كتبت : تحية محمد
تميز الشاعر الراحل سيد حجاب، بوجوده فى الدراما الرمضانية التى زين الكثير منها بكلماته، سواء بأشعار البداية والنهاية، أو بأشعار الأغانى التى تكمل الحدث الدرامي.
وحين يذكر اسمه يتبادر إلى الذهن على الفور تترات «الشهد والدموع، وليالى الحلمية، وبوابة الحلواني، وهوانم جاردن سيتي، وأوبرا عايدة، والمال والبنون، والأيام، وأرابيسك، والعائلة، والوسية، وأميرة فى عابدين، وكناريا وشركاه، وشرف فتح الباب»، وغيرها من الأغانى التى ارتبطت بوجدان المشاهد، وأصبحت جزءًا من تاريخه الفني، وبالأخص فى فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.
وتميز سيد حجاب أيضا بأنه شاعر الفوازير وتترات الدراما الرمضانية بين شعراء جيله، والأجيال التى سبقته ولحقته، وهو صاحب الكلمات العذبة التى تلمس الوجدان وتخاطب الروح، فهو موسيقار الكلمة التى استخدم كل مفرداتها العامية والفصحى فى كتابة أعظم سيمفونيات الشعر، ليظل الأشهر والأهم بين كُتاب الشعر الغنائى للدراما بكل أشكالها.
وقدم سيد حجاب للدراما الرمضانية الكثير من كلمات الأغانى إلى جانب كتابته للفوازير مثل «حاجات ومحتاجات» عام ١٩٩٣، كما وضع أشعار الكثير من الفوازير والمسلسلات الدرامية الأخرى مثل «فوازير ألف ليلة وليلة، وأدرك شهريار الصباح، وعلى بابا والأربعين حرامي، وفضل الله ووردانة، والزينى بركات، وما زال النيل يجرى، ووجع البعاد» وغيرها.
ولدَ السيد أحمد حجاب فى الثالث والعشرين من سبتمبر عام ١٩٤٠ فى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية، ما جعله يتأثر بأجوائها فى بداية حياته الشعرية، حيث كان ديوانه الأول «صياد وجنيه» كما ظهر هذا التأثير فى أغانى «البحار مندى، وقال البحر، والمرسى والبحار».
وظهرت موهبة «حجاب» فى كتابة الشعر فى وقت مبكر من حياته، من خلال تشجيع والده وتشجيع معلم الرسم، الذى اعتبره المعلم الثانى له أثناء فترة دراسته بالمدرسة.
وتخرج سيد حجاب فى كلية الهندسة جامعة الإسكندرية عام ١٩٥٦، ثم التحق بجامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام ١٩٥٨، وطوال فترة دراسته لم يتوقف عن كتابة الشعر حتى استطاع فى فترة الستينيات أن ينقل أشعاره إلى الجمهور عبر الأثير من خلال برامج الإذاعة الشعرية مثل «عمار يا مصر، وأوركسترا، وبعد التحية والسلام»، ثم توالت نجاحاته الشعرية ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، وعاش داخل أسرة فنية، فهو شقيق الشاعر شوقى حجاب ووالد الممثلة ريم حجاب.