كتب : بشير حافظ
“المهندسة آية”..فتاة في العشرين من عمرها، سجلت قصة كفاح بمساعدتها لوالدها في العمل على عربة فول بالعاشر من رمضان ، فضلًا عن دراستها الجامعية، والتي تتمنى أن تحصل خلالها على لقب مهندسة زراعية.
بجوار مستشفى “الأربعين” الخيري بمدينة العاشر من رمضان ، تقف عربة الفول التي تعمل عليها آية لمساعدة والدها، في قصة كفاح بدأتها منذ مرض والدها ونصح الأطباء له بعدم بذل الجهد أو الوقوف بجوار النار، حيث نجحت وتفوقت على نفسها حتى إلتحقت بالفرقة الثانية بكلية الزراعة جامعة قناة السويس، وفي الوقت نفسه ساعدت والدتها في الحصول على شهادة اتمام الدراسة الثانوية.
تقول المهندسة آية، إن والدها صاحب الـ 48 عاماً ، من منطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، حضر للإقامة بمدينة العاشر أواخر عام 1997، ولديها 3 أشقاء، هم: “أميرة” 19 سنة، طالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة، و”أسماء” بالصف السادس الإبتدائي، و”أحمد” بالصف الرابع الإبتدائي.
وتابعت المهندسة آية، أن والدها كان يعمل شيف كبير في المطاعم السياحية الكبرى، إلا أنه تعرض لأزمة صحية دخل على إثرها المستشفى منذ 11 عامًا، وأجرى عملية قلب مفتوح عام 2012، ومعها تغيرت حياة الأسرة بعدما نصحه الأطباء بعدم التعرض للوقوف أمام النار لكونه شيف، فقرر أن يشترى عربة فول ويقف عليها على بعد أمتار من منزل الأسرة.
وأشارت آية، إلى أنها كانت تساعد والدها منذ كانت تلميذة بالصف الثالث الإبتدائي، ومع مرور الأيام توليت هي وشقيقتها “أميرة” بمساعدة والدتهم كل شيء من تحضير الفول ونقله والسلطة إلى عربة الفول، قبل الذهاب إلى مدرستها، قبل أن تنجح في تخطي مرحلة الثانوية الفنية بمجموع كبير وتلتحق بكلية الزراعة جامعة قناة السويس.
وأضافت : والدتى” سماح” 40 عاماً الشهيرة في المنطقة بأم آية، تساعدنا قبل ذهابها إلى عملها حيث تعمل عاملة فى مدرسة بالعاشر من رمضان، وهى كانت تذاكر معنا حيث كانت غير متعلمة وحصلت من محو الأمية على دبلوم صنايع، كانت معانا فى الدراسة، وبسبب الأوضاع المادية رفضت دخول الثانوية العامة، والتحقت دبلوم صنايع خمس سنوات قسم صناعات غذائية، وكنت من الأوائل على مدرستى والتحقت بكلية الزراعة، وأمى حالياً تحاول عمل تسوية بعد حصولها على الدبلوم.
وأشارت” آية” إلي أنها تستيقظ مع نسمات الفجر للصلاة، وتعاونها والدتها فى نقل قدرة الفول إلى العربة المتواجدة على بعد أمتار من المنزل، وتقف على عربة الفول من الخامسة والنصف حتى الثانية عصراً يومياً ، ما عدا ثلاثة أيام تذهب فيها إلى جامعتها ، قائلة : أقف من الفجر حتى السابعة صباحاً وبعدها أتوجه إلى جامعتى وتتولى شقيقتى” أميرة” المهمة، التى عليها دور كبير أيضاً ، فهى تقوم بكل مهام المنزل وعليها دور كبير به، وتعرضت الفترة الأخيرة إلى حادث تصادم إكتشفنا بعده إصابتها بورم سرطانى بالساق تم إستئصاله منذ أشهر بمستشفى حكومى وتسير حالياً على مشاية، وهى طالبة بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة قناة السويس، معى بذات الجامعة، نذهب سوياً للجامعة وفى حال عدم وجود محاضرات لدى أى منا تتولى الأخرى الوقوف على عربة الفول.
وتابعت أنها تعود من جامعتها عصراً إلى العربة وتعاونها ” شقيقها” أسماء” تساعدها كثيراً فى الوقوف معها على العربة ونقل الأشياء للمنزل بعد العمل، للإستراحة وتناول وجبة الغذاء، ثم يبدأ فى تجهيز الفول لليوم التالى، رافضة نسب كل شى لها مشيدة بدور أشقائها الصغار فى مساعدتها فى العمل معاها على عربة الفول، موضحة أن الزبائن تحبها كثيرا وتناديها “المهندسة أية”.
و قالت المهندسة آية : كانت أمنيتى الإلتحاق بالكليات الشرطية والعسكرية، لكن لكونى تعليم فنى لم أتمكن من ذلك، وأتمنى أن أكون مهندسة كبيرة، وذلك لم يمنعنى من التخلى عن مساعدة والدى فى الوقوف على عربة الفول.
وتابعت: كل الذى أتمناه هو عمل معاش لوالدى لكونه مريض قلب، ومساعدة والدتى فى التسوية بالدبلوم الذى حصلت عليه فى عملها، ومساعدتنا فى تقنين وضع عربة الفول.