لست مبالغا حين أقول إن السعادة من أعظم المنح الربانية التى يهبها الله تعالى للإنسان غنيا كان أو فقيرا ، فكل واحد منهم له رأيه فى هذا المفهوم . وإننى مؤمن بأن السعادة عزيزى القارىء هى أن تنعم بجسم خال من الأمراض أو مما يؤلمك بدنيا أو نفسيا قبل ذلك ، ولعلى أرى نماذج تتجسد فيها هذه المعانى ؛ غنى يملك المال وغير راض ، وفقير لايملك شيئا إلا الصحة وحياته تملؤها السعادة . أقول لك أخى الكريم النفس الهادئة المطمئنة هى اللذة الحقيقية أما لذائذ الجسم ومسراته فمشوبة بالآلام ولكن اللذات الروحية العقلية أثمن من تلك اللذات الجسمية الوقتية ، وإذا كانت اللذة التى يسعى إليها الإنسان تتمثل فى أمور كثيرة يختلف فيها الناس فإننى أؤمن تماما بأن كسب الفضائل يحقق السعادة الحقيقية فهى لذة لا يعقبها ندم حيث إن العفة تتحقق بتطهر الروح وتزكيتها التى تعتبر أدوم لذة من غيرها . إن أعظم الأسباب التى تؤدى إلى القلق هو الخوف من المستقبل وتقلبات الأيام وعدم استقرارها على حال , أقول لهؤلاء الغيب يعلمه الله ولا أحد يشاركه فى ذلك , استخدم عقلك عزيزى القارىء قبل شعورك فى طلب اللذات والمفاضلة بينها ، أدعوك إلى الحب فالحب أسمى المراتب التى يهنأ بها الإنسان ويسعد ، فالسعادة التى يجلبها الحب تمثل صفاء الروح وسموها ولن يتحقق ذلك بطلب ما يملكه غيرك من خيرات كالغنى والصحة والمجد وإرضاء الشهوات والرغبات فكل هذه الأمور تسبب لك سعادة ولكنها سعادة يعقبها ندم وألم وحينها أهمس فى أذنك وأقول لك ليس للمجروح إلا يترك الذكرى وللناى يدنو .