كتبت – وفاء العسكري
تعمل وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، على تنفيذ العديد من المبادرات الرئاسية منها المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”، للحد من الهجرة غير الشرعية، والتي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكلفت الوزارة بتنفيذها خلال الجلسة الختامية، لأعمال منتدى شباب العالم، الذي عقد عام 2019.
قامت مصر بإجراءات حاسمة على مدار السنوات الماضية، لمواجهة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى ما تم إتخاذه من إجراءات، لضبط الحدود لمنع خروج مهاجرين غير شرعيين عبر السواحل المصرية، الأمر الذي أسفر عن أن سواحل مصر، لم تُبحر منها أي مركب غير شرعية منذ العام 2016، وهو ما حظى بإشادة وتقدير دول العالم.
وفي هذا الصدد، لا تزال المبادرة الرئاسية “مراكب النجاة”، التي تنفذها وزارة الهجرة، للتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، والحد منها، مستمرة في تحقيق أهدافها في مختلف محافظات الجمهورية، لا سيما الأكثر تصديرًا لتلك الظاهرة، فضلًا عن أنها تتماشى مع تحقيق أهداف المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”.
عملت وزارة الهجرة على تنفيذ تلك المبادرة في 72 قرية تابعة لـ 14 محافظة، هم الأكثر تصديرًا للهجرة غير الشرعية، بوعي كبير وإدراك واسع لكافة جوانب ظاهرة الهجرة غير الشرعية، التي تجذرت عبر عقود طويلة، مما جعلها ثقافة لدى بعض القرى المصرية، وحل غير آمن أو شرعي أمام الشباب المصري، الراغب في الهجرة للخارج.
لم يتوقف الأمر عند ذلك، بل إنه بالتعاون بين وزارات الهجرة والإسكان والصحة، بشأن تنفيذ مبادرتي “مراكب النجاة” و”حياة كريمة”، تم تسليم 54 مركب صيد لصغار الصيادين، بمحافظتي أسوان والدقهلية، وكذلك إعداد دليل التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، بجانب إعداد دليل تدريبي للمتدرب للتوعية بمخاطر الهجرة غير النظامية.
أكدت الوزارة على أهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة، وحرصًا منا على تعميق الولاء، والإنتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، فقد أطلقت الوزارة المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”، والتي تستهدف مواجهة حرب طمس الهوية، لدى أبناء مصر في الخارج، من الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس، وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم.
أطلقت وزارة الهجرة المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية “اتكلم عربي”، تحت شعار “جذورنا المصرية”، لتعريف أبناء المصريين بالخارج، أيضًا بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة، وذلك من خلال المعسكرات التفاعلية، والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي، بإستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية، ومشاركة نحو 45 طفلًا وبالتعاون مع شركة الزمرة.
قامت الوزارة بتنظيم عدد من الرحلات التفاعلية، لأبنائنا من الجيل الثاني والثالث والرابع بالخارج إلى مصر، لبث روح الوطنيه وتعريفهم بجذورهم المصرية، وبحضارتهم العريقة، حيث تم تنظيم معسكري “لوجوس”، بالتعاون مع الكنيسة القبطية كل واحد منهم لحوالى 200 شاب وفتاة على مدار العام في أغسطس 2022، وأغسطس 2023.
التقوا في الأولى منها برئيس مجلس الوزراء، وقاموا بجولة في العلمين وفي الثانية بجولة في المتحف المصري الكبير، كما تم تنظيم عدد من المعسكرات مع مدرسة فيلوباتير الكندية، والتي تم خلالها تنظيم رحلة للأبناء إلى قناه السويس، وإلى الصاعقة كما تم تنظيم معسكر للتحفيز الوطني، تم تنظيمه لعدد من شباب الدارسين، وبث فعالياته في فيلم “مصري” خلال احتفالات شهر أكتوبر 2022.
عقد عدد من الندوات التثقيفية التي تستهدف أبنائنا في الداخل، من المتعلمين في المدارس الدولية في مصر، وأبنائنا في الخارج من الجيل الثاني إلى الخامس من أبناء المصريين، لاهتمامنا بغرس جذور اللغة العربية في وعي أبنائنا بالداخل والخارج، والإحتفاء بالشخصية المصرية وتاريخها وإرثها الحضاري، وكان آخرها بالتعاون مع وسيم السيسي وميسرة عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة للشئون الأثرية.
تجدر الاشارة إلى الإجتماع التنفيذي الذي عقد في شهر سبتمبر من عام 2023، مع مركز البحوث الإسلامية لمشيخة الأزهر، والذي عقد التخطيط لبرامج التعاون المشترك، بما في ذلك من خلال مبادرة “اتكلم عربي”، لتعليم الجاليات المصرية والأبناء اللغة العربية، والحرص على حل المشكلات الإجتماعية، وإرساء للتميز الثقافي المصري، وتعريف الجاليات بصحيح الدين والعادات والتقاليد المصرية.
حرصت وزارة الهجرة على استكمال جهود المبادرة الرئاسية “إحياء الجذور”، على دعم أواصر التعاون مع الجاليات التي عاشت على أرض مصر، فجاء استضافتها للإجتماع الوزاري السابع لوزراء الهجرة من مصر، وقبرص، لتعزيز التعاون في المجالات الإقتصادية والسياحية والثقافية، بينهم وذلك في شهر نوفمبر من العام 2022، ولقاء الجالية اليونانية والقبرصية في الإسكندرية في شهر يوليو من العام 2023.
شاركت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العالمي للمغتربين، والذي افتتحه الرئيس القبرصي نيكوس كريستدوليدس، وبحضور أعضاء الحكومة القبرصية، وكبار مسئولي الدولة وعلى رأسهم رئيسة البرلمان القبرصي أنيتا ديميتريو، وجورجيوس رئيس أساقفة الكنيسة القبرصية، وعدد كبير من المغتربين القبارصة من شتي أنحاء العالم.
عقدت وزيرة الهجرة عددًا من اللقاءات الثنائية مع الوزراء القبارصة المعنيين، بملفات الهجرة والمغتربين والمبادرة الرئاسية “العودة للجذور”، بالإضافة إلى نائب وزير الخارجية اليوناني، والمفوض السامي الأرميني لشئون المغتربين، كما عقدت سيادتها لقاء موسعًا بالجالية المصرية في قبرص والقبارصة، ذوي ألاصول المصرية الذين عادوا لقبرص.