كتب : بشير حافظ
خاضت مارثون الثانوية العامة ببصيرتها، ولم تلتفت لفقدانها البصر بل أصرت أن تتفوق وتضع بصمتها بالعزيمة والإرادة فى أول دفعة للنظام الجديد للثانوية العامة وإجتازته بإمتياز..الطالبة ” سهيلة فتحي عناني” بنت قرية حسين تيمور التابعة لمركز ههيا الحاصلة على نسبة 96,22٪ للمكفوفين ، وبالتالي فهي حاصلة على المركز الثاني على مستوى الجمهورية ، هي مثال مشرف يدعو للفخر والإعتزاز.
” عيون الشرقية الآن” ، إلتقت بأسرة سهيلة نجلة فتحي محمد عناني موظف بسيط بالأوقاف ، ويعمل أيضاً نجار ، وذلك لمواكبة ظروف الحياة الإجتماعية.
” سهيلة فتحي محمد عناني ” لها قصة كفاح وتحدى للظروف، فكان يومياً والدها الموظف البسيط بالأوقاف يأخدها للدروس على دراجته البخارية وفى تلك الأيام تعرضت لحادث أصابها بكسر فى الساق، وحينها لم تستطيع أن تستكمل دروسها ولم تأخذ سوى فى اللغتين الإنجليزية والفرنسية. ، كما أن الإبداع يرافقها منذ الصغر خاصة فى إلقاء الشعر، وحصلت على 27 شهادة تقدير، وحاربت من أجل أن تحقق حلمها بالإلتحاق بكلية الألسن لعشقها وشغفها الشديد باللغات والتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى.
وأكدت” سهيلة فتحي محمد عناني” ل ” عيون الشرقية الآن” ، أنها فخورة بأسرتها واصفة إياهم بأصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى عليها ، وأنها كانت تتمنى أن يتم تكريمها ضمن أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية.
وأوضحت” سهيلة” أنها تعشق الشعر وتلقيه بطريقة بارعة، كما أنها تجيد اللغات المختلفة، و تسعى دائماً أن تكون متميزة فى كل أفعالها، وأن تترك بصمة ورائها يتذكرها كل من يأتى بعدها فى أى مكان تذهب إليه، وأنها تأمل في الإلتحاق بكلية الألسن كى تتقن عدد كبير من اللغات لتتعرف من خلال اللغة طبائع البشر فى أنحاء العالم.
وأشارت الحاصلة على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة مكفوفين ، أنها لم تحدد لنفسها عدد ساعات معينة للمذاكرة، ولم تضغط نفسها كثيراً بعدد ساعات معين، وأنها لم تبدأ مبكراً فى المذاكرة مثل بعض الطلاب يبدأون من شهر أغسطس مما يجعلهم يصابون بالملل، ولم تأخذ دروس خصوصية فى كافة المواد بل إكتفت بمادتين فقط هما اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكانت تعتمد على نجلة عمها الطفلة” آية” 12 عاماً كانت تساعدها فى مذاكرة دروسها تقرأ لها وتسمع عليها الدروس.
وأضافت ” سهيلة ” أن أسرتي عانوا معي الكثير لاسيما أن والدها موظف بسيط بالأوقاف ، وفي الفترة الأخيرة أجرى عملية قلب مفتوح، ولم يمنعه ذلك من القيام بدوره معاها حيث يوصلها إلى مدرستها بمدينة الزقازيق بدراجته البخارية، وكان شقيقها الأكبر محمد فتحي يساعده فى القيام بتلك المهمة فترة تعب والدها.
وطالبت” سهيلة ” أن يتم تكريمها ضمن أوائل الثانوية العامة مكفوفين على مستوى الجمهورية ، وهذا حقها كبقية زملائها.
من جانبه عبر” فتحي محمد عناني” والد الطالبة سهيلة ، عن فرحته بنجلته التى رفعت رأسه ورأس عائلتها ، مؤكداً أن نجلته كانت ضمن الأوائل في كافة مراحل التعليم ، ولذلك لم نقصر معها يوماً ما ، وكنا جميعاً نعمل على راحتها وتوفير كافة متطلباتها.
وتعهد والد” سهيلة ” ، أنه سيبذل قصارى جهده مع نجلته حتى تتم كافة مراحل التعليم ولن يتأخر عن طلباتها إطلاقاً.
وناشد والد سهيلة ، الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، بأن يقوم بتكريمها مع طلاب الثانوية العامة للرفع من روحها المعنوية ، وأيضاً لأنها حاصلة على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة مكفوفين.
الجدير بالذكر ، أنه أثناء إجراء ” عيون الشرقية الآن” لقاء مع أسرة الطالبة ” سهيلة فتحي” ، حضر قيادات البنك الزراعي المصري ، لتكريم الطالبة وتقديم الهدايا ، وإلتقاط الصور التذكارية مع الطالبة التي تعتبر فخر لمحافظة الشرقية بأكملها.
وناشد أهالي قرية حسين تيمور ، الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية ، بتكريم الطالبة المتفوقة سهيلة ، التي تغلبت على كافة الصعاب حتى حصلت على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة مكفوفين ، وهذا حقها ، ولرفع روحها المعنوية.