كتبت : بسمة بحار
“محمد عبد الله” 21 عاماً شهيد الشهامة والرجولة الذي دفع حياته ثمنا للدفاع عن جاره، وقتل غدرا على يد أسرة كاملة بموقف الأردنية بمدينة العاشر من رمضان.
بدموع غزيرة لن تتوقف من الحزن على رحيل فلذة كبده، قال “عبد الله أحمد” 45 سنة مزارع من مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، والد المجنى عليه، إنه مزارع بسيط يعمل بالأجر اليومي بالحقول بالحسينية، ولديه أربعة أبناء “محمد” و”أحمد” و”أسماء” و”إيمان” وترك مركز الحسينية منذ خمسة سنوات متوجها للعيش بمدينة العاشر من رمضان بمسكن بالإيجار، ليعمل ونجليه فى أحدى الشركات، ولكن بعد عامين من استقراره بمدينة العاشر تعرض لظروف صحية أقعدته عن العمل، وتكفل نجله الأكبر “محمد” بمصاريف الأسرة كلها.
وتابع الأب المكلوم: “محمد” من عمر 17 سنة وهو سند معايا على أعباء الحياة كتفه جانب كتفى فى العمل، ولما شافنى بتوجع قالى ارتاح أنت يابا، وبدأ يعمل فى الصباح فى مصنع لتصنيع الأجهزة الكهربائية وفى المساء عدة ساعات بأجر يومى يكفي متطلباتنا من إيجار ومأكل، لدرجة أنه اقترض دين على نفسه لزواج شقيقته “أسماء” وكان ربنا معين معاه، ورفض الزواج من أجلنا، إلى أن رحل عنا ودفع حياته ثمنا للشهامة.
وعن يوم الحادث يروي الأب تفاصيل اليوم الذى لا يريد أن يتذكره بعد أن شاهد فلذة قلبه ينازع الحياة أمام عيناه، قائلا: يوم 19 أكتوبر الماضى، نجلى أنهى عمله فى المصنع، واستقل سيارة سرفيس خط 4 بموقف الأردنية بمدينة العاشر من رمضان مع سائق يدعى” هشام” جارنا فى السكن، وبعد تحميل السيارة وأثناء محاولة “هشام” الخروج بها من الموقف فوجئ بسيارة سرفيس يقودها سائق يدعى” صلاح” تقف أمامه وترفض خروجه وحدثت بينهما مشادة بسبب أولوية التحميل، وقام “صلاح” بالتعدى على “هشام” برفقة عدد معه، فتدخل نجلى للدفاع عن “هشام” وحدثت مشاجرة بينهما، قام على أثرها أهل الخير بالموقف بالفصل بينهما.
وأضاف الأب وقلبه يحترق من الحزن: بعد المشاجرة بساعات تلقيت إتصال من سائق بالموقف يطلب منى الحضور رفقة والدة “هشام” للصلح بين الطرفين وعدم تجديد الشجار من جديد، وبالفعل امتثلت له وتوجهت رفقة والد “هشام” إلى الموقف وجدنا الطرف الثانى” صلاح” ومعه شقيقه”أحمد” ووالدهما يدعى” على” وقدمنا لهم كل الأعتذار بالرغم من أن الغلط جاء من ناحيتهم، ولأننا نخاف على أبنائنا تم مرضاتهم لكن والد” صلاح” أصر على حضور ابنى”محمد” وجارنا”هشام” لمراضاتهم على نجليه” صلاح ” و” أحمد” وبالفعل حضر نجلى ومعه”هشام” وأثناء حضوره تم الغدر به، وقام “على” والد المتهم بمسكه من ذراعه الأيمن، وقال لنجله “صلاح” خلص عليه وخليه عبرة فى للموقف عشان تعرف تدخل الموقف وأنت راجل بعد كدا، فقام شقيقه “أحمد” بتوثيق ذراع نجلى الثانى حتى يطعنه” صلاح” طعنة نافذة بالقلب، واسرعت والدة المتهمين بصفع نجلى بالقلم وهو ينازع الروح، والأمر كله أمام عينا وكأنه حلم لم أتمكن من إنقاذ نجلى، وأسرعت به غارقا فى دمه إلى مستشفى ابن سينا، وتم تحويله إلى مستشفى الزقازيق الجامعى، ومات فى الطريق داخل سيارة الإسعاف قبل وصول المستشفى.