الثقافة الجنسية للطفل موضوع يهم كل أسرة في مجتمعنا وخصوصا مع انتشار قضايا التحرش بالاطفال وقبل البدء في الموضوع يجب أولًا أن ندرك هل الثقافة الجنسية للطفل موضوع جديد ام اوصتنا به الشريعة ومن الذي يجب ان نبدأ بتوعيته هل الطفل ام ولي الامر؟!
في الحقيقة بعض من أولياء الامور يهابون الحديث عن التربية الجنسية وكأنه سيجعل طفله يشاهد فيلم اباحي ولكن عندما يدرك ولي الامر ان الطفل يستطيع ان يدرك حسب مستوي عمره العقلي والزمني فسوف يتحدث معه ويجيبه عما يدور بعقله قبل ان يلجأ الي الانترنت او اصدقاء السوء
ومن هنا يجب ان نعرف معني التربية الجنسية :
هي تزويد الطفل بالخبرة الصالحة التي تؤهله لحسن التكيف في المواقف الجنسية في مستقبل حياته، ويترتب على إعطاء هذه الخبرة أن يكسب الطفل اتجاهاً عقلياً صالحاً إزاء المسائل الجنسية والتناسلية
وهنا نتسائل ما اهمية او ما الضرورة التي تجعلنا نهتم بتربية اولادنا جنسيا :
1. لأنها غريزة لا يستطيع الإنسان أن يتحكم بفعله وإرادته في جميع نزعاته، إلا البعض من الشباب المتدين
2. لأنها يمكن أن تهيئ الفرد لأن يحيا حياة عائلية سليمة، خاصة إذا كانت في إطارها القيمي والأخلاقي المحيط بموضوع الجنس والمجتمع وانشغال المربين بتأمين الظروف المعيشية، إلى درجة إهمال التربية الأخلاقية، وانتشار المفاهيم الخاطئة والملوثة، وقَلَّ من يصححها.
3. لأن انتشار الإعلام: المسموع، والمقروء، والمشاهد يقدم مزيدا من المعلومات، التي تتطلب تزويد النشء بالمعارف الصحيحة في سن مبكرة، ضمانًا للسلامة الجسدية للنشء.
4. لأنها تنتهي بالإنسان إلى العفة، وهي عملية مرغوبة جدًا، خاصة في هذا الجو الموبوء الذي اختلط فيه الحابل بالنابل، وبات الطلب على اللذة والمتعة- بغض النظر عن حلالها من حرامها- مطلبًا يلجأ إليه من لا يفهم طبيعة الحياة، وأن نعمة الجنس في حينها الشرعي ألذ وامتع بل وقربي إلى الله، والمجتمع العفيف أقرب إلى طاعة الله ورضوانه.
5. لأن من يتمتع بنعمة الحياء فهو يمنعه من الجهر بها أمام الآخرين، أو من السؤال عنها، باعتبارها خصوصية غير قابلة للعرض، والمصطفي ﷺ يقول: «الحياءُ لا يأتِي إلا بِخيرٍ». وقوله ﷺ: «إنَّ من شرِّ الناسِ عندَ اللهِ منزِلةً يومَ القيامةِ، الرجلُ يُفضِي إلى امرأتِه وتُفضِي إليِهِ، ثُم يَنشرُ سِرَّهَا».
6. لأنه يجنب الشباب من الجنسيين من الوقوع في الخطأ والإثم لان الدين لا يرضي بذلك مهما اختلفت العقائد، كما أن التمسك بالعفة من أعلى الفضائل الإنسانية التي تؤكد على سمو الإنسان ورفعته، ووضعه المتميز بين مخلوقات الله.
أما بالنسبة لأسئلة الأبناء الجنسية، فلا مانع من الإجابة عليها، ولكن هناك عدة شروط يفضل توافرها :-
1. أن تكون مناسبة لسن وحاجة الابن: فيجب التجاوب مع أسئلة الابن في حينها وعدم تأجيلها لما له من مضرة فقدان الثقة بالسائل، وإضاعة فرصة ذهبية للخوض في الموضوع، حيث يكون الابن متحمسًا ومتقبلًا لما يقدم له بأكبر قسط من الاستيعاب والرضا.
2. أن تكون متكاملة: بمعنى عدم اقتصار التربية هنا على المعلومات الفسيولوجية والتشريحية، لأن فضول الابن يتعدى ذلك، بل لابد من إدراج أبعاد أخرى كالبعد الديني، وذلك بشرح الأحاديث الواردة في هذا الصدد، مثل سؤال الصحابة الكرام له ﷺ: يا رسولَ اللهِ، أيأتي أحدنا شهوتَه ويكون لهُ فيها أجرٌ؟ قال: «أرأيتم لو وضعها في حرامٍ أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلالِ كان لهُ أجرًا»، بمعنى ألا نغفل بعد اللذة في الحديث، ولكن يربط ذلك بضرورة بقاء هذه اللذة في ضمن إطارها الشرعي «الزواج» حتى يحصل الأجر من الله تعالى.
3. أن تكون مستمرة: هناك خطأ يرتكب ألا وهو الاعتقاد بأن التربية الجنسية هي معلومات تعطى مرة واحدة، أو دفعة واحدة، وينتهي الأمر، وذلك إنما يشير إلى رغبة الوالدين أو المربي في الانتهاء من واجبه «المزعج» بأسرع وقت، لكن يجب إعطاء المعلومات على دفعات بأشكال متعددة، مثلا مرة عن طريق كتاب، أو شريط فيديو، أو درس في المسجد، كي تترسخ في ذهنه تدريجيًا ويتم استيعابها وإدراكها بما يواكب نمو عقله.
4. أن تكون في ظل مناخ حواري هادئ: المناخ الحواري من أهم شروط التربية الجنسية الصحيحة، فالتمرس على إقامة حوار هادئ مفعم بالمحبة، يتم تناول موضوع الجنس من خلاله- كفيل في مساعدة الأبناء للوصول إلى الفهم الصحيح لأبعاد «الجنس» والوصول إلى نضج جنسي، متوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحاء، وأحكام ديننا الحنيف.
ولعل التركيز في هذه المسألة كثيرًا ما يحقق بعد التفاعل الحي بين الرجل والمرأة، ويزيد شدة التمسك بينهما والآلية في ذلك تَفَقُّدُ الحياة الزوجية بهجتها، وكمالها.