بقلم – محمود الوروارى
أثناء سيرى اليوم بطريق عمرو بن العاص الجديد والممتد من مدخل قرية العراقى وحتى المدرسة الثانوية شاهدت شبابا بلا عقل يتأرجحون بالدرجات البخارية ويسيرون بسرعة جنونية مما يعرض حياتهم وحياة الأخرين للخطر،وسط غياب الأسرة والمجتمع المدنى تجاه هذه الظاهرة الخطيرة .
حقيقة أصبحت ظاهرة تأرجح الشباب بالدراجات البخارية من الظواهر الخطيرة والمنتشرة فى مجتمعنا،ولا يحلو للشاب قيادة الدراجة إلا إذا تأرجح على الطرق العامة وكأنه يخوض سباقا للدراجات،وفى حفلات الزفاف فحدث ولا حرج.
إن ما يقوم به الشباب بالتأرجح بالدراجات البخارية (كالتوتوك والموتوسيكل ونحوه ) على الطرق السريعة يميناً ويساراً يؤدى أيضا لتعطيل الحركة بهذه الطرق وهذه من المشاهد الغير مقبوله دينيا”ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة”،فضلا عن قيامهم بتركيب سرينة أسعاف أو المطافى فى التوتوك أو الدراجة البخارية مما يثير الزعر لدى الناس وخاصة المرضى ” وهذا السلوك غير مقبول،وغير مرغوب فيه ويتعارض مع أداب وتعاليم ديننا الحنيف التى تدعو لعدم الإضرار بالغير وإزعاج الأخرين حيث قال صل الله عليه وسلم” لا ضرر ولا ضرار”.
لقد صعقت من صنيعة هؤلاء الهواه الذين غابت عقولهم،وتساءلت :من المسؤل عن هذه السلوكيات الخاطئة؟هل المسؤولين أم المجتمع ككل؟وماذا لو سقط هذا الشاب على الأسفلت ؟؟ بالتاكيد سيحتاج لسيارة أسعاف لنقله وسرير فى مستشفى وطبيب معالج،فى حين أن هناك من يعانى من مرض مزمن وفى أمس الحاجه لهذه الخدمة الطبية، ويصبح الشاب بعد هذه الرحلة العلاجية الطويلة فى صراع مع المرض وبحاجه لمساعدة وكفالة نظرا لعجزه عن العمل بسبب كسر فى الساق أو اليد أو فى العمود الفقرى… اليست هذه كارثة أخرى ؟؟؟،فلما لا يضع الشاب فى إعتباره عواقب هذا الفعل المرفوض مجتمعيا؟ ،وماذا عن قطع الطريق ووقف حركة السير ؟أليست هذه جريمة يعاقب عليها القانون ؟.
العجيب فى الأمر أنه من المؤكد إنحراف عجلة القيادة للدراجه فتنقلب أو تصطدم بسيارة أخرى فيلقى الشاب حتفه فى الحال،وبعدها تتعالى الأصوات تمدح خلق هذا الشاب بأنه شهيد العلم لأنه كان فى المدرسة في حين أنه لم يذهب للمدرسة منذ أيام وفضل استئجار دراجه بخارية للتأرجح والإستمتاع…وكذلك شهيد كذا وكذا ….الخ .
لايسعنى فى هذا المقام إلا أن أقول بأن هذه السلوكيات ماهى إلا نتيجة لإنعدام الإخلاق وإنحطاط القيم وضعف الوازع الدينى وفقدان الوعي،والمسؤلية هنا تقع علي عاتق الجميع ككل( الجهاز التنفيذى والأسرة والمسجد والكنيسه والمدرسه والمجتمع المدني)،ولابد من وقفة حاسمة لردع هؤلاء حفاظا على حياة أبنائنا…..فهل من مجيب ؟؟؟؟!!!!!.
نسأل الله أن يحفظ مصرنا الغاليه من كل مكروه وسوء وأن يهدى شبابنا وأن يوفقهم لكل خير ويسدد على طريق الحق خطاهم وأن ينفع بهم البلاد والعباد.
اللهم أمين.