تقرير تحية محمد
العقوق الصامت للوالدين يكاد يوجد في كل بيت لكن بنسبة تختلف حدتها من بيت لآخر، مبيناً أن التطور في مسألة دخول الإنترنت والجوالات إلى البيوت قد يندرج تحت هذا العنوان وهو العقوق الصامت.
هناك نوع من العقوق يقع فيه معظم الأبناء دون الشعور وقد أطلق عليه العقوق الصامت
وهو الجلوس أمام التلفاز أو التليفون تلهو وتطلب من أمك أو أبيك أن يحضر لك الماء أو الطعام وأنت شاب سليم معافي .
وكذلك تجلس في البيت وأبيك يعمل طوال النهار يحاول كسب الرزق وأنت لا عمل لك غير اللهو ،
وتذهب الابنة إلي بيت أبيها بأبنائها لتستريح وتخدمها أمها الكبيرة المسنة،
ويطلب الابن من أمه أو أبيه أن يشتري له تليفون من نوعيه خاصة وهو شاب جالس في المنزل لا عمل له .
إن العقوق ليس صراخا أو شتما أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة، قد تكون أكثر إيلاما من صور العقوق الصريحة
من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن ،و غريزة الأمومة
لديهن في خدمتنا، وخدمة أطفالنا ، وكل ما ذهبنا لمكان ما
أو لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها بحجة لم يوجد أحد يرعاهم في غيابنا .. أو بحجة أن الصغار يكدروا نزهتنا أو بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني مشقة نومها و نومهم فضلًا
عن نظافة البيت ونظافتهم.
يأتي بر الوالدين دائما مع أمر الله بتوحيده ويأتي النهي عن عقوق الوالدين دائما بعد النهي عن الشرك بالله عز وجل حيث قال تعالي في كتابه العزيز ( وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ) وقيل أن الإمام حسن البصري رحمه الله إذا كان عند أمه لا يسمع له صوت إلا صوت ضعيف فلما سئل عن ذلك قال أنا بين يدي من رضا الله في رضاها وقيل أن بر الوالدين له عند الله عطاءا لا يوصف ويرقي هذا العمل إلى العبادة.
ارتفاع الصوت عليهم ،من نظر إلى أبيه نظرة استكبار ،مجرد الضجر من الوالدين يعد عقوق،مجرد الخبط على الباب أو الحائط أو ما شابه ذلك من أفعال إذا صدر قرار من الأب غير مناسب لهوي الولد،
ضربهم أو إهانتهم بالقول،الضجر من المأكل أو الملبس أو المشرب
عقوبة عقوق الوالدين في الدنيا والأخرة.
قال النبي صل الله عليه وسلم ألا أونبئكم بأكبر الكبائر ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ) .
إذا غضبت عليك أمك فقد غضب الله عليك وإذا غضب الله عليك سلب السعادة من قلبك وهذا يعني أن في شقاء.
ما من عمل يعجل أثره لصاحبه في الدنيا قبل الأخرة كبر الوالدين أو العكس فبقدر ما تعمل في أمك وأبيك يأتي جيل يعاملك كما عاملت أمك وأبيك ونعلم أن البر لا يبلي والذنب لا ينسي والديان لا يموت وكان يقال قديما أن العملية هي سلف ودين .
قيل أن العاق لوالديه لا يدخل الجنة .
العقوق بات صارخاً وليس صامتاً
العقوق الذي نشهده هو عقوق صارخ وليس صامتاً كونه أصبح ظاهرة منتشرة.