كتبت تحية محمد
الطفلة هي مشروع يقتضيه الأب وآلام معا ولكن في الغالب المسؤل الأول عن هذا الانشاء هي المرأة
في العام الأول للطفلة وهو وضع حجر الأساس لأمرأة تحت الإنشاء
وماذا يعني تحت الانشاء،صناعة المرأة السوية تبدأ،منذ اللحظة الأولى التي تولد فيها ،والأم هي التى تعتبر طفلتها هي مشروع امرأة ناضجة
ولكن تحت الإنشاء .
مشروع يحتاج مثل كل مشروع إلى رسم هندسي ومعماري وهندسة ديكور وتجميل ،
قبل أن يأتي يوم التجارة الرابحة
وهي الأنثى الكاملة حيث آوان التباهي ،
بالصنع والهندسة، وهو بنيان كما ترى يستحق ما يبذل،
من أجله من جهد وعرق وسهر ، ليال ،المهندس الذي يخطيء في بناء عمارة سوف تنهار بسبب خطئه ،
ثم يصدر قرار بوقفه عن ممارسة المهنة، بينما المرأة التي تخطىء،
في بناء مشروعها الأنثوي ،سوف تفسد امرأة ،
وتتعس زوجاً ، وتشقي أبناء.
وقد يطال الفساد مجتمعها بأسره ،
لأن المرأة وهي الأم في يدها صنع طفلتها والوصول بهاالى بر الأمان
والمرأة الغبية هي التي تفترض أن صناعة المرأة لا تبدأ إلا عندما تظهر على جسدها دلائل الأنوثة.
حيث لا تعرف أن كل شيئ،له أوانه ، وأنه من يزرع في غير الأوان قد لا يحصد إلا هشيماً ،فلكل سلوك أوان لتعلمه ،
لو تأخر عنه ما أمكن التعلم.
فالأسبوع الأول من الميلاد هو للتعلق بالروح.
والأسبوع الثاني للتعلق بالأيدي . والأسبوع الثالث للتعلق بالعينين .
والسنة الأولى هي للتعلق باللفظ .
والسنة الثانية للتعلق بالحركة .
والسنة الثالثة للتعلق بالتفاعل
مع الآخرين .
والعشر سنوات الأولى
هي للتعلق بالفكر .
والعشر الثانية للتعلق بالعواطف .
وبين كل تلك السنوات أيام وساعات
لا تمر منها لحظة إلا وتتعلم المرأة وهي
الطفلة شيئاً.
تتعلم أن تحفظ نفسها ،
وأن تحافظ عليها،
تتعلم ان تقترب من الآخرين بحذر
وأن تبتعد عنهم بدلال،.
أن تتجمل دون حاجة لأن تتعرى ، أن تحب جنسها وتتصالح معه،
ولا تعاديه،
أن تسمو باختلافها عن الذكر ،
فلا تعاقر مشاعر النقص مبكراً،.
أن تغلق باب حمامها من عمر عامين إلا على أمها،
أن ترفع شعرها عن عينيها في خجل ، أن تبكي للخارج مرة ،وللداخل عدة مرات ، وأن تحب الآخرين ربما أكثر مما يحبون هم
أنفسهم ، كل هذا على الأم فعله مع الابنة الطفلة.
أتكون صناعة المرأة بكل تلك الصعوبة وتستغرق كل هذا الزمن ؟؟
وهل تظن أن المرأة الجميلة المثقفة
العاقلة المتزنة الودود المشبعة لزوجها ،
يمكن أن تكون صناعة تلك الشهور
التي تلي خطبتها وتسبق زفافها؟
لابد أن تعرف أن اشباع المرأة لزوجها
هو سلوك له جذوره في طفولة
رضاعتها ،
وأن حسن رأيها وجرأة مشورتها لهما أصول في اجتماعيات طفولتها المبكرة،
وأن صبرها على مطالب زوجها
المتزايدة هو سلوك لا تتعلمه إلا
عندما تكون بجوار أمها في المطبخ ،
في تلك الساعات الطويلة التي
يقضيانها معا،
فالمرأة لا يحين وقت تسليمها لمن
سيسكنها إلا بعد أعوام
من البناء والتشييد، والتجميل ،
والتزيين ،والتأثيث .