كتبت تحية محمد
زيارة القبور سنة مؤكدة من فعل النبي وقوله عليه الصلاة والسلام؛ لما فيها من التذكير بالموت، والتذكير بالآخرة، والسنة أن يزورها المؤمن بخشوع ورغبة في الآخرة، وقصد للاعتبار والذكر، ورحمة.
لا شك أن موضوع زيارة القبور والبناء عليها وتجصيصها موضوع مهم، والناس في حاجة دائمة لبيان ما شرع الله في ذلك وما نهى الله عنه حتى يكون الناس على بصيرة، فإن القبور قد ابتلي الناس فيها منذ قديم الزمان، من عهد نوح ﷺ؛ فقد وقعت الفتنة بالموتى والغلو فيهم .
الأموات والدعاء لهم؛ لقوله ﷺ: زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة وكان النبي عليه الصلاة والسلام يزورها بين وقت وآخر في الليل والنهار يزورها ويسلم عليهم عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم، ويقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، يغفر الله لنا ولكم كان هذا من فعله عليه الصلاة والسلام، ويجب الدعاء لهم الدعاء للميتين بالمغفرة والرحمة وذكر الآخرة،
ومن آداب زيارة القبور أنه لا يصلي عند القبور، ولا يجلس عندها للدعاء والقراءة، إنما يسلم بخشوع ورغبة في الآخرة، وخوف من عذاب الله، وقصد علاج قلبه حتى لا يموت؛ لأنه إذا تذكر الموت والقبور صار هذا أدعى لاستعداده للآخرة، وألين للقلب، يذكر الموت ويذكر الآخرة، ويذكر جمع الناس يوم القيامة، فيلين قلبه، فزيارة القبور تلين القلوب، وتذكرها بالآخرة وبالموت، فيكون ذلك من أسباب الاستعداد والحذر من الركون إلى الدنيا، لكن لا يصلي عندها، ولا يطوف بها،ولا يسأل أهلها شيئاً، إنما يسلم عليهم ويدعو لهم، يقول السلام عليكم أهل القبور .السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وليس للمؤمن أن يسألهم أو يستغيث بهم أو ينذر لهم أو يذبح لهم، كل هذا من الشرك الأكبر، دعاؤهم والاستغاثة بهم والنذر لهم، وهكذا ما يفعله بعض الجهال عند قبر النبي ﷺ من دعائه والاستغاثة به وطلبه النصر، طلبه شفاء المرضى كل ذلك من الشرك الأكبر، ، أما النساء فليس لهم زيارة القبور، النساء لا يزرن القبور؛ لأن الرسول ﷺ نهاهن عن هذا ولعن زائرات القبور؛ ولأنهن فتنة وصبرهن قليل.
وأما قوله: ولا تقم على قبره فهذا نهي للرسول ﷺ عن الوقوف على قبور المنافقين والصلاة عليهم، أما المسلم يوقف على قبره ويدعى له بعد الدفن، إذا دفن يوقف عليه ويسأل له التثبيت والمغفرة، لقول النبي ﷺ. فإذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل فالمؤمن يوقف عند قبره ويسأل له المغفرة والثبات، أما المنافق فلا، لا يصلى عليه ولا يوقف عند قبره.