بقلم تحية محمد
سيدة تغسل الموتى
هذه السيدة تتصدق كثيرا وتفعل الخير مع الجميع سواء كان محتاج أو لم يكن محتاج،لا أحد في القرية إلا وقد ذكرها بطيب الخلق ،ومد يد المساعدة لأي إنسان يحتاج المساعدة.
كانت هذه السيدة بمساعدة سيدة أخرى تغسل الموتى السيدات ابتغاء مرضاة الله ،ولا تأخذ عن ذلك أجر، وكانت دائما تقول أجري عند الله، وجزائي عند الله.
في يوم من الايام استدعتها أسرة لتغسيل أمراة ا وكانت هذه المرأة المتوفية سيئة السمعة، وكان جميع أهل البلدة يتحدثون عليها، وعلى سمعتها السيئة ،وهذه السيدة تعلم ذلك، ولكن لابد من تغسيل هذه المتوفية.
ذهبت السيدة لتغسيل المتوفية، بمساعدة السيدة الأخرى، طلبت من أهل المنزل إحضار ،وتجهيز كل ما يخص تغسيل الميت، وبالطبع احضرو لها كل شئ، ولم يقف على الغسل غير هذه السيدة والسيدة المساعدة لها، بدأت السيدة بالغسل، وقراءة بعض من سور القرآن الكريم،والادعيه المعتادة، ولم تنتهي بعد من الغسل، وبدأت تتكلم عن المتوفية بألفاظ خارجة ،وسيئة للغاية، ومع حركة يدها بالتغسيل لم تستطيع تحريك يدها،حاولت نزع يدها من على المتوفية، ولكن للاسف لم تقدر على ذلك،
قامو بغطاء المتوفاة ،واستدعاء شيخ من الفتاوى والأحكام الشرعية،وعرف ماذا حدث ،خيرها الشيخ بأن تهب ما فعلته في حياتها من عمل الخير ،ومساعدة المحتاجين والفقراء، وتغسيل الموتى ،وكل شئ جميل فعلته في حياتها ،او قطع يدها لتدفن مع المتوفية.
ماذا كانت تفعل، وماذا تختار…
طبعا اختارت أنها توهب كل عملها لهذه المتوفية،وقالت أنها تعلمت درساً ولكن هذا الدرس صعب جدا،وانها ستبدأ في عمل الخير من جديد،ولكن للأسف جاءها الموت قبل أن تفعل أي شئ جميل.
قصتي هذه عبرة لكثير من الناس يتظاهرون أمام المجتمع أنهم يفعلون الخير ولا يساؤن لأحد.
كلمة وحركة بسيطة قلبت الموازين،سبحان الله المتوفية أخذت حسنات لم تفعلها
لسانك سليطك فاحكمه ،ولا تتكلم عن أحد إلا بالخير والحسنى،وابعد عن النميمة والفحشاء والمنكر.