كتبت تحية محمد
الإحتواء له معنى عظيم ،لو فهمناه جميعاً وأخذنا به لصار كل زوج سعيداً ،وصارت كل زوجه ملكة فى بيتها، والأولاد كما ينبغي أن نحب، وأصبح المربي مرتاحاً في تربيته.
فالأسرة هي أهم مقومات الدعم النفسي للفرد، فالإحتواء الأسري يثري شخصية الفرد، بالثقة، والتوازن، والأمن، والإستقرار النفسي، التي هي من دوافع الإنجاز.
فالفرد من غير أسرة كالشجرة التي لا تثمر، حيث نجد أن غالبية الانحرافات السلوكية ،والفكرية سببها فقدهم للاحتواء، فالزوجة تحتاج احتواء زوجها، والعكس صحيح، وأيضاً حاجة الوالدين إلى إحتواء أبنائهما عند الكبر، وكذلك الأبناء من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الزواج، وما بعد الزواج.
فهم يحتاجون إلى من يحتويهم نفسيا،واجتماعيا، فكل مرحلة لها احتياجاتها، ومتطلباتها النفسية، منها:
احتواء المشاكل، العاطفة ، الثقة ، الحب ،القبول ، كما يجب إعطاء مساحة مثل:
الحرية، الحوار ،النصيحة، الصراحة، الصدق، الأمان، اكتمال الحقوق والواجبات ، اشباع الحاجات النفسية للأزواج والزوجات ، وغيرها الكثير من تلك الاحتياجات، التي تؤمن الاحتواء الأسري للفرد.
كما أن هناك جانب مهم أيضاً ،وهذا الجانب هو احتواء الآباء أبناءهم، في جميع مراحلهم العمرية، المتدرجة من الطفولة الى المراهقة، الى مرحلة الرشد، بل وما بعد التخرج والوظيفة،والزواج،سواء كان للولد أو البنت.
فمشاكل أبنائنا اليوم غالبيتها ترتكز على هذه النقطة، الإحتواء الأسري، فمشاكلهم نفسية أكبر من أن تكون شيئا آخر.
ليست فقط على تعامل الوالدين للأولاد ، وانما شاملة لكل أفراد الاسرة ،من بعضهم البعض منهم واليهم ،ويجب أن توجد عاطفة متزنة، تعدل بين العطاء والصرامة الإيجابية،اشباع الحاجات النفسية، الحب والقبول، الأمن والاستقرار النفسي لدى الأبناء ،فلا تشعره أنه أقل من غيره، أو غيره مميز عندك عنه، فأنت الأب وأنتي الأم السند والحنان ، فلابد أن هذين الصفتين يتوفران عند الوالدين، العلاقات الاجتماعية القوية داخل الأسرة ، اكتمال الحقوق والواجبات، الهدوء الانفعالي، الإستماع والإنصات لما يعتري النفس من مشاكل وهموم،
الممارسات العاطفية، إدخال السرور والبهجة،صداقة أفراد الأسرة بعضهم لبعض، الثقة المتبادلة.