزقك الله برها بعد موتها, أي دعاء تدعوه لك أو لأحد من حولك إقرنه بالدعاء لأمك, مثلاً إذا أردت أن تقول لشخص: جزاك الله كل خير , فأتبعها وجازي أمي بكل خير.
عند الدعاء المطول لنفسك في القنوت, أو في في ختم القرآن, أو في أي موضع من مواضع الدعاء, اشملها بدعواتك عند الختام كأن تقول: وإشمل يارب أمي بهذه الدعوات.
إذا كنت ممن قصر في حق أمك, أو منعتك ظروف الحياة أن تتواصل معها وتبرها كما ينبغي, فالآن بعد وفاتها أشد حاجة للبر والخدمة فلا تقصر في حقها وادع الله أن يوفقك لبرها.
تعويد الجميع الكبار والصغار بإلحاق الدعاء لها (رحمها الله) عند ذكر اسمها, أو ضمير يعود إليها, أو ذكر شيء من حاجاتها أو مستلزماتها.
تعود أن يكون بعد اسمها الترحم, ثم أتبعها بدعوات تناسب الموقف،
لا تذكر أي موقف قد يكون فيه سلبية عليها, أو تعريض أو خطأ قد وقعت فيه, بل انشر دائماً المواقف الإيجابية , والصفات الحميدة, والخصال الجميلة.
أنفق من مالك مما تحب هي وتفضل, فإذا كانت تحب طعام معين , فليكن إنفاقك على الفقراء من هذا الطعام, اجعل كل شيء في هذا الحياة يذكرك بها, فإذا مررت من عند مسكنها فاستغفر وادع لها, وإذا مررت بأماكن كانت تزورها فأكثر الدعاء لها.
خاطبها بجمال حتى بعد وفاتها,
تلطف مع أخوتك , وارع مشاعرهم, وزد حناناً عليهم, وتفقد أحوالهم.
تقرب بشكل أكبر مع من كان له مكانة خاصة لدى أمك من إخوتك ففقده للأم أكثر وأعمق.
تواصل مع صديقاتها, وتفقد قريباتها, اجعل لها وقف دائم في وجوه الخير.
تذكرها في أوقات الإجابة (السجود| الثلث الأخير من الليل| آخر ساعة من يوم الجمعة| إذا كنت مسافر|حال نزول المطر | حين الصيام.
تنازل عن كل ما من شأنه أن يسبب الضغينة أو الفرقة بين إخوتك وأخواتك, فذلك مما يكدر خاطرها في الحياة والممات، زر قبرها كل حين.
تفقد المساكين والفقراء الذين كانت تنفق عليهم, أو تعطيهم من زكاتها, أو تتواصل معهم.
بحسن خلق وتعاملك مع الناس بشكل طيب مدعاة لدعاء الناس لمن رباك, فاكسب هذه الدعوة بكل طريقة.
أذكر فضلها عليك في كل حين وفي كل مجلس, وحتى مع نفسك.
إبتعد عن المعاصي, وأهل السوء, فهي مما يسوء الوالدين مرافقتهم في الحياة والممات.