كتب : بشير حافظ
رغم كونها أحد أنواع الرياضات والألعاب التي يرغب الأطفال والشباب في اللجوء إليها لتفريغ طاقاتهم، إلا أن لعبة “الطائرات الورقية” باتت أحد المخاطر التي تهدد حياة المصريين، تحديداً في القري والعزب .
فمع دخول فصل الصيف، كان يتسابق الأطفال في السنوات الماضية إلى إقتناء الطائرات الورقية التي يعدونها بأيديهم، ويتفنن كل منهم بإخراجها بالشكل والحجم واللون والتصميم الذي يريد.
وتتكون تلك الطائرات من “أعواد البوص، والأكياس البلاستيكية، بالإضافة إلى مجموعة من الورق، وخيوط الحرير”.
تلك الطائرات يصنعها الأطفال، وتستغرق صناعتها قرابة الثلاث ساعات، لكنها ربما تكون “قاتلة” في بعض الأوقات، تحديدا إذا ما إحتدم اللعب بين المتنافسين فيها، نظراً للجوء البعض فوق أسطح العمارات والمنازل ذات الإرتفاعات الشاهقة والإنشغال باللعبة دون الإهتمام بمناطق الأمان فوق تلك الأسطح.
وبالرجوع إلى قوانين تلك اللعبة، فبعد الإنتهاء من صناعة الطائرة الورقية، كان بعض الأطفال والشباب ينظمون مسابقة فيما بينهم، من يعلو ويحلق بطائرته أكثر يكون هو الرابح.
وحينها، كان يقف الأطفال في صف واحد، يمسكون بأيديهم الخيط الحرير الخاص بالطائرة، يبدءون في تحليقها، فتعلو الطائرات الورقية إلى أمتار قليلة، ثم تظهر إحترافية كل طفل عن الآخر بمحاولة العلو بطائرته لأمتار أكثر في الهواء، وتبدأ المنافسة، فمنهم من يزود الطائرة الخاصة به، بعدد من الأوراق التي تجمع عدداً من الأشكال أثناء تحليقها في الهواء، ومنهم من يدوّن اسمه عليها.
وتنتهي المسابقة بعد إنتهاء الوقت الذي خصصه الأطفال، ومن تعلو طائرته لمسافة عالية؛ يكون هو الفائز، وتستمر المسابقة لأوقات كثيرة.
ففي الماضي كان يتنافس الأطفال فيما بينهم لإمتلاك تلك الطائرات، كما تنافسهم في حيازة خيوط طويلة تضمن تفوق تحليق طائراتهم الورقية على طائرات الآخرين”.
لكن في الأيام الحالية تغيرت قوانين تلك اللعبة، والتي باتت تمثل أحد المخاطر، فاللعبة بات التنافس فيها على غير العادة، فكل شخص يعلو فوق بنايته يمسك بطائرته الورقية ويبدأ في تحليقها بالهواء وبإرتفاعات كبيرة، ليأتي شخص آخر، يقوم بإصطياد تلك الطائرة، وهنا تكون الكارثة، نظراً لإنشغال كل شخص بعدم إسقاط طائرته، دون الإهتمام بإرتفاعاته ومكانه المرتفع فوق سكنه.
حمادة سعيد أحد أهالي مركز أبوحماد ، قال إن الطائرات الورقية رغم كونها أحد الألعاب الترفيهية بالقرى، إلا أنها قد تنهي حياة الأشخاص ممن يلعبونها، وبالفعل فتلك اللعبة قتلت بعض الأطفال من قبل في قريتنا، بسبب عدم إنتباههم وهم يلعبونها، بعد أن سقطوا من إرتفاعات مختلفة ولقوا حتفهم.
وأضاف سعيد رمضان، أحد أهالي مركز الحسينية ، أن الأطفال يقضون أوقاتهم كل عام في تلك اللعبة، تحديداً في فصل الربيع، والتي لها قوانينها المختلفة، لكنها الآن باتت تمثل خطراً كبيراً بسبب لجوء لاعبي تلك اللعبة للإرتفاع فوق أسطح المنازل.
وأضاف: إبني رغم صغر سنه والذي لا يتجاوز 7 سنوات، إلا أنه متمسك بتلك اللعبة، ويريد الصعود فوق المنزل والتحليق بطائرته الورقية ولا يبالي مخاطر وعواقب الإرتفاعات فوق المنزل.
يذكر أن لعبة الطائرات الورقية، كانت أحد أهم الألعاب القديمة، والتي كانت أحد مظاهر الإحتفالات في فصل الربيع، نظرا لشدة الرياح وإستمرارها في تلك الفترة.