رغم الألم ومشاعر الحزن التي سكنت قلوبهن وتخللت أرواحهن ببسبب مرض وفقدان الزوج الذي كان بمثابة الأب والأخ والراعي لأبنائهن إلا أنهما حاولتا الصمود حتى استطاعتا العبور بفلذات أكبادهن لبر الأمان فكانتا بمثابة الأم والأب معا .. عبارات تجسدت حياة آثنين من الأمهات المثاليات بمحافظة الشرقية التي اتلقت معهن عيون الشرقية لإلقاء الضوء على كفاحهن.
تقول “عزة سعيد حسن” 53 عاما معلمة لغة انجليزية مقيمة بقرية شنبارة الميمونة التابعة لمركز الزقازيق، والتي تم اختيارها كأم مثالية لنقابة المعلمين مركز الزقازيق عن إدارة غرب التعليمية هذا العام أن زوجها توفى منذ 8سنوات بعد صراع مع المرض وترك لها مسؤولية أبنائهما الأربعة الذين كانوا في مراحل دراسية مختلفة عدا الأول التي كانت تخرجت وتزوجت قبل وفاة والدها بـ 3 أشهر فسعت جاهدة أن تتخطى الأزمة وتصمد حتى تكمل رسالتها وترى أبنائها يتخرجون من جامعتهم ويستقرون في حياتهم.
وتابعت قائلة ” الحمد لله ” أمنية 28سنة ليسانس أداب متزوجة من مهندس بترول، ولديهم (أحمد عبدالرحمنليان)، وأية 26 سنة دكتورة صيدلانية متزوجة دكتور صيدلي ولديهم طفلة(لمار)، وأماني 25سنة مهندسة متزوجة محاسب ، وزياد في كلية الصيدلة.
وأضافت: ” كنت اعتمد علي زوجي قبل وفاته في كل شئ وبعد الوفاة أصبح كل تركيزي أن اهتم بهم وأوفر لهم كافة احتياجاتهم وتوفير سبل الراحة لهم “.
وأردفت ” من المواقف التي لن انساها كانت احدي ورش النجارة بجانب المنزل تسبب ضوضاء لابني خيث كان في الثانوية العامة وقتئذ فقد حاربت حتي تم نقلها لمكان اخر بعيد عن منزلي وأوفر الهدوء له.
وأشارت إلى أن أسرتها وأيضا أسرة زوجها قاموا بدور كبير لمساعدتها ماديا ومنها تحمل نفقات زواج بناتها.
وفي السياق ذاته قالت ” فتحية عبد المحسن حسن” مدير مدرسة بكفر التميمي 55عاما لدي 6 أبناء وهم ” رباب سعيد عمرها 32 دكتورة اخصائية أمراض جلدية في مستشفى الاحرار ومتزوجة من طبيب عظام ولديهما طفلان( محمد_أنس)، وريم سعيد بكالوريوس علوم وحاصلة ايضا على ليسانس حقوق وسوف تعين معيدة وعمرها 27عاما متزوجة من دكتور مرافعات ولديها ولد واخد محمد ، ورحاب سعيد ليسانس حقوق 26سنة متزوجة من مستشار في مجلس الدولة ولديها طفل (محمود)، وابني الأصغر محمود سعيد طالب في الكلية الجوية.
وأوضحت أن زوجها توفى منذ سنتين بعض صراع سنوات مع المرض دام 5سنوات واجهت خلالهم الكثير من الصعوبات حيث كان يجب أن أرعى زوجي وأبنائي في نفس الوقت كما كنت أجتهد في تدبير احتياجات المنزل من خلال راتب زوجي وراتبي حتى لا نلجأ للاستدانة من أحد .
وأضافت الحاجة فتحية :أن وفاة زوجها تزامنت مع دراسة أبنهما الأصغر في الثانوية العامة ولم يكن يتبقى على الامتحان سوى 3 أشهر ” ومضت قائلة ” كانت اصعب فترة في عمري كله كنت احاول جاهدة ان أوفر له الجو الملائم للمذ اكرة على قدر الامكان حتي اجتاز الامتخان وحصل على مجموع 94.5%، وقدمت له في الكلية الشرطة والجوية وكنت لا انام الليل حتي احضر له الورق المطلوب و ايضا فترة الاختبارات ولم ألجأ إلي أي شخص .
وتابعت:كان ابني كل يوم يبكي ويطلب مني ان ابحث له عن واسطة حتي تسيطيع ان ينجخ في الاختبارات وكان ردي ” وسطتنا ربنا” ، وتم اجتيازه جميع الاختبارات وترشيحه في الكلية الجوية، مضيفة” والدي ووالدتي واخواتي كانوا يدعمونني معنويا وماديا.