بقلم – محمود الوروارى
من المؤسف أن نرى فى مجتمعنا بعض المشاهد الغير مقبوله أخلاقياً وهى عدم توقير كبار السن وإجلالهم،خاصة فى وسائل النقل المختلفة .
حقيقة شاهدت عبر صفحات التواصل الإجتماعى صوره فى إحدى المواصلات لرجل مسن أصابه المرض يقف بجانب كرسي يجلس عليه شاب تجرد من كل القيم ولم يعرف للمبادئ طريقا،وكثيرا ما نرى يوميا صوره حيه لهذا الواقع،وغالبا لا نلتفت .
لقد صعقت من المنظر الذى لا يقره دين أو يقبله عقل،وقلت فى نفسي ” أليس فى وسيلة المواصلات رجل رشيد!!!،يجلس هذا المسن الذى بلغ من الكبر عتيا فى كرسي حتى لا يسقط مغشيا عليه تحت الأقدام.
أعتقد أن مسألة الأخلاق تقع علي عاتق الجميع ككل( الأسرة والمسجد والكنيسه والمدرسه والمجتمع المدني)،ولابد من تربية حقيقة على القيم والأخلاق والعادات والتقاليد الطيبة لمجتمعنا.
ولنا العبرة والعظة فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم(ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)،وعن أبي موسى أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن من إجلال الله تعالى: إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط)،وروى أن البركة مع كبار السن))؛ وقديما قالوا “البركة مع أكابركم المجرِّبين للأمور، والمحافظين على تكثير الأجور، فجالِسوهم؛ لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم …”
لايسعنى فى هذا المقام إلا أن أقول بأن هذه السلوكيات ماهى إلا نتيجة لإنعدام الإخلاق وإنحطاط القيم والعادات والموروثات وضعف الوازع الدينى،وصدق شاعرنا أحمد شوقى حين قال :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت …. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهب
ونصيحتى لكل شاب:
تذكر أن الذى يقف بجوارك فى مقام أبيك،فقم وأجلسه مكانك لتنال منه البركة والدعاء الخالص،وكما تعلم أنه كما تدين تدان،فإذا وقفت وأجلسته مكانك فسيسخر الله لوالدك من يقف ليجلسه،أو يسخر لك من يجلسك بعد أن تبلغ من الكبر عتيا،فقدم لنفسك خيرا بمراعاة شعور الأخرين وأنت فى ريعان شبابك لتجني ثمار ذلك وأنت فى هرمك،بالإضافة إلى أن شعور الأخرين من أخلاق الأسلام.
نسأل الله أن يحفظ مصرنا الغاليه من كل مكروه وسوء وأن يهدى شبابنا وأن يوفقهم لكل خير ويسدد على طريق الحق خطاهم وأن ينفع بهم البلاد والعباد. اللهم أمين…