كتبت – مي علوش
يردّد الناس كثيراً حكمة «الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل» وهي حكمة بالغة، مأخوذة من رسالة سيدنا عمر بن الخطاب لأبي موسى الأشعري، رضي الله عنهما، في رسم القضاء، والتي يقول فيها: «لا يمنعك قضاءٌ قضيتَه بالأمس راجعت فيه نفسك، وهُديت فيه لرشدك أن تراجع الحق، فإن الحق قديم، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.
أمرت النيابة العامة بحبس متهمين اثنين احتياطيًّا؛ لاتهامهما بقتل الطالب الجامعي مصطفى سراج بدمياط الجديدة ووضع النار بمسكنه، وإلقاء القبض على مُتهم آخر هارب.
بالفحص والإجراءات كشفت التحقيقات ضُلوعَهم في ارتكاب الجريمة على إثر خلافات بين أحد المتهمين وشقيقته والمجني عليه، دفعت المتهم إلى الاتفاق مع آخرين على التعدي على المجني عليه وإحراق مسكنه انتقامًا منه.
وصل المجني عليه مصطفى سراج في الساعات الأولى من صباح يوم 24 من شهر مارس إلى المستشفى مصاباً بحروق متفرقة بجسده، وأثناء تواجده بمسكنه فوجئ بحضور المتهم وإلقائه زجاجة داخل المسكن أشعلت النيران به، ثم زجاجة أخرى صوبها تجاه جسده، فباشرت النيابة العامة التحقيقات لسماع شهادة المجني عليه.
وشهدت شقيقة المتهم بأنها حال تواجدها بمسكنها جاءها المجني عليه متظاهرًا بطلبه اقتراض أغراض منها، ففتحت له الباب، وفُوجئت بتعديه عليها، فحضر شقيقها على إثر صراخها لنجدتها ففر المجني عليه وتعقبه شقيقها وهو ممسكًا بزجاجة ألقى منها مادة أشعلت النيران بجسد المجني عليه، وقد أُرفق بالأوراق تقريرٌ طبيٌّ بإصابتها.
بينما شهد آخر كان مقيمًا مع المجني عليه بأنهما فُوجئا باقتحام المتهم مسكنهما ممسكًا بزجاجتين مشعلًا النيران داخل المسكن ثم فرّ هربًا، فحاول المجني عليه اللحاق به ولكن النيران حاصرته وامتدت لجسده مُحدثةً إصابته.
وانتقلت النيابة العامة لمعاينة مسرح الحادث فتبينت آثار الحريق به، وكلّفت الضباطَ المختصين بمعاينته لبيان سبب وكيفية اندلاع النيران فيه، وناظرت جثمان المجني عليه بعد وفاته، وكلفت مصلحةَ الطبّ الشرعي بإجراء الصفة التشريحية على جثمانه وصولًا لسبب وكيفية حدوث الوفاة.
وتم القبض على متهم آخر ممّن شاركوا الأول في ارتكاب الجريمة استجوبته النيابة العامة فيما نُسب إليه من اتهامات فأنكرها، وأمرت النيابة العامة بحبسه احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.
وأوضح صديقه محمد منير رشوان، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، قائلًا: “ده صاحبي اسمه مصطفى سراج مات مقتول، مصطفى كان شغال في مطعم ما في مدينة دمياط الجديدة، ورديتين وبيرجع على السكن بتاع الشغل ينام”.
وأضاف: “وكان ليه جيران الناس دي عاملة شغب في العمارة، ومعروف إن هما مش مظبوطين، مصطفى اتكلم مع الناس وقالهم بلاش إزعاج علشان إحنا بنرجع من الشغل بليل تعبانين ننام ونصحى الصبح على الشغل، الناس معجبهاش الكلام وقالوا يأذوهم”.
وكذب الأهالي والجيران بما قاله الجاني، في اتهام مصطفى سراج بمعاكسة شقيقته، وشهدوا بأنه شاب ملتزم كما أنه متدين لا يقوم بمثل هذه الأفعال، وكانت المفاجأة عندما شهدوا أن الجاني والده في السجن، ويقوم بالشغب هو وأصدقائه في المنطقة التي يسكنها