كتبت – داليا حسام
المشاعر هي حالة ذهنية تظهر بشكل طبيعي، و تلقائي في الجهاز العصبي بدون بذل جهد، تتطلب منا ردة فعل إما إيجابية أو سلبية، وهذه المشاعر تقوم بعمل تغييرات فسيولوجية ،وسلوكية و إدراكية مختلفة.
عند الخوف تحصل تغييرات فسيولوجية، ك كبر بؤبؤ العين وزيادة نبضات القلب ،وضيق في النفس وغيرها، أما عن التغييرات السلوكية ك الجري لحماية أنفسنا أو الإغماء، أما إدراكا ك ربط الخوف بشيء معين، وعند حدوث هذا الشيء تحصل التغييرات الفسيولوجية والسلوكية التابعة للخوف.
علميا المشاعر عبارة عن مجموعة من الكميائيات يقوم الدماغ بفرزها مثل (الأدرينالين – ابينيفرين – سيراتونين)، هذه الكميائيات تنتقل ل لأجزاء المختلفة في الجسم عن طريق الجهاز العصبي، وبتأثر عليه لمدة 6 ثواني فقط.
يعتقد الباحثون أن هناك عدد كبير من المشاعر العالمية، التي يشعر بها البشر في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن خلفياتهم و ثقافتهم، كما أن المشاعر ممكن أن تكون ذاتية وخاصة للغاية تتراوح شدتها من شخص إلى آخر.
كما أنه يوجد مشاعر تسيطر على كثير من جوانب حياتنا، بوعي أو بدون وعي، وتلعب دور كبير في التأثير على سلوكنا وأفكارنا.
فتخيل حياتك بدون مشاعر، ممكن البعض يفكر أنها ستكون أسهل بكثير، ولكن فعليا إذا عشنا حياة بدون مشاعر، لخوفنا من المشاعر السلبية كالألم مثلا، لكن أيضا سنخسر مشاعرنا الإيجابية التي ممكن العيش والاستمتاع فيها، كالفرح والحب والأمل والحرية والثقة وغيرها من المشاعر الإيجابية.
فمشاعرنا هي التي تجعلنا نحب الحياة ونستمر فيها، فمثلا حتى تشعر بالراحة لابد أن تتعرف على نقيدها وهو الألم، وحتى تشعر بالفرح لابد أن تعيش نقيده وهو الحزن، فكل شعور مطلق لا تشعر به حتى تعيش نقيده.
في دراسة قاموا فيها مجموعة من العلماء ل 13 ألف مريض لديهم أعراض لممارسات عنف خطير، فتدخل علماء الجارحين وقاموا بإحداث بشكل متعمد ضرر في منطقة الإحساس بالدماغ، وكانت النتيجة أن المرضى تخلصوا من العنف لكن فقدوا أيضًا الشعور بكل العواطف المختلفة، أصبحوا مثل الروبوتات، على قيد الحياة ولكن غير قادرين على عيش لذات الحياة.
فنحن نمتلك مشاعر وعواطف، حتى نشعر بلذات الحياة، ويصبح للحياة معنى، حتى لو كانت المشاعر سلبية، فممكن أن يكون لها جوانب إيجابية، وخاصة إذا عرفنا كيفية إدارة هذه المشاعر.