استطاع فريق من الباحثين في الولايات المتحدة، إلى التوصل إلى البروتين المسؤل عن مشكلة اضطرابات ما بعد الصدمة لدى المرأة، والتي تعتبر مشكلة نفسية تصيب العديد من الأشخاص في حالة التعرض لمواقف مؤلمة، أو مخيفة في الحياة اليومية.
اكتشف ايضا الفريق البحثي من جامعة فيرجينيا تك الأمريكية، تحديد شكل معين من البروتينات يقوم بوظيفة مختلفة في مخ المرأة، ألا وهي التحكم في الذكريات المؤلمة التي تؤدي لإصابة الشخص باضطرابات ما بعد الصدمة.
هناك العديد من الأشخاص ممن يعانون من ذكريات مؤلمة، أو يتذكرون موقفا ،قد حطم وكسر الكثير بداخلهم، ولا يستطيع العبور خارج هذه الذكريات التي تتشبث به، وهو يريد أن يتخلى عنها ويطردها خارج عقله،
وهو ايضا اضطراب قلق ناتج عن أحداث مرهقة للغاية أو مخيفة أو مؤلمة،يمكن أن تشمل:
حوادث الطرق الخطيرة الاعتداءات الشخصية العنيفة ،غيرها من المواقف المؤلمة التي تسبب أثرا لا ينجو منه من تسبب به. ويعاني حوالى 9 من بين كل 10 أشخاص من اضطراب الكرب، بعد الصدمة في وقتٍ ما من حياتهم، و لا يقتصر هذا على الكبار فقط، بل يُمكن أن يصاب الأطفال بهذا الاضطراب.
وبحسب الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية Molecular Science، المتخصصة في طب النفس على مستوى الجزيئات، تبين للباحثين أن هذا البروتين الذي يطلق عليه اسم “كيه 63” ،يساهم في تشكيل ذكريات الخوف في مخ المرأة. تشتمل الأعراض الاقتحامية، على الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب:
ذكريات متكرِرة وغير مرغوب فيها عن الحدث الذي يستمر في العودة، ضائقة عاطفية أو جسدية قوية عندما يذكّرك شيء ما بالحدث (مثل ركوب قارب بعدَ حادث غرق وشيك)، كما تكون الكوابيسُ حولَ الحدث شائعة. ومضات ارتجاعية flashbacks (استعادة الذاكرة للحدث كما لو أنه يحدث حاليًا) ويتحدث تيم جارون الأستاذ المساعد في كلية علوم الحياة وعلوم الحيوان بجامعة فيرجينيا تيك، إنه “كان من المعتقد في الأساس أن وظيفة هذا البروتين هي تسجيل البروتينات الأخرى التي يتم تدميرها داخل الجسم.
تابع في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية قائلا: “لقد وجدنا أن الوظيفة التي يقوم بها هذا البروتين في سياق اضطرابات ما بعد الصدمة لدى المرأة هي وظيفة مدهشة للغاية.
وأضاف أن “هناك جزيئات في مخ الإنسان مسؤولة عن تشكيل ذكريات الخوف لدى كلا الجنسين على حد سواء، ولكننا وجدنا، للمرة الأولى على الإطلاق، أن هذا البروتين يختلف دوره بين الجنسين”، مضيفا أنه “من النادر أن تجد آليات معينة تعمل بطريقة مختلفة بين الجنسين فيما يخص العوامل المسببة لمرض اضطرابات ما بعد الصدمة.
وهناك عدة طرق لعلاج هذا الاضطراب: العلاج بالتعرض Exposure therapy، عندما يطلب المعالج من الشخص تخيل وجوده في حالات تذكِره بحدث مزعج جدًّا أو يؤلم جدا (مع مرور الوقت، يساعد هذا الأمر الكثير من المرضى على الشعور بالتحسن). دواء مضاد للاكتئاب، مثل مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، دواء يمكن أن يساعدَك على تجنب الكوابيس المؤرقة، قد لا يختفي اضطراب ما بعد الصدمة المزمن؛ ولكن في كثير من الأحيان يصبح أقل شدة مع مرور الوقت حتى من دون علاج.
ولكن بالنسبة إلى بعض المرضى، يؤثر اضطراب الكرب بعد الصدمة بشكلٍ شديدٍ في الحياة اليومية، ويستمرّون في الحاجة إلى العلاج، وكما يوضح الفريق البحثي أن اكتشاف هذا البروتين يمكن أن يساعد في بحث وتطوير علاجات أفضل، لمرض اضطرابات ما بعد الصدمة.