«اتجوزتى لاء لسه .. ليه انتى ناويه تعنسي.. لاء مليش نفس وبفكر فى مستقبلي وشغلى .. يابنتى البنت فى النهايه ملهاش غير بيتها وجوزها تلاقي مفيش حد أصلاً بيعبرك .. ماشي انا راضيه بكده وكمان انا لسه صغيره .. اه ديه حجه البليد»، هذه الأقاويل ليست من وحى خيالنا عزيزى القاريء هذه الاقاويل نسمعها يومياً من كل فتاة متزوجه أو أمرأه كبيره فى السن لكن المشكله ليست فى تلك الاقاويل ولكن فى الاهل الذين بدأوا يجبرون أولادهم على الزواج بحجه “علشان القطر مايفتهومشي” هذه هي العبارة التي تتردد في اذن كل بنت من الناس والأصحاب والجيران مع العلم ان هذه الفتاه لايتعدى عمرها 22 عاماً “عانس” بالنسبه لهم لمجرد انها فى مجتمع شرقي مثل مصر لايهمه سوى أن تدخل الفتاه عش الزوجيه وكأن هذا أخر المطاف.
لكن مع تطور العصور والثقافات أصبحت الفتاه لم ترى نفسها “زوجه فقط”لكنها بدأت تري نفسها فى عمل ناجح تكون من خلاله سيده مجتمع تستطيع من خلاله تحقيق كل ماتحلم به لأن من وجهة نظرها الزواج ليس كل شيء في الحياه وهناك أشياء أخرى أهم بكثير من انها تتزوج وهي صغيره وتكون أسره وتتحمل مسئوليه زوج واولاد بمجرد انها تقوم بأرضاء أهلها وتعمل على تفادى نظرة المجتمع لها لمجرد ان سنها أصبح 23 عاماً فهذا السن يكون من وجهة نظر المجتمع ان تلك الفتاة كبرت كثيراً واصبحت عانس.
ومن هنا اكد التقرير الصادر من الجهاز المركزى للتعبئة والأحصاء على ان العنوسه تنتشر في مصر بدرجه كبيره واكدت الاحصاءات الرسميه ان 13 مليون شاب وفتاه تجاوزت اعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا منهم 2.5 مليون شاب و11 مليون فتاه فوق سن الـ35 ومعدل العنوسه في مصر يمثل 17% من الفتيات اللاتي في عمر الزواج ولكن هذه النسبه في تزايد مستمر وتختلف من محافظه لاخري فالمحافظات الحدوديه النسبه فيها 30% نظرًا لعاداتها وتقاليدهااما مجتمع الحضر فالنسبه فيه 38% والوجه البحري 27.8%، كما ان نسبه العنوسه في الوجه القبلي هي الاقل، حيث تصل الي 25%، ولكن المعدل يتزايد ويرتفع في الحضر
ومن جانب الدكتور مؤمن جبر استاذ الطب النفسي قال ان هناك عوامل مجتمعيه سيئه طرات علي مجتمعاتنا بالنظر الي الماده في كل شيء مضيفاً ان تلك النظره اصبحت هي المتحكم في الزواج.
ان غالبيه اولياء الامور لم ينظروا الي شكل المتقدم للزيجه ولكن اصبحت القدره علي توفير حياه مرفهه هي اهم الاولويات وتابع ان ازدياد ظاهره العنوسه كارثه اجتماعيه خطيره ولابد ان يساهم الجميع في حلها والتوعيه باهداف الزواج الحقيقيه بعيداً عن الاحلام والماديات قائلاً ان الوضع مُخيف خاصه ان الفتاه التي تطاردها العنوسه دائما ما تشعر بالحرمان والاحساس بالغربه وربما يدفعها ذلك الي الانتحار والتخلص من حياتها.
وتقول سلوى سليمان دكتورة علم النفس بجامعة عين شمس ان سن الفتاة للزواج يختلف من مجتمع لآخر حسب طبيعة وعادات وتقاليد هذا المجتمع وظروف الحياة فيه فالفتاة في البدو والريف تغلب عليها الخشونة وتتعلم فيها الفتاة منذ صغرها مسئوليات كثيرة وتتحمل أعباء المعيشة وتجيد المشاركة حتى أنهن يتزوجن في سن صغيرة تحت العشرين بكثير دون أي مشكلات تذكر بينما يختلف الأمر في المجتمع الحضري حيث تعيش الفتاة حياة أكثر رفاهية ولا تتحمل المسئولية إلا في سن متأخر وهو ما يجعل زواجها المبكر يفشل في كثير من الحالات.
وأكدت سلوى على ان الفتيات حالياً أصبحوا ينظرون للزواج على انه أرضاء للأهل فقط وذلك نتيجة انصدامهم فى الشباب اللذين يتعرفون عليهم ثم بعد ذلك يتركونهم مما يترتب عليه حاله نفسية سيئة لتلك الفتاة وبالتالى يكون الزواج بالنسبه لها هروب من الواقع الأليم التى تعيشه مع أهلها فى المنزل وفى النهايه يكون الطلاق مصيرها بسبب عدم تفاهمها مع زوجها وتزداد نسبة الطلاق فى ذلك التوقيت.
وهناك ايضاً فتيات يرفضون الزواج بسبب فقدانهم فى ثقة من حولهم مما يترتب عليه وضعها تحت مسمى “عانس” مع العل ان هذا اللفظ خاطىء لان ليس هناك اى معنى ان الفتاه التى تبلغ من العمر 30 عاماً تكون “عانس ” فهذا ليس حقيقي لأن المجتمع تطور والحياة تغيرت كثيراً عما كانت عليه لذلك يجب علينا ان نقوم بدراسه الأمور جيداً ونحبب ولا نضغط على أولادنا نفسياً لمجرد فكره الزواج لان هذا سيوصلهم لحالة نفسية سيئة وسيتعاندون أكثر ويرفضون الزواج .
وفي البداية التقينا بـ الأنسة (أ.ذ) 22 سنة انها لا تفكر في الزواج لأن لا يوجد لديها وقت ،وانها رافضة جواز الصالونات وأن أهلها لم يجبروها علي الزواج وانها احيانا بتكره الجواز بسبب جملة”انتي عنستي”، ولهذا السبب قررت اشتغل ويبقي ليا مهمة، وقالت انها لا تأخذ بالإعتبار اي شخص يتدخل في حياتها اي كان ،وانها تري من وجهة نظرها ان البنت التي تبلغ من العمر23عاماً ليست “عانس”
وأضافت نحن وصلنا لتلك المرحله بسبب التخلف والجهل المعشش في البلد وان الزواج في هذا العمر يسبب مشاكل كثيرة لصغر سنهم ،وان السن المناسب للزواج وتحمل المسؤلية هو27سنة أو أكثر.
وأكدت على ان هناك بعض من الأشخاص بيحاولوا التدخل فى حياتها لكنها بترفض ذلك بالأضافة الى ان أهلها لم يقوموا بالضغط عليها نهائياً فى موضوع الزواج واكدت على انها مش رافضه الجواز ولكن ترفض شغل العيال وتري هذا علي حد قولها نظرة متخلفة من مجتمع متخلف.
ومن هنا قالت (ه.ج) التي تبلغ من العمر 25 عاماً انها لاتفكر في الزواج حالياً لانها تري ان الزواج نصيب وأكدت لنا انها لايمكن ان تمر بمرحلة زواج الصالونات وأكدت على ان أهلها ضغطوا عليها أكثر من مره فى موضوع الزواج وبالفعل تتخطب لشخص وتنفصل منه لهذا السبب قالت انها لا يمكن ان تمر بتلك التجربة مرةً أخري الا في حالة اقتنعها التام بالزواج.
وفي هذا السياق قالت يمكن ان يكون سبب الرئيسي فى رفض الزواج ان البنت ممكن ان تنخدع في شاب ثم بعد ذلك تفقد الثقه فى الجميع وقالت بالنسبه لى أرى حياتي في الشغل لان مفيش راجل ليه أمان ومش شرط أبقه معتمده علي حد.
وأضافت كلام الناس عندى ليس له أى أعتبار ولكن أكثر كلمة تغضبني هي “مش هنفرح بيكي ومفيش حاجة كده ولا كده كمان ايه مفيش جديد”،وأكدت على انها لا تري ان البنت التي تبلغ من العمر23عاماً “عانس”وان اي شخص يري ان البنت في السن ده عانس يبقي”انسان مريض”علي حد قولها ويجب تجاهلوا تماماً.
ووضحت انها مقتنعة تماماً ان لسة النصيب مجاش وان نظرت المجتمع ليا اني صعبانه عليهم وان انا مش فاهمه مصلحتي ياريت يفهموا ان لسة النصيب مجاش ووقت لما يجي محدش هيقف في امامه.
و التقينا بـ(ب.ر) البالغة من العمر 23 عاماً والتى قالت لنا اولاً مفيش حاجه اسمها عانس فى حاجه اسمها لسه النصيب ما جاش انا بس بستغرب من الناس اللى بيطلقوا على الفتاه البالغه من العمر 25 عاماً أو أكثر انها بكده تكون عانس علشان متجوزتشي بس انا نفسي أسأل سؤال واحد بس ليه الناس متخليهاش فى حالها ويسيبوا كل واحد فى حاله خاصةً وان الحياه مشاركه بين اثنيين فكيف اتزوج شخص لمجرد فكره الزواج وفى الاخر انفصل عنه ويتم طلاقي لاء انا قررت أنى لما أقرر ان أرتبط بشخص أرتبط بيه لأنى عايزه ده غير كده لاء لأن منى “بنى على باطل فهو باطل”
وفي نفس السياق التقينا بـ (ن.ش) 20سنة والتي قالت نحن وصلنا لمرحلة الزواج المبكر بسبب الجهل السائد في المجتمع الذى يري ان تعامل الولد والبنت يعتبر حاجة غلط رغم انه المفروض حالياً انه يبقه أمر طبيعي لكن في حدود الإحترام لكن مع الأسف نظرت المجتمع دئماً لهؤلاء الشباب ان هذا غير مقبول حتى اذا كان تعاملهم مع بعض فى اطار العمل أو الدراسة ولكن هم يروا ان الصح ليهم انهم يتجوزا.
وأضافت ان الزواج فى سن صغير بيخلق مشاكل كثيراً بين الطرفيين خاصةً وان الولد والبنت لم يتخطوا مرحلة المراهقة فابالتالي لم يستطيعوا تحمل المسئولية حتي اذا كان بينهم قصه حب كبيرة فمن الممكن ان تكون العلاقة بينهم مجرد مراهقة فقط لا أكثر ولا أقل وهذا وارد جداً وسيترتب عليه مشاكل كثيرة مع تقدم السن خاصةً الرجل الذى يشعر انه تزوج مبكراً ولم يعيش حياته مثل باقي أصدقائه وهذا يترتب عليه انه يريد ان يعيش حياته مثل غيره ويبدأ بخيانه زوجته تحت مسمي “انا عايز أعيش شبابي اللى معشتهوش”.
وتابعت أن أنسب سن للزواج هو سن ال 25 فيما فوق لأن الشخص فى هذا السن بيكون الا حد كبير ناضج أكثر من الأول .
وأستطردت قائلة كل اللي بتمناه من ربنا الفترة القادمة أن أكون شخصية ناجحه في عملها ودراستها ثم بعد ذلك سأفكر فى الزواج لكنى لن أجعله كل همى.
وأضافت قائلة انا بستغرب كثيراً من الناس اللى بيبقه لديهم فضول فى كل شيء ويريدون معرفه كل كبيرة وصغيره فى حياتى لكنى لم أريحهم نهائياً لأن كلامهم ليس له أى قيمه عندى.
ووجهت رسالة لأهلها قائلة”أحب أقول لأهلي اننا مش سلعة معروضة اللي يجي وتعجبه السلعه هيشتري أكتر…. ولا هتحول للكلمة اللي برفضها ومش مقتنعه بيها وهي الكلمة اللى أصبح الجميع يرددها الأن “عانس”لمجرد انكوا مؤمنيين بعادات وتقاليد خاطئة وأن البنت لو متجوزتش فى سن صغير يطلق عليها لقب “عانس” لأن هذا من وجهة نظركم يعتبر وصمة عار.
وأكدت على انها رافضة الجواز لان هذا القرار ليس سهل كما يعتقد البعض والزواج بالنسبه لها مش اكبر همها وذلك “لان لديها اشياء كثيرة اهم من ذلك “وياريت الناس ترتاح أنا مبفكرش في الجواز وبقولها بكل فخر.
وقالت أن جواز الصالونات هذا عبارة عن عملية بيع وشراء والبنت هي السلعة التى تباع فكل ماتكون أجمل بيرتفع سعرا واللي “معهوش ميلزموش” للك لم ولن افكر فى زواج الصالونات نهائياً.