كتبت أسماء أبو المجد
شاركت الزوجة العصرية في البيت والعمل والمجتمع.. وقادة معركة الحياة، بالإرادة والعزيمة والإصرار علي النجاح والإنتصارات لكي تضع بصمتها في بناء المجتمع.
وأثبتت جدارتها في مشاركة الرجال في المجتمع، ودخلت في معركة الحياة من بابها العريض، فقد حققت المراة نجاحات في مختلف مجالات العمل.
و من جهة أخرى، لا تزال الزوجة الرائدة في المجتمع تحاول التوفيق بين الواجبات العائلية ومسؤوليات العمل، لتؤكد أنها «العنصر الأقوى» بلا منازع في ما يتعلق بالتخطيط والتنظيم والتنفيذ والتحمل للمسؤلية.
تبدأ الزوجة الرائدة يومها من بداية طلوع الشمس بمهام منزلها حتي وان كان لديها من يخدمها، أثباتاً ان مهما الوظيفي لم يغيرها عن ادارة شئون منزلها، وربما يحدث منها بعض التقصير ولكن تحاول تعويضه في أوقات اخري.
ومن الجانب الاهم ان لا يمكن أن ننكر الدعم المطلق الذي يوفره بعض الأزواج والعائلات لنسائهم، ليصبح هذا التشجيع والدعم المتواصل سبب للوصول إلى المناصب العليا.
فقد سعت المرأة كثيراً لتبدل نظرة المجتمع المفروضة على البنت منذ ولادتها، ولم تعد فكرة البنت المتحررة مرادفاً «للضياع وقلة الأخلاق والافتقار إلى الحشمة». فقد تغيرت الظروف والأسباب، وبات من الضروري أن تشكل المرأة نصف المجتمع، وأن تساند عائلتها وزوجها، وأن تحقق طموحها وتكون شخصيتها المستقلة.
قد تكون المرأة القوية العصرية «مُجبرة» بسبب الظروف القاهرة، على دعم عائلتها والتضحية لتأمين حياة أفضل لها، وهذا يقوّيها على الصعيد الشخصي، حيث تتمكن من التفوق على مخاوفها لتنتصر في النهاية.
تقول “زينا ح م” زوجة لديها 5 أطفال، تحب المشاركة في الاعمال القيادية ، انها قررت ان تساهم في المشاركة الفعلية في بناء بيتها، وأن تفتح سنتر ملابس للمحجبات، تقول إنها كانت تربي أطفالها بمفردها، إذ بقي زوجها في الغربة، فكان عليها التأقلم مع الوضع الجديد، وبعد أربع سنوات من النجاح، توسعت في عملها وافتتحت مكان آخر، وتطلب الامر لإتحاق ايدي عامله أخري معاها، وتشير إلى أنها بالطبع تواجه صعوبات كثيرة، لكنها تحاول قدر المستطاع التنسيق بين مسؤولياتها في العمل والتعامل مع الموظفين والاهتمام بالزبائن من جهة، وتربية أولادها ومتابعة تفاصيل حياتهم، والقيام بدورها العائلي والاجتماعي من جهة أخرى.
وتوضح أن يومها يبدأ منذ الخامسة والنصف صباحاً ولا ينتهي قبل منتصف الليل، فهي لا تحب الفوضى والتقصير والمفاجآت، وتفضل التنظيم والتخطيط والتنسيق. فتهتم قبل الظهر بالعمل، وبعد الظهر بالأولاد والمنزل،و تؤكّد أن الأمر يتطلب طاقة وجهداً وصبراً طويلاً، لكن مع الوقت تتأقلم وتتخطى المشاكل.
وتسرد الدكتورة “فاطمة م ع” احدي الزوجات العصرية التي تعمل أستاذة جامعية وناشطة اجتماعية، أنها اعتادت منذ طفولتها على تحدي ذاتها، وقد دعمها أهلها في متابعة تحصيلها العلمي، وما بعدهم زوجها، وهذا ما جعلها تقف اليوم شامخة أمام المجتمع.
ومن جانب اخر، تسعي جيداً للحفاظ علي اداء واجباتها من طهى وتنظيف وترتيب وتربية، إضافة إلى التعليم في جامعة مرموقة وتنظيم مختلف النشاطات الجامعية الإنسانية.
كما تهتم بالنشاطات الاجتماعية، وهي ناشطة في منطقتها ومحيطها، و إنها استطاعت التوفيق ما بين أسرتها وعملها بسبب تنظيم أولوياتها، ما مكنها من الحصول على شهادة الدكتوراه.
كما ترى أن المرأة العصرية المميزة هي تلك التي تستطيع الانخراط في الخدمة المدنية، لذلك تشجع تلاميذها دوماً على القيام بالنشاطات الخاصة،لتغير النظرة إلى المرأة الشرقية، كونها نمطية ومحصورة بالواجبات العائلية والمنزلية، وهذا أمر غير مقبول في العصر الحالي.
وهي فخورة بكونها سيدة عصرية من رائدات المجتمع، تسعي لتوفق ما بين عائلتها وأولادها وزوجها وأصدقائها وعملها.