كتبت ناديه ديهوم
الامومة شعور إنساني يتضمن حروف رقيقة تجسد أسمى معاني الطمأنينة والحنان والحب، وترسم الابتسامة والفرح على وجه كل من يسمعها، فالمرء من دون أمه يصبح وحيدًا غريبًا لا وطن له ولا هوية، فالأم هي ونيس الماضي و رفيق الحاضر و مصباح المستقبل.
من أجل ذلك كان لابد من تخصيص عيد لها وحدها _وكل الايام في حضرة الام عيد_، ليحتفل به العالم أجمع يوم 21 مارس من كل عام، ليكون رمزًا وتكريمًا لها على ما بذلته وما زالت تبذله من أجل الأبناء.
سيدات بذلوا الكثير من العناء من أجل استمرار حياة أبنائهم على الرغم من قلة المال، فمهنم من عمل بمهن شاقة ومنهم من ضحى بعمره من أجل حياة أبنائهم وتعليمهم أفضل تعليم، فعندما تربي أم ولدها وتعلمه ليصبح طبيبًا أو مهندسًا تستحق تلك الأم لقب “الأم المثالية” عن جدارة.
أم أشرف صمود الجبال:
تبيع السيدة أم أشرف صاحبة الـ50 عامًا طرح وإكسسوارات بأحد محال الجيزة، ولها قصة تختلف عن القصص التي نراها بالشارع المصري، فاضطرت إلى بيع الطرح وغيرها منذ زمن بعيد بسبب زوجها الذي كان “حاطت إيده في المياه الباردة” حسب قولها، فتركت كل الهموم التي حملتها على عاتقها من أجل أطفالها الصغار حتى ترعرعوا في خيرها.
ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وانقلب عليها ابنها بعد زمن كبير، وهمت بالبكاء حينما تذكرت قسوة قلبه عليها، وعدم سؤاله عنها قائلة: “مش بيسأل عليا وبعد ما وقفت جنبه وربنا كرمه بقى بيعدي جمبي بعربيته ميقوليش إزيك رغم إنى مقصرتش معاه كبرتوا وصرفت عليه وجوزتوا، ورغم كل ده بدعيله عشان هو حبيبى ونور عينى برضو”.
ولدى أم أشرف 9 من الأبناء 7 إناث وولدين، عملت السيدة طوال حياتها لتربيهم وأتمت زواج بعض الإناث وتعليم الباقيين بالجامعات دون مساعدة من أحد.
أم عبدالرحمن بائعة خضار :
تعمل أم عبدالرحمن منذ 8 سنوات بسبب حبها للعمل، قائلة: “بحب الشغل جدًا، وإن يبقى معايا فلوس دائمًا، الدنيا غليت والمصاريف زادت فكان لازم أساعد زوجي في المعيشة والظروف الصعبة، عندي ولدين وبنت في مراحل التعليم الثانوي والإعدادي وتكاليف مصاريف التعليم كبيرة جدًا.
وتضيف أم عبدالرحمن: “أصعب إحساس لما ابنك يطلب حاجة ومتقدرش تجيبها له، عشان كدا إحنا بنشتغل ليل ونهار علشانهم”.
السيدة هبة:
هبة وليد تعمل بائعة في أحد المحال بالجيزة، لديها ولدين و3 بنات في مراحل التعليم المختلفة، حملت لقب مطلقة في ريعان عمرها، وهم الأب ليخرج نهائيًا من حياتهم بإرادته وترك لها المسئولية الكاملة، ولكنها وضعت أطفالها أمام أعينها وسعت ليدخلوا المدرسة، فعملت هنا وهناك وأصبح يومها مليئا بالأعمال الشاقة المرهقة، وبعد عودتها إلى منزلها تغرق في دروس أطفاله ومذاكرتهم.
السيدة فتحية إبراهيم :
بعد ظروف صعبة مرت على زوجها حينما قل دخله، بادرت فتحية إبراهيم بائعة الخضار بتولي دفة المسئولية، تستيقظ الأم الأصيلة بعد رفع آذان الفجر لتأخذ مكانها في السوق بين البائعين، لتوفير الدخل المادي الذي يكفي بناتها الأربعة وولديها، وبالفعل قامت هي وزوجها الذي يعمل في البناء بتوفير كل ما يحتاجه الأطفال حتى انتهوا من رحلة تعليمهم التي كانت أهم خطوة بالنسبة لهما وتزوجوا.