تقرير تحية محمد
ملايين الفتيات على مستوى العالم معرضات للزواج المبكر عوض الالتحاق بالمدرسة. ورغم أن القوانين تمنع الزواج في سن مبكرة، إلا أن هؤلاء الفتيات يخضعن لعلاقة زوجية رغما عن إرادتهن، لترافقهن بعدها حياة مليئة بالألم.
يكون الزواج مسموحا به في غالب البلدان ابتداء من سن الـ 18.وذلك وفقا لاتفاقية حقوق الأطفال للأمم المتحدة ، بعض البلاد قد ألغت القوانين الاستثنائية التي تسمح بعقد الزواج للأطفال دون سن الرشد التي كانت تتم بعد موافقة الوالدين أو القاضي، إلى أن تراجع أعداد زيجات القاصرين في هذه البلدان، يعد نجاحا كبيرا في الجهود الرامية لمنعها.
وجديرا بالذكر بأن الأطراف القانونية تساعد على تغيير البنى الاجتماعية على مدى طويل.
يعتبر العنف الجنسي وسوء المعاملة والاستغلال، وحتى الموت هي من بعض تبعات الزواج المبكر للفتيات الصغار، اللاتي يفقدن فرص التعلم والتطور الاجتماعي، كما أن هؤلاء الفتيات يواجهن مخاطر صحية كبيرة نتيجة هذا الزواج، حيث تجبر الفتيات على مغادرة المدرسة للاعتناء ببيت الزوج الذي لم يرونه من قبل، ويحملن منه رغم أجسامهن والجهاز الإنجابي لديهم غير مستعد لذلك.
كما أن ظاهرة الزواج المبكر تطال الفتيات بالأساس.خلال فترة الحمل والولادة يتنامى الخطر بالنسبة للأمهات الصغار، فبعد الولادة يكن مجهدات، إلا أنهن مجبرات على إتمام دورهن كأمهات، بالرغم من كونهن أطفالا.
وبذلك تتعرض الفتيات الصغار للقهر بصفة منهجية، إذ أن الزوج عادة ما يكون أكبر عمريا من الفتاة بسنوات كثيرة، وتقف الزوجة عاجزة عن الدفاع عن نفسها.
الزواج بالإكراه منتشر على مستوى العالم، لكن القوانين ليست فعالة تماما، ولا يمكن أن تمنع لوحدها العدد المتزايد من زيجات الأطفال، وأن الدين والثقافة والبنية الاجتماعية ملتحمة فيما بينها وتفرض بعضها بعضا، علما أن الفقر والنزاعات الحربية تدعم بقاء نظام زيجات الأطفال.
ومن الجدير انه ليس جميع الآباء من يوافق على تزويج بناته بسن صغيرة بالطبع، هناك من يرفضون ذلك غير أن البنات من الأرياف والعائلات الفقيرة يكن عادة الأكثر استهدافا بهذه الظاهرة، إذ تضطر العائلة لأسباب مادية من تزويج بناتها لكبار السن. وحيث تواجه العائلات ضغوط الحياة اليومية القاهرة تكبر الفجوة الاجتماعية في تلك البلدان، وكذلك العوامل الاقتصادية تؤدي النزاعات الحربية إلى تشجيع الزواج المبكر.