قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن المتغيرات والظروف التى تحيط بالمنطقة وطبيعة الأوضاع السياسية وحجم التحديات الأمنية، تفرض ضرورة التوحد صفاً واحداً ككتلة صلبة للحفاظ على مؤسسات دولنا وتحصينها من أية محاولات للنيل من مقدراتها، وذلك إرساءً لمبدأ أن الأمن القومى لدول وادى النيل كل لا يتجزأ، جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التى عقدها الرئيس السيسى اليوم مع الرئيس السودانى “عُمر البشير” بمقر قصر الاتحادية الذى يقوم بزيارة رسمية لمصر.
وأكد الرئيس السيسى، حرص مصر البالغ على دعم الدولة السودانية ومؤسساتها، مشدداً على ضرورة إبقاء قنوات الاتصال بين البلدين فاعلة ومنفتحة فى إطار من الشفافية والمصداقية.
وأضاف السيسي، حرص مصر على مواصلة التنسيق والتشاور المكثف مع السودان من أجل ترسيخ التعاون خلال الفترة المقبلة والعمل على إعطاء قوة دفع جديدة للعلاقات فى كل جوانبها وتحقيق نقلة نوعية تلبى طموحات شعبى وادى النيل الشقيقين.
وكان الرئيس السيسي قد عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عُمر البشير استهلها بالترحيب به فى وطنه مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين من علاقات تاريخية وعوامل ثقافية واجتماعية مشتركة وممتدة لآلاف السنين.
وأشاد بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات بين البلدين مؤخراً على مختلف المستويات، مشيراً إلى انعقاد الاجتماع الرباعى الذى ضم وزيرى الخارجية ورئيسى جهاز المخابرات فى البلدين بالقاهرة الشهر الماضى، والذى تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الطرفين بشفافية كاملة.
من جانبه أعرب الرئيس السودانى، عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مصر، مؤكداً ما يجمع بين البلدين الشقيقين من علاقات أخوية تاريخية، ومرحباً بتفعيل التعاون بين البلدين فى مختلف المجالات، والعمل على تدعيم العلاقات الاقتصادية والتجارية بما يحقق التكامل بين جهود البلدين التنموية.
ورحب الرئيس عمر البشير، بالتشاور المستمر بين البلدين، مؤكداً ما يعكسه ذلك من خصوصية العلاقات التى تربط بينهما، وأشار الرئيس السودانى إلى أن التحديات الناتجة عن الأوضاع الإقليمية الراهنة تحتم على البلدين مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم فى تحقيق مصالحهما المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات، بما فى ذلك على الصعيد الأمنى.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، حيث تم الاتفاق على ضرورة تعظيم التعاون الاقتصادى وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين، وخاصةً فى مجالات الزراعة والإنتاج الحيوانى والنقل والبنية التحتية، فضلاً عن إقامة مشروعات حيوية بين البلدين تندرج تحت مفهوم الشراكة الاستراتيجية بينهما، وفى هذا الإطار تم التأكيد على أهمية الإسراع بتنفيذ المشروع الخاص بالربط الكهربائى بين مصر والسودان.
وقد اتفق الرئيسان فى هذا الإطار على تعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين من خلال اللجنة الأمنية التى تم تشكيلها بين البلدين.
وكانت مراسم الاستقبال الرسمى قد أقيمت بقصر الاتحادية، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين.