تقرير: منار أيمن
يحمل الكابتن حسام حسن المدير الفني للمنتخب المصري لكرة القدم علي عاتقه آمال جماهير عريضة في إعادة أمجاد منتخبl الفراعنة.
رحلة العميد حافلة بالإنجازات، لاسيما وأن تحديات كبرى، ورهانات عظيمة تنتظر “العميد” في مهمته الجديدة مع منتخب مصر.. فهل يخط حكاية جديدة لمنتخب مصر؟
عيون الشرقية ترصد في هذا التقرير الاجابة عن تساؤلات المصريين المهمة بشأن إمكانية نجاح حسام حسن في قيادة منتخب مصر نحو المجد.
يواصل منتخب مصر بقيادة حسام حسن المدير الفني للفراعنة، تدريباته، منذ انطلاق المعسكر الثلاثاء الماضي، في إطار الاستعداد لمباراتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو المقرر لهما 6 و10 يونيو المقبل فى الجولة الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026.
صفوف المنتخب اكتملت السبت الماضي بوصول محمد صلاح للمعسكر، حيث يتدرب المنتخب كامل العدد حتى غدا الأربعاء، فيما يخوص مواجهة بوركينا فاسو بعد غد الخميس ويسافر بعدها؛ لمواجهة غينيا بيساو.
ويقع منتخبا مصر وبوركينا فاسو ضمن منافسات المجموعة الأولى في تصفيات قارة أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026، رفقة منتخب مصر، بالإضافة إلى منتخبي جيبوتي وسيراليون، ويواجه الجهاز الفني لـ منتخب مصر العديد من التحديات قبل فترة التوقف الدولي المقبلة.
إنجازات غير مسبوقة للعميد كلاعب
ربما كانت هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها حسام حسن مرشحًا؛ لقيادة منتخب مصر بقوة والتي لم يكن مرشحًا بها طوال سنوات مضت، حين كان ينادي الجميع بمنح الفرصة لـ “العميد”، والذي يعد أحد تلاميذ الأسطورة محمود الجوهري، وأحد نجوم جيل التسعينات، ووصوله لنهائيات كأس العالم بإيطاليا.
على مدار السنوات الماضية، ومع كل إخفاق للمنتخب الوطني تحت قيادة المدربين الأجانب، كان حسام حسن هو المرشح الأوفر حظًا خاصةً بعد تجربته الناجحة مع منتخب الأردن، لكن لكن كانت مبررات رفضه تخرج من جانب مسئولي اتحاد الكرة؛ لأنه “عصبي” وغير مؤهل لقيادة الفراعنة.
وتكرر الأمر كثيرًا مع الوقت، حتى بات بريق حسام حسن يخفت شيئًا فشيئًا في عالم التدريب، فلم يعد ذلك المدرب الشاب الذي يتحاكى الجميع عما يفعله مع الأندية، والنجاحات التي يحققها في وقت قصير.
ومع العزوف عن فكرة منحه فرصة إثبات ذاته في قيادة الفراعنة، أبى القدر أن يحرم العميد من حلمه الذي عاش من أجله طويلًا؛ ليصبح الآن مسئولًا عن قيادة منتخب مصر بشكل رسمي في تحدٍ جديد، لا يملك فيه سوى دعم الشعب المصري له، الذي ربما يكون ذخيرته الوحيدة للاستمرار، خاصةً في ظل وجود كثير من المتربصين، ممن ينصبون أنفسهم ملوكًا للتحليل في الكرة الحديثة.
لاشك أن هناك طموحًا مشروعًا لدى حسام حسن في تصحيح مسار منتخب مصر وإعادة الفراعنة إلى منصات التتويج، وهذا مايأمله شعب مصر منه أثناء قيادته للمنتخب، وأن يكتب اسمه واسم منتخبنا بأحرف من نور في سجلات التاريخ، مع الأسطورة الخالدة في كرة القدم المصرية محمود الجوهري، صاحب النهضة الحديثة في كرة القدم على مستوى منتخب مصر، ومن بعده المعلم حسن شحاتة الذي كتب تاريخًا يصعب تكراره على مستوى إفريقيا، بعدما نجح في الثلاثية وقيادة منتخب الفراعنة لحصد ثلاث بطولات إفريقية متتالية من الأعوام 2006، و2008، و2010.
حسام حسن.. خبرة ورغبة في إثبات الذات
يمتلك حسام حسن الخبرة والرغبة في إثبات ذاته مع الحماس والإخلاص في العمل، لكن ماينقصه هو مزيد من التطوير والدراسة والمعايشة للمدارس التدريبية التي سيواجهها حتمًا، سواء على المستوى الإفريقي أو الدولي، مايتوجب عليه العمل على تطوير نفسه؛ ليكون مستدًا لمثل هذه الاختبارات الصعبة.
حقق حسام حسن انجازات غير مسبوقة على مدار تاريخه كلاعب، سواء على مستوى الأندية التي لعب لها أو في مشوراه مع منتخب مصر، ولا ينكر أحد أنه يعد من أهم وأشهر اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية، فهو أكثر لاعب سجّل أهدافًا مع المنتخب الأول برصيد 83 هدفًا، منها 18 هدف في مبارايات ودية، وهو صاحب أعلى سجل تهديفي دولي في القارة السمراء والـ15 في تاريخ اللعبة، وهو ثاني أكثر لاعبي منتخب مصر والدول الإفريقية مشاركةً في المباريات الدولية برصيد 170 مباراة، ماجعله يتوج بلقب “عميد لاعبي العالم”، قبل أن يتخطاه أحمد حسن نجم منتخب مصر السابق، بعدها بسنوات.
وإلى جانب ذلك، يتصدر حسام حسن قائمة “نادي المئة” التي تضم 7 لاعبين سجلوا أكثر من 100 هدف في الدوري المصري برصيد 176 هدفًا، وهي الأهداف التي سجلها “العميد” مع الأندية التي لعب لها طوال مسيرته، وتم اختيار نجم الفراعنة السابق ضمن قائمة شملت أفضل 1000 لاعب شاركوا في بطولة كأس العالم على مر التاريخ، بعد مشاركته الفعالة في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
وشارك العميد أيضًا في 7 بطولات إفريقية مع منتخب مصر، تُوج خلالها بثلاثة ألقاب، وذلك كان في أعوام 1986 و1998 و2006، وكان طوال هذه الفترة أحد نجوم الفراعنة خاصةً في بطولة أمم إفريقيا 98، والتي حصل خلالها على لقب “هدّاف البطولة”، مناصفةً مع “مكارثي” نجم منتخب جنوب إفريقيا.
وفي ظل مسيرته الطويلة، كان هناك العديد من المحطات المضيئة في تاريخ حسام حسن كلاعب، فقد كان له الدور البارز في فوز منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية عام 1998، ولكنه رغم ذلك نال ثقة الجنرال محمود الجوهري، الذي قَبِلَ التحدي وقتها، وتعرض لانتقادات لاذعة؛ لتفضيله حسام حسن على غيره من المهاجمين، لكنه لم يخذل “الجوهري” وحصد لقب “هدّاف البطولة”، بعد أن فاز بها مع المنتخب المصري.
وفي يناير 2001، وقبل انطلاق المباراة الودية لمنتخب مصر مع نظيره الزامبي على ستاد القاهرة، نزل جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وقتها، إلى أرضية الملعب وقَلّد حسام حسن شارة “عميد لاعبي العالم”، بعد أن بلغ عدد مشاركاته الدولية 151 مباراة حينها، متخطيًا الألماني لوثر ماتيوس وسط حفاوة كبيرة من زملائه في المنتخب المصري، حتى من لاعبي المنتخب الزامبي.
وكان آخر أهداف “العميد” مع منتخب مصر في مرمى الكونغو الديموقراطية، في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2006 بمصر، وكان وقتها على مشارف عامه الأربعين، لكن المدير الفني حسن شحاتة أصر على وجوده في قائمة الفراعنة تكريمًا له، حتى أصبح أكبر لاعب يسجل في تاريخ البطولة الإفريقية، كما أنه اللاعب الوحيد الذي شارك في بطولتين لمنتخبات إفريقيا الفارق الزمني بينهما كان 20 عامًا.
13 محطة تدريبية استمر آخرها 72 ساعة
خاض حسام حسن 12 تجربة تدريبية على مستوى الأندية، لكنه لم يحقق أى بطولة على أرض الواقع، كما خاض تجربة وحيدة على مستوى المنتخبات عندما تولى قيادة منتخب الأردن في محطة اعتبرها البعض موفقة نسبيًا بعدما وصل بـ”النشامي” إلى فاصلة التأهل للمونديال.
عقب اعتزاله للعب مباشرةً، اتجه “حسام” مع أخيه “إبراهيم” إلى مجال التدريب، وقاد نادي المصري البورسعيدي في النصف الثاني من الدوري المصري موسم 2007-2008، ونجح وقتها في الإبقاء على النادي البورسعيدي في الدوري في 8 مبارايات، بعدما كان قد اقترب من الهبوط إلى الدرجة الثانية.
ومع بداية 2009، شغل منصب المدير الفني لفريق “المصرية للاتصالات” بعد تأزم موقف الفريق في جدول الدوري، لكنه ظل ينافس على الإبقاء حتى الأسبوع الأخير؛ إلا أن الفريق هبط في النهاية، فاستمر معهم في منافسات دوري الدرجة الثانية حتى تقدم باستقالته.
وفي 30 نوفمبر 2009 كانت الانطلاقة الحقيقية للعميد، عندما عُيّن مديرًا فنيًا لنادي الزمالك، بعد تدهور نتائج الفريق في ظل قيادة الفرنسي هنري ميشيل، وحقق مع القلعة البيضاء إنجازًا كبيرًا، بعدما ارتفع ترتيب الزمالك في الدوري الممتاز من المركز الـ14 في آخر أسابيع الدور الأول إلى المركز الثاني في نهاية البطولة، وفي موسم 2010-2011 أنهى العميد مع الزمالك الدور الأول على قمة الترتيب بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه.
إنجاز غائب منذ 17 عامًا
وقّع حسام حسن مع النادي الإسماعيلي في 8 أغسطس 2011، وخاض مع الفريق مبارتين ولخلافات مع الإدارة أُقيل من تدريب الفريق في 28 سبتمبر 2011؛ ليعود مجددًا لتدريب المصري البورسعيدي في ولاية ثانية، لكن جاءت “أحداث بورسعيد” الشهيرة، عقب الفوز على الأهلى بنتيجة 3/1؛ ليرحل مرة ثانية عن قيادة المصري بعد خوضه 3 مباريات فقط.
ومع استئناف الدوري المصري عقب “فاجعة ستاد بورسعيد” الأليمة وتحديدًا في فبراير 2013، أنهى نادي مصر للمقاصة اتفاقه مع التوأم حسام وإبراهيم حسن؛ لقيادة الجهاز الفني للفريق حتى نهاية الموسم، بعد أن استمرت المفاوضات لنحو أسبوع.
المحطة التدريبية الأهم في مسيرة حسام حسن
بدأت محطة حسام حسن التدريبية الأهم في مسيرته في 25 يونيو 2013، عندما عُيّن مديرًا فنيًا لمنتخب الأردن، وأسهم في تأهله إلى الملحق النهائي المؤهل إلى كأس العالم 2014، بعد الفوز على منتخب أوزبكستان إلا أن المنتخب الأردني واجه المنتخب الأوروجواياني وخسر المباراة الأولى على ملعبه بخماسية نظيفة، وفي مباراة العودة نجح في التعادل.
وقاد حسام حسن الأردن للصعود لكأس آسيا لعام 2015 للمرة الثالثة في تاريخه، دون أى هزيمة في التصفيات، وتحسن ترتيب المنتخب الأردني بين المنتخبات على مستوى العالم، بعدها عاد “العميد” لقيادة الزمالك في ولاية ثانية في 30 يوليو 2014، عندما قرر مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، تعيينه مديرًا فنيًا للفريق، خلفًا للمدرب أحمد حسام ميدو إلا أنه لم يستمر بسبب محاولات رئيس النادي التدخل في مهام المدير الفني واختصاصاته، بالإضافة لسوء نتائج الفريق بعدما حقق “الأبيض” فوزًا واحدًا في 6 مباريات رسمية تحت قيادته بجميع المسابقات.
وفي المحطة التالية، عُيّن حسام حسن مديرًا فنيًا لفريق الاتحاد السكندري، وقاده للتأهل لدور الثمانية في بطولة كأس مصر على حساب وادي دجلة، إلا أنه قرر الاستقالة من تدريب الفريق بسبب الخلافات والاضطرابات بالنادي، وعدم دفع رواتب اللاعبين أو الإدارة الفنية؛ ليعود في يوليو 2015 إلى تدريب المصري في ولاية ثالثة، نظرًا لشعبيته الكبيرة بالمدينة الباسلة.
وفي 29 أكتوبر 2018، أعلن نادي بيراميدز عن تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للفريق، خلفًا للأرجنتيني ريكادو لافولبي، وذلك بعد ساعات من إبلاغ “التوأم” استقالته لإدارة المصري، بسبب الخسارة أمام فيتا كلوب الكونغولي برباعية في قبل نهائي الكونفدرالية،وما أعقب المباراة من شغب جماهيري؛ نتجت عنه إصابة حسام حسن في الرأس ونقله إلى المستشفى.
وكانت المحطة الأخيرة لـ”العميد” في قيادة فريق الاتحاد السكندري، وتعد الأطول في مسيرته مع الأندية بعدما قاد “زعيم الثغر” في 52 مباراة في ولايته الثانية، التي أتت بعد رحلة قصيرة مع فريق سموحة؛ ليبتعد بها حسام حسن عن التدريب قليلًا قبل أن يعود مرة أخرى من “الباب الضيق”؛ لقيادة فريق فيوتشر في أقصر ولاية له، والتي لم تتعدّ 72 ساعة؛ ليصبح في نهاية الأمر وبدون مقدمات المدير الفني لمنتخب مصر ويعلق عليه الآمال الكثير من المصريين أو الشعب المصري كله في أن جعل منتخب الفراعنة يفوز بكأس العالم في المباراة القادمة أمام بوركينا فاسو.
إنجازات حسام حسن كلاعب
* هداف مصر التاريخي: 83 هدفًا، منها 18 هدفًا وديًا.
* ثاني أكثر لاعب مشاركة مع مصر: 170 مباراة.
* 3 بطولات أمم أفريقية: 1986، 1998، 2006.
* كأس العرب 1992.
* دورة الألعاب الأفريقية 1991.
* 11 لقبًا مع الأهلي: 7 دوري، 4 كأس مصر.
* 3 ألقاب مع الزمالك: دوري، كأس مصر، كأس السوبر.
* هدّاف أمم أفريقية 1998: مناصفةً مع “مكارثي”.
* “عميد لاعبي العالم” 2001: من قبل الفيفا.
* ضمن أفضل 1000 لاعب في تاريخ كأس العالم.
* أكبر لاعب يسجل في أمم أفريقية: 2006.
* اللاعب الوحيد الذي شارك في بطولتين أفريقيتين بفارق 20 عامًا.
إنجازات حسام حسن كمدرب
* تأهل الأردن إلى الملحق النهائي لكأس العالم 2014.
* قاد الأردن إلى كأس آسيا 2015.
* وصافة الدوري المصري مع الزمالك 2010-2011.
* دور الثمانية في كأس مصر مع الاتحاد السكندري 2015.
ملاحظات مهمة عن حسام حسن
* لم يحقق حسام حسن أي لقب كمدرب على مستوى الأندية.
* واجهت مسيرته التدريبية بعض التحديات، مثل الخلافات مع الإدارات وجمهور النادي.
* يتمتع بشعبية كبيرة بين الجماهير المصرية.
* يعلق عليه الكثير من المصريين آمالًا كبيرة في تحقيق إنجازات مع منتخب مصر.