كتبت : سماح سليم
أجرى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، حواراً مجتمعياً بشأن تطوير القاهرة التاريخية مع أهالي وسكان عدد من مناطق القاهرة التاريخية، حول المشروعات التي تعتزم الدولة القيام بتنفيذها خلال هذه المرحلة، لاستعادة رونقها الحضاري.
وأوضح “مدبولي” أن مشكلة المنطقة تكمن في إهمالها لفترة طويلة من الزمن، الأمر الذي أسهم في إقامة مبان عشوائية عديدة، فضلا عن هدم البيوت القديمة الرائعة، واستبدالها بأخرى، إلى جانب حدوث اندثار تدريجيّ للحرف اليدوية التي تتميز بها المنطقة واستبدالها بأنشطة أخرى لا تمت بصلة لطبيعة المنطقة، مما استوجب من الدولة التدخل بشكل عاجل.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة عقدت العديد من الاجتماعات تحت قيادة الرئيس السيسي لبحث سبل تطوير المنطقة، مطالباً الأهالي بنقل رسائل واضحة من الحكومة لكل سكان المنطقة والمناطق الأخرى، مفادها أن الدولة المصرية هدفها الأول هو التطوير من أجل الحفاظ على المنطقة، لاسيما من خلال ترميم الآثار، فضلاً عن ترميم المباني القديمة، حتى وإن لم تكن أثرا لكونها تمثل طابع المنطقة وذلك بهدف الحفاظ عليها، إلى جانب تطوير الحرف القديمة التقليدية، كما نفى رئيس الوزراء الأخبار المغلوطة عن اعتزام الحكومة نقل الأنشطة الحرفية المميزة إلى أماكن أخرى.
ولفت “مصطفى مدبولي” إلى أنه سيتم البدء في تطوير عدد من الأماكن داخل القاهرة التاريخية، بما يراعي متطلبات سكان تلك المناطق، وخاصة أصحاب الأنشطة التجارية والحرفية، وضمان عدم التأثير على حياتهم اليومية، مؤكداً أن ما سيتم من أعمال تطوير، سيكون المستفيد الأول منه هم قاطنو هذه المناطق، قائلا: ستكون الأولوية لقاطني المنطقة في الحصول على الوحدات التجارية التي نعتزم إنشاءها، وذلك في إطار توسيع كافة الأنشطة التجارية والحرفية الخاصة بهم، معرباً عن أمله في رؤية المزيد من التوسع والنهوض للصناعات والحرف التراثية الموجودة بالمناطق التاريخية، وتوارثها عبر الأجيال.
وتناول رئيس الوزراء المقترح الخاص بالتطوير، الذي يتضمن العمل على تطوير مختلف الشوارع وتزويدها بأنظمة إنارة حديثة، وكذا ما يتعلق بمشروعات الصرف الصحي، ومعالجة المياه الجوفية، إلى جانب المحافظة على المباني القائمة، والعمل على تعظيم الاستفادة من الأماكن المحيطة، وتطوير وإتاحة بعض الأنشطة والخدمات المرتبطة بالحركة السياحية، بما يسهم في جذب المزيد من الزائرين لهذه المنطقة، وذلك سعياً للعمل على إعادتها لسابق عهدها من مكونها الأساسي، حيث كانت تمثل واحدة من أهم الأماكن التي يتوجه إليها الزائرون سواء محليا أو عالميا.
أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه من غير الممكن السماح ببناء أبنية من الطوب الأحمر في هذه المنطقة والمساس بطرازها الأصلي بأبنية غير معهودة منذ نحو أربعين عاماً، مقترحاً في هذا الشأن تطبيق آليه لإجراء تطوير مشتركة مع الملاك والأهالي للحفاظ على الطابع الأصلي دون المساس بالحقوق والملكيات الخاصة، مستشهداً بأعمال التطوير التي تم إجراؤها في تل العقارب التي يطلق عليها الآن “روضة السيدة” والتي روعي فيها مطالب الأهالي أثناء عملية التطوير، وتم إعادة الأسرة إليها بعد استكمال أعمال التطوير بشكل لائق، مشيراً إلى أن ذلك هو ما سيتم تطبيقه.
و أعرب الأهالي عن ترحيبهم الشديد بهذه الزيارة وبلقاء رئيس الوزراء والمسئولين المرافقين، مؤكدين أن هذه الزيارة أدخلت الطمأنينة إلى قلب أهالي المنطقة الذين قلقوا من تردد الشائعات حول إخراجهم من المنطقة، وهو ما انعكس سلبا على الحركة التجارية في المنطقة بسبب حالة عدم اليقين التي عايشوها خلال الفترة الماضية، وعقب رئيس الوزراء على ذلك بأنه لن يكون هناك إخراج للأهالي من المنطقة، كما أكد أنه سيتم تعويض أصحاب المحلات التي تتواجد في مبان آيلة للسقوط في المنطقة، وأن أعمال التطوير ستشمل العمل على زيادة عدد المحلات.