كتب – محمد جوده
اليوم ذكري ميلاد الفنان ”محمود المليجي“ وهو ممثل مصري، يعتبر واحداً من أشهر الممثلين المصريين في القرن الماضي، ويعد الممثل الأكثر حضوراً في تاريخ السينما والتلفزيون العربي.
روي الفنان الراحل ”عمر الشريف“ تفاصيل قصة وفاة الفنان الراحل ”محمود المليجي“ خلال لقاء قديم على قناة «دريم» قائلا ً :- ”أستاذ محمود مات في إيديا وإحنا قاعدين لوحدنا خالص، كنا بنصور فيلم ”أيوب“ وعندنا أوردر الساعة 10 الصبح في ملهى ليلي بشارع الهرم، جيت أنا في ميعادي ملقتش لا عمال ولا مخرج ولا أي حد، شوية ببص لقيته داخل مع أنه كان طول الليل بيشتغل، هو مات من كتر الشغل اللي عمله في أواخر حياته وهو راجل كبير“.
وأضاف:- ”المليجي جِه قعد معايا، قولتله: والله يا أستاذ محمود أنت الوحيد اللي جيت مفيش حتى عامل جِه.. وفجأة عمل صوت كده وراح، أنا افتكرته بيضحك بعدين لقيته مش معايا، جريت في الشارع أنادي على الناس وأقول: تعالوا شوفوا الأستاذ قولتلهم: تعبان أوي الأستاذ محمود. قالولي: ده مش تعبان، ده مات“.
واخختم:-”الله يرحمه كان حبيبي، كنت بموت فيه، محمود المليجي من أكبر الممثلين في تاريخ مصر، كنت بحب تمثيله أوي، كان ممثل عبقري، عمل حاجات لا تُنسى مع صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وأفلام قديمة كانت حلوة أوي حتى لو كان دوره صغير، زي دوره الصغير في فيلم (غزل البنات)، ظهر وكأنه جان في السينما رغم أن معظم أدواره كان بيطلع شرير، الله يرحم أستاذ محمود“.
محمود المليجي ممثل مصري ولد في عام 1910 بحي المغربلين في القاهرة وترجع أصوله لقرية ”مليج“ بمحافظة المنوفية، حيث تميز بأدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، وتميز أيضا في أدوار رئيس العصابة الخفي، كما قدّم أدوار الطبيب النفسي. ومثل أدواراً أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء
عرف المليجي باسم شرير الشاشة المصرية؛ لكثرة تقديم أدوار الشر في أعماله، ومع ذلك كان بارعاً في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي، كما أدى أيضاً أدواراً كوميدية.
كان المليجي عضواً بارزاً في الرابطة القومية للتمثيل، ثم عضواً في الفرقة القومية للتمثيل، وحصل على جوائز كثيرة منها «وسام العلوم والفنون» عام 1946، و«وسام الأرز» من لبنان عن مجمل أعماله الفنية في العام نفسه، وقد كرمته الدولة المصرية تقديراً لجهوده ولدوره البارز في مجال الفن، فحصل على جوائز عدة، منها «الميدالية الذهبية للرواد الأوائل»، وجائزة «الدولة التشجيعية في التمثيل» عام 1972، و«شهادة تقدير» في عيد الفن عام 1977، وعُيِّن عضواً في مجلس الشورى، وذلك في عام 1980.
بالإضافة إلى ذلك إنضمّ محمود المليجي في بداية عقد الثلاثينيات من القرن الماضي إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، حيث كان يؤدي الأدوار الصغيرة، مثل أدوار الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها مرتباً قدره 4 جنيهات.
ولاقتناع الفنانة فاطمة رشدي بموهبته المميزة رشحته لبطولة فيلم سينمائي اسمه ”الزواج على الطريقة الحديثة“ بعد أن انتقل من الأدوار الصغيرة في مسرحيات الفرقة إلى أدوار الفتى الأول، إلا أن فشل الفيلم جعله يترك الفرقة وينضم إلى فرقة رمسيس الشهيرة، حيث عمل فيها ابتداءً في وظيفة ملقّن براتب قدره 9 جنيهات مصرية.
كما أنه كان عضواً بـارزاً في الـرابطة القـومية للتمثـيل، ثـم عضواً بالفرقة القومية للتمثيل. وكان محمود المليجي فناناً صادقاً مع نفسه، تزوج من رفيقة عمره الفنانة ”عُلوية جميل“ سنة 1939 وبقى مخلصاً لها على مدى أربعة وأربعـين عامـاً حتى وفــاته، كـان إنساناً مع زملائه الفنانين، وأباً روحياً لهم، ورمزاً للعـطاء والبـذل والصمود أمام كـل تيـارات الفن الرخيص، بالرغم من أنه اضطر للعمل في اعمال تجارية في السبعينات مثل «ألو انا القطة» إلا أنه يعد رمزاً لفنان «احترم نفسه فاحترمه جمهوره».