كتب : إسلام سعيد
فى إطار اللقاءات المستمرة التى تجريها جريدة عيون الشرقية الآن مع الرموز الوطنية بهدف إلقاء الضوء على كم الإنجازات المشرّفة و عرضها على الجمهور العام ، فقد أجرينا حواراً مع أحد رجال تطهير قناة السويس من مخلفات حرب 73 .
س/ فى البداية نتعرف على حضرتك ؟
* انا عبدالرحمن عثمان عبدالعزيز فياض ، عندى 71 سنة ، أُقيم فى قرية تلراك التابعة لمركز ومدينة أولاد صقر ، و جندى سابق فى وزارة الداخلية .
س/ حدثنا عن بداية حياتك فى الخدمة العسكرية ؟
* فى عام 1971 حان ميعاد الخدمة العسكرية الخاص بى ، و قضيت معسكر تدريب دام لمدة 6 أشهر ، وبعد إنتهاء فترة التدريب إنتقلت إلى الإسكندرية و قضيت بها 6 أشهر أخرى .
س/ كيف سارت عملية إختيارك لتطهير قناة السويس ؟
* فى البداية تم إستدعاء مجموعة من المجندين وكنت من ضمنهم إلى منقطة رأس التين و خضنا بعض الفحوصات الطبية و الإختبارات العسكرية ، وكنت من ضمن من أجتازوا الإختبارات بشكل ممتاز .
س/ ما هى أول عمليات الغطس التى قمت بها قبل الذهاب للقنال ؟
* كانت أول عمليه غطس فى محافظة دمياط ، وكانت نتيجه لسقوط السلاح الخاص بأحد الجنود فى المياه أثناء تأدية خدمته العسكرية على أحد الكبارى العلوية فوق البحر .
س/ متى أنتقلتوا لتطهير القنال | و الوقت المستغرق فى التطهير ؟
* أنتقلنا إلى القنال عام 1974 ، و عسكرنا فى محافظة بورسعيد ومن هناك بدأنا عملية التطهير ، و أستمرت العملية وصولاً إلى الأسماعلية ومن هناك أستكملنا ما بدأناه ، وذلك بالإضافة إلى إنضمام وفود أجنبية إلى الفرقة الخاصة بنا وكان الجندى المصرى هو اليد الأولى و الأفضل ، و أستمرت عملية تطهير القنال مايقرب من 11 شهر إلى أن تم إفتتاح القنال فى 1975 .
س/ ماذا كانت أنواع المخلفات الموجودة فى قناة السويس ؟
* كانت بقايا بكمية هائلة من دبابات محطمة و حطام مراكب و سفن ، و كذلك قذائف مدفعية و بقايا الجسور التى كان يمر من عليها الجيش إلى الناحية الأخرى للقناة ، وذلك بالإضافة إلى وجود بقايا من حرب 1967 .
س/ كيف كانت تسير عملية إستخراج تلك المخلفات ؟
* كان يوجد فى أعماق القناة نوعان من الحطام منها كبير الحجم ومنها صغير الحجم ، فالبقايا ذات الأحجام الصغيرة نقوم بربطها بحبال قوية من المعدن ” الوير ” و تسحبها ماكينات السحب فى أعلى القناة ، و من ناحية أخرى البقايا كبيرة الحجم نقوم بتقطيعها إلى قطع صغيرة و نقوم بربطها الأخرى و يتم سحبها .
س/ ما هى أصعب التحديات التى واجهتها فى عملية التطهير ؟
* تطهير القنال كان بمثابة خطوة فى غاية الخطورة وذلك من خلال تعرض حياتنا للخطر طوال الوقت لما نستخرجه من معادن كبيرة الحجم و من مواد قابلة للإنفجار و كان التعامل معها بكامل الحذر .
س/ ماذا عن الدعم المعنوى من القيادات العسكرية ؟
* بالفعل فكان القائد المسئول عنا يقوم بتشجيعنا و رفع روحنا المعنوية طوال الوقت ، وكذلك قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات بزيارتنا لرفع الروح المعنوية و متابعة سير العمل على أكمل وجه ، بالإضافة إلى وجود السباح عبداللطيف أبو هيف فى المعسكر الخاص بنا لمده 6 أشهر وذلك من أجل رفع الروح المعنوية و التشجيع المستمر للفرقة .
س/ ماذا عن كلمة أخيرة عن التجربة التى خوضتها فى تطهير قناة السويس ؟
* أستمرت مدة خدمتى العسكرية 4 سنوات و نصف و على الرغم من كم الصعوبات التى واجهتها ألا أننى لم أخل يوماً عن تأدية الواجب الوطنى ، وكانت رحلتى العسكرية كلها فخر و إعتزاز ، و سأزرع فى أحفادى تلك التجربة التى مررت بها حتى تكون لهم أول الطريق فى خدمة الوطن و تأدية واجب الفداء و التضحية .