حوار : بشير حافظ وسمير سري
” لامجال للنجاح دون المشاركة و الإستفادة من الكفاءات والخبرات..والعمل في صمت”…شعار يتخذه الأستاذ الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق ، في عمله ، منذ توليه المسؤولية…فالدكتور” شعلان” صاحب فكر راقي وعقل مستنير ورؤية واضحة ، ولا يعشق الجلوس في المكاتب سوي للأهمية القصوي ، ولكن تجده يومياً يقوم بجولات مرورية علي كافة الكليات والإطمئنان على سير العمل ، والإستماع لمطالب أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة والطلاب ، وحل آية معوقات ، ناهيك عن الجولات المستمرة بمستشفيات الجامعة ، حتي أصبح الدكتور عثمان شعلان معشوق الطلبة وأعضاء هيئة التدريس..وكذا التواصل الدائم مع الجهاز التنفيذي للمحافظة ومؤسسات المجتمع.
” عيون الشرقية الآن” ، إلتقت مع الدكتور عثمان شعلان ، في حوار صحفي خاص رغم إنشغاله ، ولكننا إستطعنا إجراء حوار صحفي شامل حول مايدور داخل الحرم الجامعي… وإلي نص الحوار :
* بداية نريد أن نتعرف على السيرة الذاتية للدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق الجديد؟
– أنا دكتور «عثمان السيد عبد العال شعلان» إبن مركز الحسينية بمحافظة الشرقية ، وقبل توليتي رئاسة الجامعة، فكنت أشغل منصب نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، وشغلت منصب رئيس قسم الهندسة الإنشائية بكلية الهندسة جامعة الزقازيق وتم ترقيتي نائباً لرئيس الجامعة في يناير الماضي ، كما كنت عضواً باللجنة الدائمة للهندسة الإنشائية لترقية الأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات للدوريتين الحادية عشر والثانية عشر وهي الدورة الحالية ، وقمت بمناقشة العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير بالجامعات المختلفة، وقمت بالعديد من الأنشطة داخل وخارج الجامعة في مجال البيئة وخدمة المجتمع.
* ماهي أبرز الملفات التي تشغل بال الدكتور عثمان شعلان منذ توليه المسؤولية ؟
– طبعاً هناك ملفات مرتبطة بالتطوير وتقديم المزيد من الخدمات مثل الإنتهاء من معهد الأورام وتشغيله، وتحسين الأوضاع بمستشفى الجامعة، وتقديم عدد من الخدمات الإجتماعية للمواطنين، بغرض تعزيز دول الجامعة في خدمة المجتمع.
* ماهو الهدف من إنشاء وحدة مواجهة التطرف الفكري؟
– الهدف من إنشاء وحدة مواجهة التطرف الفكري نشر الوعي، والثقافة الدينية الصحيحة بين الطلاب، وسنتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف، من أجل الخروج بأفضل نتائج، خاصة أننا نؤمن بأنه لا مجال للنجاح دون الإستفادة من خبرات الجميع، كل في مجاله، بالإضافة إلى أننا نسعى لتوسيع نشاط الوحدة، لتخاطب الجميع وليس طلاب الجامعة فقط ، كما أننا سنقوم بتنظيم ندوات ومؤتمرات، في جميع أنحاء محافظة الشرقية، يشارك فيها المتخصصون من جميع الجهات المعنية بمكافحة الفكر المتطرف، وفى مقدمتهم أساتذة الجامعة، للإسهام في تطوير المفاهيم المرتبطة بالفكر الديني، وإطلاع الناس على المفهوم الصحيح للنصوص الدينية، وإزالة اللبس في هذا الشأن.
* ماهو الدور الذي تقوم به وحدة محو الأمية وتعليم الكبار بالجامعة ؟
– وحدة محو الأمية وتعليم الكبار، تلعب دوراً مهماً في تبصير الناس وتنوير العقول بتعليم القراءة، وهو أمر يسهل من إتصال الأفراد بالقضايا المهمة، لأنه بدون القراءة، ينعزل الشخص عن مجتمعه ويصبح من السهل استقطابه، خاصة أن وحدة محو الأمية، استطاعت بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار بالشرقية ، أن تمحو أمية ٧ آلاف مواطن شرقاوي، خلال ٣ أشهر فقط، من خلال كلية التربية.
* ماهو الدور الذي تقوم به جامعة الزقازيق لخدمة المجتمع الشرقاوي؟
– جامعة الزقازيق، تعد واحدة من أقدم الجامعات في مصر، ومنذ اللحظة الأولى لإنشائها لعبت دورا في خدمة أبناء الشرقية، وامتد دورها إلى باقى محافظات القناة، والدلتا، ولعلنا ندرك أن الجامعة ترتبط بشكل حقيقى مع مجتمعها، ويجب عليها أن تعمل على حل مشكلاته لا سيما بعد تحديث توجهات الدولة، ناحية مؤسساتها، والتركيز على منحها الفرصة لتقديم مبادرات لتلبية إحتياجات المجتمع.
* بمناسبة الحديث عن مبادرات تلبية إحتياجات المجتمع.. هل هناك مشاركات من الجامعة في هذا الإتجاه ننتظرها قريباً ؟
– هذا يحدث بالفعل، حيث أسهمنا في المبادرة الرئاسية لرعاية القرى الأشد فقراً بإجراء دراسة وافية للمشكلات في هذه القرى، والوقوف على أساس المشكلات بها، والعمل على حلها من خلال برنامج زمنى ينتهى إلى تطوير القرى والقضاء على مشكلاتها، ومن إيجابيات هذا العمل أنه تم بمشاركة جميع كليات الجامعة تقريبا، إذ عمل رجال كلية الهندسة على إجراء الرفع المساحى لشوارع قرية «تل روزن»، التابعة لمركز بلبيس، وتصميم شبكة الصرف الصحي، وكذلك تصميم محطة الرفع المطلوبة، وأيضا عملنا علي إنشاء سور لمركز شباب القرية، وإعادة تأهيل ملاعبه من خلال رجال كليات التربية الرياضية، والتربية النوعية، هذا بالإضافة إلى تعليم السيدات بعض الصناعات الغذائية، التى يمكن له إنتاجها في المنازل، وتجهيز مشغل لتعليم النساء الخياطة، ونشارك في المبادرة الرئاسية التى تحمل عنوان: «صنايعية مصر»، وتهدف إلى تدريب وتأهيل أصحاب المهن والحرف، من خلال برامج خاصة لإعداد الكوادر الفنية بمهن: النجارة، والسباكة، والكهرباء، والنقاشة، وميكانيكا السيارات، وغيرها الكثير من الحرف اليدوية، المفيدة للشباب، كما تعاونا مع الشركات والهيئات العاملة في مشروعات متنوعة، ليستفيدوا من هذه العمالة المدربة، واستجابت لنا بعض الشركات بالفعل.
* رغم الجهد المبذول للإرتقاء بمستوى الخدمات الطبية بمستشفيات الجامعة ، إلا أن هناك شكاوى من إنخفاض مستوى الخدمات ..فما تعليقك؟
– مستشفيات الجامعة يعمل بكل طاقتها لخدمة المواطنين، في ظل الإمكانات المتاحة، التى نعمل على تطويرها وتحسينها بشكل مستمر، كما أن الجامعة تقوم بدور الطبي، فنحن نشترك في مبادرة بعنوان: «الإبصار حق لكل مواطن»، بالتعاون مع الجامعة، وتمكنا من خلال المرحلة الأولى لهذه المبادرة أن نجرى أكثر من ٣٠٠ جراحة بقسم الرمد في المستشفى، لخدمة الفئات غير القادرة، مع توفير الأدوية اللازمة لهم أيضا، كما نطلق قوافل طبية، ليس إلى قرى الشرقية فقط، وإنما لباقى مناطق الجمهورية، وأطلقنا قافلة دائمة إلى حلايب وشلاتين، في أقصى جنوب مصر، بالإضافة إلى تسخير إمكاناتنا لتشغيل مستشفى العريش العام، بتزويده بالكوادر البشرية من أطباء في كل التخصصات وأطقم تمريض.
* ما هو مستقبل جامعة الزقازيق لا سيما في ظل الحديث عن إنشاء كليات ومعاهد جديدة؟
– الإمكانات المادية لا تسمح حالياً بإنشاء المزيد من الجامعات، لكن هناك جامعة «شمال الشرقية»، لخدمة أبناء شمال المحافظة باعتبارهم يمثلون نحو ثلث الطلاب، المنتمين للجامعة، وتضم كليات للآثار، وعلوم الثروة السمكية، والطب والتكنولوجيا، والتربية للطفولة المبكرة، وهذا كله سيسهم في إحداث نقلة مختلفة في التعليم بالشرقية.
* وما مصير جامعة الشرقية الأهلية؟
– مشروع إنشاء جامعة أهلية يسهم بشكل كبير في تحسين المستوى الجامعي، وهى وسط بين الجامعات الخاصة، والحكومية، ولا تهدف إلى الربح لأن مصروفاتها ستكون بسيطة جدا، ونستغل فيها قوة بشرية هائلة من أعضاء هيئة التدريس، وستضم كليات تتضمن تخصصات علمية متميزة، تواكب متطلبات سوق العمل، ومنها هندسة الفضاء، والقانون والسياسة والتكنولوجيا، وغيرها من التخصصات ذات الصلة بالمجتمع المحلى، وسيصل إجمالى كلفتها إلى ١.٥ مليار جنيه، بتمويل ذاتي، وتبرعات من رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني.
* علمنا أن جامعة الزقازيق بصدد إنشاء كلية للإعلام الرقمي.. فما صحة ذلك و التفاصيل حول هذه الكلية؟
– لدينا بالفعل مشروع لإنشاء كلية للإعلام الرقمي، بهدف التجاوب مع توجه الدولة في بناء مصر الحديثة، وإنشاء تخصصات جديدة بالجامعات المصرية، لإعداد شباب قادرين على مواجهة حروب الجيل الرابع، التى ترتبط بإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبث الشائعات.
* على ذكر الإعلام الرقمي.. إلى أين وصلت الجامعة فيما يتعلق بالتحول الرقمى إداريًا؟
– نعمل على مواكبة التطورات السريعة، عبر توفير المقومات اللازمة للإسهام في تسريع التحول الرقمي، بغرض تقديم خدمات تعليمية متطورة، وتجديد وتطوير شبكة المعلومات والاتصالات وتوصيل الإنترنت لكل أماكن الجامعة، بما يخدم الطلاب والإداريين، وأعضاء هيئة التدريس، وللعلم فنحن أول جامعة حكومية في مصر تطبق نظام الإمتحانات الموضوعية، سواء كان بالبابل شيت، أو الـmcq، وبناء على نجاح التجربة تم تعميمها، ووصلنا في جامعة الزقازيق إلى تطبيقها بنسبة ٩٨٪ من إجمالى عدد الطلاب.
* ما هي مصروفات طلاب جامعة الزقازيق هذا العام ؟
– بالنسبة للكليات العملية فمصروفاتها تبلغ 500 جنيه، أما مصروفات الكليات النظرية فقيمتها 450 جنيه، وهي في متناول الطلاب.
* هل هناك رؤية لتطوير الإنترنت داخل الجامعة؟
– سيتم تغيير البنية التحتية من أجل الإمتحانات الإلكترونية وتزويد سرعة الإنترنت من 100 ميجا إلى 800 ميجا، بالإضافة إلى أنه تم تغيير الشبكة لتصبح سرعة الـ wifi أكبر .
* ما سعر الكتاب الجامعي في عام 2019..وهل هناك إجبار للطلاب علي شرائه؟
– سعر الكتاب سيكون في متناول جميع الطلاب وليس هناك أي إجبار على الطالب لشرائه، كما أنه يوجد صندوق تكافل يتم تدعيمه للطلبة الغير قادرين له ميزانية خاصة يدخل بها إيجار الكافيتريات ، كما أن علاج الطلاب لا يدخل لصندوق التكافل لأن الميزانية الخاصة بالعلاج كبيرة جدًا قد تصل لـ 150 ألف جنيه عملية جراحية لطالب مريض، وهو يشمل جميع طلبة جامعة الزقازيق وليس الغير قادرين فقط.
* ماذا عن الخدمات التى تقدمها الجامعة للطلاب؟
– نقدم الكثير من الخدمات للطلاب على مستوى العلاج بمستشفى الطلبة والجامعة، ونقدم لهم الدعم في المصروفات من خلال مكاتب رعاية الشباب، وصندوق التكافل، ومن خلال دعم أعضاء هيئة التدريس، وتوفير الكتب الدراسية للطلاب، كما يتم تقديم دعم اجتماعي لهم خلال المعارض التى توفر جميع احتياجات الطلاب، بأسعار رمزية، فضلا عن دعم المدينة الجامعية التى تخدم الطلاب المغتربين، وسداد المصروفات عن المتعثرين منهم، ونيسر للطلاب الأنشطة المتنوعة ثقافيا واجتماعيا وفنيا ورياضيا، وتعد جامعة الزقازيق أولى الجامعات المصرية، التى نظمت معسكرا لإعداد القادة منذ ٤ سنوات، بما يسهم في زيادة صقل شخصيات الطلاب، وإعداد أجيال قادرة على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات.
* جامعة الزقازيق تعتبر أول جامعة تشارك في وقفة تضامنية لدعم ومساندة الرئيس السيسي ومؤسسات الدولة بالمنصة.. ماهو تعليق سيادتك علي ذلك ؟
– دعني أوضح لحضراتكم أن خروج طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة والشعب المصري بأكمله لتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة والشرطة والحفاظ على الدولة المصرية، يذكرنا بخروج المصريين يوم 30 يونيه 2013، عندما خرجوا على قلب وتصميم رجل واحد، بعد أن شعروا بالخطر، فما حدث يوم الجمعة الماضي في الوقفة التضامنية ليس جديدا على المصريين، فهم لديهم حس وخبرة سياسية تمتد إلى 7 آلاف سنة، أثبتت أن هذا الشعب سيكون دائما على قلب رجل واحد ، وأن مصر قوية وشامخة، والدليل على هذا هو الإنجازات التى تمت على أرضها وما حدث من مواجهة قوية شاملة للإرهاب وتأمين للحدود فى الشرق والغرب والجنوب والقضاء على هذا الوباء الإرهابى فى الداخل والخارج، ولابد أن تستعيد الذاكرة محاولات تدمير المؤسسات وترويع المواطنين… وبإذن الله تعالى مصر محروسة بفضل الله ثم قيادتها الحكيمة والرشيدة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية وفقه الله وسدد خطاه .
* أخيراً يافندم.. رسالة توجهها لطلاب الجامعة ؟
– ضرورة الانضباط والحرص على المحاضرات وأهمية إستثمار الوقت والمشاركة في الأنشطة الطلابية ، وأقول لأبنائي وبناتي طلاب وطالبات الجامعة ” كونوا واثقين بأنفسكم وبقدراتكم فسوق العمل يحتاج إلى المتميزين ، والتمييز يبدأ من المحاضرة ، فأنتم حماة الوطن”.