بقلم أ.د/ على عبد المنعم حسين
أستاذ المناهج وطرق تدريس
اللغة العربية المساعد
بكلية التربية جامعة الزقازيق
أى خطر يتهددنا ، وأى مصير مخيف يخشى أن نتردى فيه ، إن مسؤولية إصلاح الأخلاق ليست بالأمر الهين كما يعتقد البعض ، لأن كثيرا من صور السلوك غير الاجتماعى ما انفكت تتفشى هنا وهناك على نحو مقلق يستحق الاهتمام . ولست بعيدا عن الأحداث أرى روح اللامبالاة انتشرت بين الناشئة واختلطت الأمور اختلاطا سيئا حتى أخذ البعض يستعذب المنكر ويتقبله ولا يستطيع التحرر منه .
وهنا أتساءل : أيهما أكثر أهمية وتأثيرا فى تكوين الأخلاق ؟ الوراثة أم البيئة ؟ إن الأدنى إلى الصواب هو أن الأخلاق ترجع فى تكوينها وتطورها إلى عاملى الوراثة والبيئة معا ، فالوراثة تتمثل فى استعدادات الأفراد المختلفة ، والبيئة تعمل على توجيه تلك الاستعدادات ناحية الأخلاق الحسنة .
ومن ثم فإن تأثير كل من البيئة والوراثة متداخل ولا يمكن فصله وتحديده تحديدا حاسما ، وقد يكون تأثير أحدهما فى موقف أكثر من تأثير الآخر ولكنهما معا يشكلان المحرك للأخلاق. ولعل ما دفعنى للكتابة حول هذا الموضوع عزيزى القارىء ما شاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام حول واقعة التورتة الجنسية بنادى الجزيرة وما أثار من غضب لدى عامة الناس ، وجدل على مواقع التواصل الاجتماعى بين مؤيد ومعارض .
هل إرادتنا حرة فى اختيار الفعل الذى نفعله ؟ وللإجابة عن هذا السؤال أقول لك كثيرا ما تتعرض إرادة الإنسان لأمراض مختلفة منها ضعف الإرادة ، واتجاهها نحو الشر ، فقد يملك الفرد إرادة قوية ولكنه يوجهها إلى اقتراف المفاسد .
ولكن كيف السبيل للإصلاح ؟ إننى أبحث معك عن السبل الممكنة للإصلاح المرتقب فى ظل ضعف الالتزام بالعقيدة خلقا وسلوكا ومعاملات ، وغياب دور الأسرة عن القيام بمسؤولياتها وضعف الروابط بين أفرادها وزد على ذلك الغزو الفكرى والانفتاح الذى يحيطنا من كل جانب ، والتوجيه الإعلامى المدمر لتسليط الأضواء على مثل هذه المهاترات والأحداث .
أما آن الأوان لتوظيف كل الوسائل الممكنة للنهوض بمسؤولية إصلاح الأخلاق وتدعيم وسائل الضبط الاجتماعى ، وإصدار التشريعات اللازمة والعمل على تنفيذها ؛ حتى لايعبث بقيم المجتمع ضعاف النفوس .
مع الإصرار على أن تتبوأ الأخلاق مكانتها فى المناهج الدراسية ووسائل الإعلام وغيرها باتخاذ أساليب الإقناع والمناقشة الموضوعية حتى يتحقق التوازن النفسي ويتفاعل الفرد إيجابيا لخدمة وطنه ومواطنيه ، فالأوطان تقوى بمقدار ما تحوذه من قيم عليا وفضائل مثلى وعقيدة صحيحة ونظم عادلة ، ولعل التفاوت فى هذه الخصائص بين وطن وآخر هو الذى يبرر التفاوت فى حب الناس لأوطانهم .