تقرير – ابتهال خيري
شهدت قرية العزيزية التابعة لمركز ومدينة منيا القمح داخل محافظة الشرقية حادث آليم، ناتج عن إنهيار الكوبري القديم «ولاية الري»، مما نتج عنه سقوط سيدة وطفلتها في بحر مويس، وعلى الرغم من إنقاذ السيدة بواسطة الأهالي، والتي نتج عنه إصابة الشاب “طارق. ع” بجرح قطعى كبير في القدم عندما نزل البحر من أجل انقاذها، إلا أنه لم يتم العثور على طفلتها “سيلين.م.ن” البالغ عمرها ثمان أيام.
وفى مساء الجمعة، عثرت قوات الإنقاذ النهري على جثمان الطفله الرضيعة «سيلين»، بعد أن استمرت عمليات البحث منذ مساء الخميس، وأمكن العثور على الجثمان يطفو فوق مياة قرية الخرس، وذلك بعد إتصال هاتفي يفيد بوجود جسم يشتبه بأنه الطفلة المفقودة يطفو عند كوبري قصر الثقافة بمنيا القمح وطلبوا من أهل القرية معرفة الملابس التى ترتديها الطفلة، وبعد التحقق من الملابس تحركت على الفور مجموعة من الأهالي لهناك وتم انتشال الطفلة التي كانت ضحيه سقوط الكوبري المتهالك.
ويعد كوبري العزيزية القديم الشريان الرئيسي لعبور المواطنين من وإلى ضفتي البلدة، فقد تم انشاؤه عام 1880م، ويربط ضفتي المجرى المائي ما بين جانبي القرية، فله أهمية كبرى خاصة للأطفال عند ذهابهم إلى المدارس كما يُسهل على أهالي القرية عملية المرور بين البر الأول والثاني، والكوبري عمره ما يقرب من 142 سنة، فهو كوبري أثري منذ الإنجليز.
وبسؤال الأهالي عن الكباري المتواجدة فى العزيزية، قال «أحمد سراج »: “هناك الكوبري الجديد لعبور السيارات على وشك حدوث كارثة، ففي منتصف الكوبري هناك «بيارة» سقطت، وهو شبه متهالك وقاب قوسين أو أدنى، وهو كوبري حيوي فعندما يحدث أعطال أو تحديثات فى الطريق السريع «طريق بنها الزقازيق»، تعبر من خلاله السيارات، أما عن كوبري المشاة، فبسبب عوامل التعرية والمياة، يحتاج صيانة هو الآخر”.
وأكمل حديثه قائلاً ” عندما تقدمنا نحن أهالي قرية العزيزية بطلب إلى محافظ الشرقية بعد واقعة الحفار، من أجل صيانة الكوبري، كنا نتحدث بأن ذلك سبب سرعة انهياره، بسبب الصندل الذي يزن حوالي طن، بالإضافة إلى الحفار، الموج كان يؤدي ألى إصطدامه في جسم الكوبري، حتى الكاميرا المتواجدة في المحيط كانت تهتز”.
وأضاف “أما بخصوص رد المسئولين فكان بإصلاح الكوبري بجهود الأهالي، وهذه تُعد تكلفه عالية، فما كان من المسئولين إلا أن يتم إغلاقه بصدادات أسمنت بها فوارق، بدلًا من إصلاحه أو حتى إغلاقه كاملا بطوب واسمنت، فماذا عن تلك المسافة التي تعد بعيده بالنسبة لكبار السن، وغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وأختتم “لم يحدث أي تجديد أو ترميم للكوبري القديم من قبل، والكارثة كانت على مرمى ومسمع من الجميع ولكن المسئولين لم يلتفتوا لنا، والحل بسيط أين خطة حياة كريمة بالنسبة لذلك الكوبري الذي يعد كابوس لكل مار عليه، فما المانع أن يتم الصيانة منذ البداية حفاظا على أمن وسلامة المواطنين”.
وإلى جانبه أوضح المواطن «محمود خليفة» مسئول رابطة شباب العزيزية: “كوبري السيارات يزن حمولة 70 طن على وشك الإنهيار بسبب العربات الكبيرة وتحدثنا مع المحافظ والمسؤولين لمنع مرورها، ومرورها من كوبري آخر خاص ببلدة جنب العزيزية، ولكن للأسف لم يحدث”.
وأتم مسؤول رابطة شباب العزيزية: “مفيش مسئول هيسمعنا، لو كانوا عايزين يسمعوا، كانوا سمعونا من زمان، جايين يتحركوا بعد ما الكارثة حصلت، بنتمني حد يسمع الناس الي تحت، لأن المسؤولين مبتسمعناش”.
وفي سياق متصل صرح مجلس مدينة منيا القمح «ردًا على تلك الواقعة» “أن سبب إنهيار الكوبري هو تآكل بعض المواسير الحاملة له بسبب الصدأ، وأنه قد تم إغلاقه بالصخور ولحام الحديد قبل شهرين من الحادثة”.
وعلى الرغم من أن مجلس المدينة ذكر أن هناك كوبري لعبور السيارات على بعد 100 متر جهة الوحدة المحلية بالعزيزية، كما يوجد كوبري آخر لعبور المشاة على بعد حوالي 200 متر جهة مبنى التأمينات، إلا أن أهالي القرية جاء صراخهم بأن تلك الكباري المشار إليها بها مشاكل فى الأساسيات مطالبين بسرعة التحرك لصيانتهم قبل وقوع حادث آخر وخيم.
وعلى الجانب الآخر، بالرغم من إعلان مجلس المدينة أن سبب إنهيار الكوبري هو التآكل والصدأ، إلا أنه بالبحث تبين أن فى شهر مايو الماضي وتحديدًا فى 15-5-2022، كانت وزارة الري تجري أعمال تطهير للمجرى المائي ببحر مويس، وحينها قام سائق الحفار المتواجد على صندل فى المياة بالاصطدام عدة مرات بجسم الكوبري، الأمر الذي أدى إلى تصدع واضح بالكوبري، وقد ظهر ذلك فى كاميرات المراقبة المتواجدة فى المنطقة، كما أن سائق الحفار صغير السن وغير متمرس مما أدى إلى عدم تحكمه فى الحفار أثناء التطهير، وهو ما تسبب بعدها فى انهيار الكوبري.
جدير بالذكر أن المحافظ أعلن أنه أمر المهندس محمد عبد الوهاب رئيس مركز ومدينة منيا القمح بالتنسيق مع قوات الأمن والإنقاذ النهري وهندسة رى منيا القمح بسرعة التوجه إلى كوبرى المشاه بقرية العزيزية، وذلك عقب وصول بلاغاً إلى غرفة الأزمات والكوارث يفيذ بسقوط جزء من الكوبري (ولاية الري) والذي أدى لسقوط سيدة وطفلتها في بحر مويس واللتين تصادف مرورهما بالمخالفة على الكوبري فسقطتا في بحر مويس وتم إنقاذ السيدة (د. ع. أ) بواسطة الأهالي وجاري البحث عن الطفلة (س. م. ع).
أوضح المحافظ أنه تم عمل محضر انضمامي بتاريخ 18/5/2022 بحضور أعضاء اللجنه المشكلة من رئيس الوحدة المحلية بالعزيزية والقسم الهندسي والمتابعة الميدانية والأزمات والكوارث وهندسة الرى للوقوف على حالة الكوبرى القديم بقريه العزيزية على الطبيعة وتبين تآكل بعض المواسير الحاملة للكوبري بسبب الصدأ مما أدى إلى ميوله، مما يمثل خطر داهم علي حياه المارة وتم إخطار الشرطة لإتخاذ ما يلزم من إجراءات.
ليصدر المحافظ تعليماته في مايو الماضي بإغلاق الكوبرى نهائياً بالحديد والكتل الخرسانية لمنع مرور المواطنين عليه حرصاً على أرواح المواطنين ولحين إنتهاء هندسة الري من أعمال الإصلاح والترميم وبالفعل تم غلق الكوبري ومنع السير عليه.
ومن جانبه أوضح رئيس مركز ومدينة منيا القمح بأنه تيسيراً لحركة المواطنين تم تفعيل حركة سير السيارات من خلال كوبري على بعد 100 متر جهة الوحدة المحلية بالعزيزية، فضلاً عن وجود كوبري آخر لعبور المشاة على بعد حوالي 200 متر جهة مبنى التأمينات والإثنان يعملان بشكل جيد لتيسير حركة السيارات وعبور المواطنين بشكل آمن ليكونا بديلاً عن الكوبري المغلق والمتهالك ولحين الإصلاح.