كتبت تحية محمد
عاقب أب ابنته التي تتجاوز من العمر 5 سنوات لإتلافها أوراق تغليف الهدايا .
كانت حالته المادية ليست جيدة و لذلك غضب حين رأى طفلته تحاول أن تزين علبه بين يديها .
وفي الصباح .
أحضرت الطفلة تلك العلبة الصغيرة لأبيها و هي تقول هذه هديتك يا أبي.
تلعثم ،عجز عن النطق،
توقفت ردة الفعل لديه،
ومع إلحاح البنت أخذ الهدية و قد أصابه الخجل.
لكنه عاد واستشاظ غضباً عندما فتح العلبة و اكتشف أن العلبة فارغه،
ثم صرخ ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصاً هديه يفترض أن يكون بداخلها شئ ما ؟
ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبه في سلة المهملات.
قالت البنت الصغيرة و عيناها تدمعان يا أبي إنها ليست فارغة لقد وضعت الكثير من القبلات داخل العلبة و كلها لك يا أبي. تحطم قلب الأب لدى سماع ذلك فشكر البنت كثيرًا و عاد و أخذ العلبة.
و بدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبه و ابنته تضحك و تصفق و هي في قمة الفرح وأصبح كل يوم يلعب معها و يقضيان وقتاً طيبا
كبرت البنت و تزوجت و سافرت بعيداً عن أبيها و أصبح أبوها يشتاق لها كثيراً و كلما زاد شوقه لها أو تضايق من شئ أخرج علبة القبلات التي لا يزال يحتفظ بها و أخذ منها رائحة ابنته الحنونة فتكون كالبلسم على قلبه .
إن أحلى الهدايا لديكم هي وجود أحبتكم حولكم فاستمتعوا بوجودهم معكم و تعاملوا معهم بأحسن الأخلاق.