الرئيسيةتحقيقاتالفشخرة كسرت ظهر الرجالة.. أغرب تقاليع الزواج وجهاز العروسة في مصر .. 190 فوطة ضمن الجهاز في دمياط.. وإرسال ذبيحة مع العشاء في الشرقية (فيديو)
الفشخرة كسرت ظهر الرجالة.. أغرب تقاليع الزواج وجهاز العروسة في مصر .. 190 فوطة ضمن الجهاز في دمياط.. وإرسال ذبيحة مع العشاء في الشرقية (فيديو)
على قد لحافك مد رجليك توارثت أجيال وراء أجيال هذا المثل الذى يحمل فى ثناياه معانى كثيرة للحكمة فى تصريف الأمور الحياتية وقد طبقوا أجدادنا هذا المثل فى حياتهم المعيشية فقد جسدو الصورة الحقيقة لمعنى إفتقدناه كثيرا فى حياتنا الآن الا وهو البساطة والقناعة.
أما الآن فقد مددنا أرجلنا حتى صارت بالخارج كثيرا وكثيرا إلا أن أصبح اللحاف لا يكفى غطاء رأسنا من الأساس، هكذا أصبح حال الناس اليوم لا يعرفون للبساطة عنوان ولا يدركون ما هى نهاية الإسراف وإلى أين تأخذهم الفشخرة الكاذبة التى باتت عنوان حياتهم بمعنى أدق فإن حياتهم تندرج تحت عنوان « أتفشخر وأداين ولا بنت من بناتى تبقى باير ».
شهدت السنوات الأخيرة كم هائل من البزغ والجنون فى الإنفاق على الأفراح وتجهيز العرائس فميزانية واحدة منفوقة على كل ما يخص بجوازة أهلها متوسطين الحال تكفى إنقاذ آلاف من المتشردين.
فكيف «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها » ونحن نكلف أنفسنا بما يسعها بل بتنا ذو مهارة فاذه فى صنع سلاسل الديون وربطها حول أعناقنا حتى تورمت ولم يعد لنا القدرة على حملها فصارت رقابنا حمل ثقيل على أجسادنا نود التخلص منه ولكن لا نستطيع كالنقطة الشحم الأسود التى لوثت الملائة البيضاء فلم يعد بريق جمالها جذاب ولا نستطيع التخلص منها . والآن سأقص عليكم إختلاف العادات منذ البعيد الى القريب فى الزواج المصرى وسأطلق لكم العنان فى التفكير لتصفوا حالنا الآن الذى وصلنا له . المصريين القدماء وما آدراك ما المصريين القدماء فقد اقتبسنا العديد من العادات والتقاليد من زمنهم الى الآن .
فكان زواج البنت يبدء من سن الثالثة عشر والخامسة عشر للولد ،وكان الزوج الغنى ذو المكانة العالية يقدم للعروس آلاف الهداية المصنعة من الذهب حيث كان يرمز الذهب إلى المحبة والعطاء حتى وصل الحال بأن أحد الملوك جهز غرفة زوجته من الذهب الخالص ووضع بها 100 مبخرة من الذهب وآليات للجلوس الى جانب الزينة المزخرفة بالحوائط والستائر والحلى والمجوهرات فكان البزغ فى تقديم الهدايا للمرأة لا يعد ولا يحصى وكلما كان الفرعون المصرى يمتلك الأموال الكثيرة كلما كانت الهدايا تجن جنون الآخرين وهم أول من اخترعو الدبلة وصنعوها من الذهب الخالص وأطلقو عليها حلقة البعث التى ليس لها بداية او نهاية وها نحن لوقتنا هذا نقدس الدبلة .
وبالرغم من هذا الإسراف فى الأنفاق إلا أن الفقراء ومتوسطين الدخل كانوا ينفقون على قد لحافهم فقد أخذوا منهجا ( على قد اللى فى جيبك اتفشخر واتباهر ) ولم يكن أحد يعاير الآخر على قلة إمكانياته المالية . أما الآن فأصبحنا نعاير ونتعاير بفقرنا وبقلة قدرتنا المالية وأخذنا منهج ( أشحت واداين ولا أنى أتعاير ) وهكذا أصبح حال المدن والقرى المصرية . الى مركز نبروة محافظة الدقهلية أصبح جهاز البنت لا يقل عن 200 ألف جنية وهذا ما ذكرته إمراءة حيث قالت أن البنت لا يقل جهازها عن 200 ألف جنية وكده يبقى ابوها على قد حاله كمان.
ويكون الجهاز مكون من ( 2ثلاجة -3غسالة-كمبيوتر -ماكينة الكهرباء -2فرن بجانب الخلاطات الكهربائية وليس خلاطا واحدا وكأن كل خلاط هيعطى مذاق مختلف للعصائر ومن كل جهاز اثنان أو أكثر ) اما النيش وقد قال احد الأهالى “بالرغم من أن النيش ما هو إلا زينة فقط فهو يكلف 20 ألف جنية بجانب المفارش والبطاطين الكثيرة ” ، وقد عبر عن مدى إستيائه وقال “الناس اتعودت على أنها تجيب حاجات كتيرة وخلاص حتى او ملهاش لازمة وإحنا الى عملنا فى نفسنا كده “. وفى محافظة المنوفية وكفر الشيخ وطنطا فقد اتفق بعض القرى بهم على التباهى بجهاز العروسة المكون من (3 ثلاجات و3 غسالات و2 فرن ووماكينة الكهرباء أيضا والكمبيوتر والعجان والبوتاجاز ذو ال6 شعلات )وليس هذا فقط بل يحضرون ال90 فوطة وال25 طقم للسرير الكبير ومثلهم للأطفال ويوضعو تحت السرير و100 عبائة فقط بجانب باقى الملابس .
وغالبا مايتجه الأب نحو بيع ممتلكاته من بهائم وأراضى وكتابة الشيكات وكل هذا يندرج تحت سلو بلدهم وأنهم يعايرون بعض بالقليل . وعلى ذكر مثال آخر فى قرية ميت المخلص مركز زفته فقد اعتادت ان تزف الفرش فى عربيات لكى يشاهد أهل البلد على كل ما أحضروه للعروس وقد تم رصد إحدى العرائس فوجدنا جهازها عبارة عن (3غسالات -3ثلاجات -2،شاشة-2،فرن،بجانب باقى الاجهزة ايضا و7بطاطين -6لحاف ) كل هذا بجانب النيش الزينة ورفائع المطبخ التى تكغى البلد و20 شنطة سفر كبيرة مملوئة بالملابس والمفارش تكفى 10 سنين ، وبالرغم من إحضارها 3 غسالات فلم تتخلى عن الطشت البلدى والمدهش انها لم تحضر واحدا فقط بل احضرت 7 من الطشت المصرى الأصيل ( وكأن الغسالات بقت زى خيبتها ) ولو حاببن تعرفوا خراب البيت الحقيقى المستعجل فهتعرفوه من دمياط بلد الأساس ، وويقول أحدهم أن البنت يقوم تجهيزها من أول مابتتولد ،فقد إنتابنى الذهول عند سماعى أن متوسط الفوط من 150 :190 فوطة المتوسط فقط فما بالك بالكثير و30 طقم سرير للكبير و20 طقم للأطفال و2،طقم صينى و5 أطقم حلل ورفائع المطبخ واطقم النيش الزينة والبلاستيك وكل شئ منه أضعاف مضعفه ولم يقتصر هذا الخراب فقط بل وصل إلى أن والدة العريس يلزم إعطائها جهاز كهربى مثل ( غسالة أوبوتاجاز او ثلاجة) كرد للهدية البسيطة عن الشبكة ومن العجيب إن لم يقوم أهل العروسة بذلك فلن يتزوج أحد من بناتهم لأن والد العروسة فى هذه الحالة يكون فقير .
ثم بعد ذلك يتوالى خراب البيت فى كحك الصباحية الذى يتكلف أكثر من 10 آلاف جنية لإرسالة لوالدة العريس لتفريقة على الحبايب والأهل والأقارب . وعن عروس البحر بلد العاشقين فقد اختلفت العادات بين إسكندرية وباقى المحافظات حيث يقوم العريس بتجهيز المطبخ بكافة مستلزماته ويقدم لها العريس الهدايا فى كل زيارة له شئ من مستلزمات المطبخ ، كما أن مراسم قراءة الفاتحة تختلف عن مراسم الخطوبة فمن الإلزام أن تقوم ليلة كاملة للإحتفال بقراءة الفاتحة وليلة آخرى كاملة للشبكة ولا يمكن أن تلبس العروسة دبلة الخطوبة يوم الفاتحة لأن هذا يعد غير مقبول وعشان يبقى مقبول الأب يصرف ويقول أرحمونى قبل ماأموت ،ومن عادات بنات بحرى أنه لا يسمح للعروسة شراء أى ملابس إلا بعد مرور 3 اعوام أقل شئ وتجهيز العروسة ب10 شنط من الملابس و هذا يكون القليل حتى ملابس الحمل والرضاعة تأخذهم معها ونرجع ونقول هو أبو العروسة ماله كده مكسور . أما قرية الزهراء بالشرقية فيجب على العروسة ارسال ذبيحة مع عشاء الفرح والكراتين العديدة من الشيبسى والبسكويت والشيكلاتة والعصائر وكل المسليات ،وقرية مية معلا يجب على إلعريس التكفل بكل ملابس العروسة حتى الشنط والأحذية . وكل مافات هوليس كل شئ فبعض البلاد لهم العادات الموروثة لابد وأن تتم مثل سوهاج التى اعتادت أن يقوم العريس بتقديم كمية هائلة من الذهب وقد لاتكتمل الزيجة إذا قل الذهب عن المطلوب او رغبت العروسة فى أكثر.
وفى قرى أخميم يتم دفع مبلغ من المال لوالد العروسة تعويضا عن ربايتها ويسمى حق الرباية . وتتم الخطبة فى مدينة شلاتين جنوب البحر الأحمر منذ ولادة البنت لابن عمها ولا يمكن أن ترفض وإن رفضت يتم طردها هيا وأهلها من القبيلة أما الولد فله الحق فى الاختيار او الرفض وبرغم هذه العنصرية الشاذه فإن مره البنت يكون من الإبل والماشية والأغنام ويقام فيها الفرح على 3 أيام يتم فيها الذبائح والعزائم الصغيرة وتكون يوم الحنة ويذبح فيها الأغنام والخرفان والعزومة الكبيرة يوم الفرح ويذبح بها العجول لكل القبيلة . وبكده يكون البذخ على عينك ياتاجر . وتتفق النةبة فى عاداتها مع شلاتين ولكن يكون الإختلاف فى أنه لا يوجد مهر ولا مؤخر ولا قايمة للبنت بالرغم من عدم اكتمال كثير من الجوازات الآن بسبب المهر والمؤخر والقايمة. وتقدم الشبكة فى الاقصر على حسب وضع العريس المادى ولا يطلب منه مقدم والمؤخر كما يتفق عليه وهكذا تكون الرحمة العريس وخراب للعروس الذى يطلب من أهلها بتقديم زيارة لها تسمى “السابع “عبارة عن 50 صنية عشاء محملة بكل خزين البيت أضعاف مضعفه منها اللحوم والزيوت والسمن والخضار والقبول والفاكهة والخبز الذى يصل إلى 40 رغيف بلدى وغيرهم ولا بد من تقديم هذه الوليمة التى تسمى حلة الإتفاق وإلا خرجت حماة العروسة وبدئت فى فضحهم عالملاء . أما الشئ الغير مفهوم هو أن العريس فى زيارته الأولى يقدم للعروسة خروف ويقوم والدها برده بعد الزواج ب3 أيام وعلى رأى المثل (الى طلع من داره اتقل مقداره ) وليه يخرج من الأول لما يدخل تانى. وهكذا أصبحت أم العريس فائزة فى بعض المحافظات مثل دمياط كما ذكرنا والمنوفية التى يجب إعطائها هدية عبارة عن جهاز كهربى ممكن غسالة او ثلاجة او بوتجاز المهم تكون حاجة كده مالية العين والأهالى تطلب الناقص ولو حصل تقصير الناس بتاكل وشهم . وليس هذا فقط فأنت العريس لها من الحب جانب بعد ان كانت تهادى بهدية بسيطة أصبحت مثل الأم وهذا ماذكرته إحدى العرائس عندما قالت (أنا جايبه لحماتى وأخت خطيبى تلاجة وغسالة وبوتجاز هدية الجواز ) ،كما أنها تجهز من 3 إبتدائى ويتم وضع ممتلكاتها المستقبيلة تحت السرير وفوق الدولاب وفى مخزن مخصص لها موجود به ( 3 غسالات و6 ثلاجات و2 تليفزيون و2ميكرويف و2فرن ).كل هذا مثال فقط للفشخرة والتباهى المزيف . ولم تكن هذه هى الصدمة فالصدمة الأكبر عند معرفتى بعادات أغرب يجن لها العقل فى قرية ديرب والزانكلون يتم تجهيز البنت بكل شئ وتطلب كل ما تحتاجه أضعاف مضعفة مقابل أنها ان يتم توريثها ويشترط الأهل على الزوج إذا كان غريب أن لا يطلب ميراثها فى يوما من الأيام وأنها ستذهب له محملة بجهاز لا مثيل له ليكفيهم مدى الحياة وهنا البنت تطلب وتتشرط بكل ماتريد حتى إنه أحيانا تشترط على العريس تجهيز دولاب فضى لكى تملئه بكل الزينة المصنوعة من الفضة . فأى عرف هذا يحرم شرع الله ولماذا اقتلعنا عادات لكى نرضى غرورنا فنغضب الله حتى لا يدخل غريب ويأخذ مالنا بالرغم من أن هذا الغريب قد أخذ عرضهم مدى الحياة . فإسراف وبزغ وفشخرة وتباهى وغضب لله كل هذا مقابل الخوف من الإبتعاد عن العادات والتقاليد ،ومن الذى اخترع هذه العادات التى صارت كالطاعون الذى يأكل الجسد حتى يبلى ،ولماذا لم نبقى على عادات اجدادنا منذ 70 عاما فكانت الأهالى تقوم بتجهيز أولادهم على قد لحافهم. فقد تزوجت جدتى وكل بنات الريف المصرى فى هذا الوقت بأبسط الأمور منهم من تزوجت بلحاف وكسوته ومخده و12 جنية وآخرى بصندوق للملابس ومرتبة ومخدة من السوق وحلتين وآخرة بطقم صينى وطقم شربات وطقم أطباق وحلتين وبوفيه بجانب المهر والشبكة والمؤخر الذى كان بسيطا لا يكلف الأهالى فوق طاقتهم . وهكذا نتوارث الكثير والكثير ونأخذ مايرضينا وننفر مالايأتى على هوانا فقد توارثنا أغانى الفرح والسعادة من القدماء المصريين مثل أغنية ياتمر حنة وأخذنا أيضا الحكمة والخبرة ولكن لم نأخذ البساطة والقناعة والتواضع .