تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل وضوح وشفافية، مؤكدا سعة صدره لأي نقد، للمخرجة الشابة ساندرا نشأت، فى فيلم حمل عنوان “شعب ورئيس”، موضحًا كل الجوانب الإنسانية، والاجتماعية فى حياته، بالإضافة إلى القضايا الشائكة التى تشغل بال المصريين.
وقال الرئيس السيسى، فى حواره الذى نقله التليفزيون المصرى، والقنوات الفضائية المصرية، منذ قليل، إنه لا يفكر فى كتابة ما قام به من أعمال فى سجلات التاريخ، وإنما ما يشغل ذهنه فقط هو أن ينال ما يقوم به رضا الله سبحانه وتعالى.
وتابع الرئيس: “عمرى ما بحثت عن التاريخ فى أى تحرك أقوم به”، مستطردًا: “التاريخ عندى هو اللقاء مع الله سبحانه وتعالى، لأنى ممكن أبقى ناجح جدًا… ويكتب التاريخ عنى عبارات جميلة ورائعة…. ومش كسبان مع ربنا… يبقى كسبت إيه؟!…. ربنا مطَّلع على الأسرار والنوايا، وعلى الظروف.. وبالتالى، فإن حكم الله يبقى مطلقًا فى العدالة والرحمة”.
وأشار الرئيس إلى أنه لا يكون سعيدًا عندما يتم إفراغ الشارع أثناء انتقاله من مكان إلى آخر، وأنه يريد دائمًا أن يكون وسط كل الناس، وهو الأمر الذى يعانى من عدم توافره.
وأكد السيسى أن أولاده حينما يناقشونه فى أمر ما يكون كل همهم ألا يأخذ قرارات صعبة، فيرد عليهم: “أنا عملت معاكوا كده، أنا برضو كنت معاهم مش سهل عشان يبقوا كويسين”.
وعندما سألت ساندرا نشأت الرئيس عن الخاتم الذى يرتديه دائمًا، فقال: “ده هدية غالية علىَّ أعطاه لى والدى وأعتز به ومبخلعوش من إيدى أبدًا”.
وعن طموحاته وهو لا يزال صغيرًا، قال الرئيس: “محلمتش إن أنا أكون رئيس جمهورية فى أحلام يقظة.. وكان نفسى أكون ضابط طيار، وعلشان كده دخلت الثانوية العسكرية”، متابعًا: “أنا خلصت الإعدادية عام 1970، وكانت البلد ساعاتها تعيش فترة صعبة وقاسية جدًا فى أعقاب حرب 1967، فتمنيت أن أكون عسكريًا حتى أرد حق مصر”.
وأكد السيسى أن الأسرة المصرية فى الماضى كانت لا تخشى على أبنائها مثلما يحدث اليوم، وكان الخوف طبيعيًا، وليس بشكل مبالغ فيه، إذ كان الأهالى أكثر اطمئنانًا على أبنائهم من الوقت الحالى.
وتابع الرئيس: “كنت أعيش فى حى شعبى، وأمى كانت على علاقة طيبة بالجميع، وكانت تحدثنى وتشرح لى كل شىء، وتقول لى متخدش حاجة مش بتاعتك، وكان الحلال والحرام والعيب هو الغالب”، مستطردًا: “كل أم وأب لازم يبقوا عارفين إنهم خدوا من آبائهم أشياء كثيرة، وأمى كانت تقولى أنت مخلص ما تخفش”.
وعن أكثر شخص تأثر به الرئيس، قال: “عمى الكبير محمود، والذى توفى قبل 45 عامًا، نظرًا لعطائه الشديد دون مقابل وإصراره وعزيمته وبساطته، رغم أنه لم يأخذ حقه فى التعليم”.. وبسؤاله عما تعلمه من عمه، أجاب: “العطاء بلا مقابل”، موضحًا أن محبة الناس وتقديرهم له أهم ما يشغله حاليًا.
وفيما يخص رهانه على الشعب، أكد أن المواطنين استجابوا لدعوته حينما طالبهم بالنزول فى 30 يونيو من أجل إعطائه تفويضًا، قائلًا: “المواطنين لم يشاركوا إلا حينما أحسوا بخطورة على بلدهم، وكانت هذه رسالة للعالم أجمع بأن الشعب المصرى له إرادة، وهناك أشخاص فى الخارج يسعون لتشويه مصر”.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه تربى فى حى الأزهر الشريف الذى يضم أبرز الأماكن الدينية المحببة إلى قلوب المصريين، لافتًا إلى أن أهالى تلك الأماكن لم تفرقهم النزاعات الطائفية أبدًا وكانوا يعاملون المسيحيين مثل إخوانهم، مؤكدًا أن ما حدث يوم 3 يوليو عام 2013 لم يكن بهدف سلطة ولا مؤامرة وإنما كان تلبية لنداء الملايين.
وشدد الرئيس السيسى على أنه دعا الله تعالى وتحدث بقلب مفتوح معه فيما يفعل فى هذا اليوم، لافتًا إلى أن الإخوان لو كان عندهم إنسان يقدِّر الموقف لدعوا إلى انتخابات رئاسية مبكرة، لأنها كانت أفضل الحلول لتلك الأزمة.
أما عن ذكاء المصريين، فقد أكد الرئيس أن “المصرى شاطر وحدق ويتميز بالقدرة على الاستيعاب والذكاء، ومدرك وفاهم وعارف مقومات النجاح”، متابعًا: “مفيش قوى قدرت تغير المصريين حتى أصحاب الدين، مغيروش لكن شوشوا شوية، وعيب المصريين يتمثل فى قلة الصبر”، ستطردًا: “الشعب المصرى ذكى للغاية، وقد يرى سلبيات لكن حينما يختار يعيد التفكير أكثر من مرة ويفكر من منظور آخر يغلب صالح الدولة على صالحه الشخصى”.
وعن الزعيم جمال عبد الناصر، أكد الرئيس أنه كان شخصًا وطنيًا شديد الحب لوطنه، و”السادات كان عايز يعمل إصلاح اقتصادى، وكان فى الحرب والسلام سابق عصره.. لكن تحديات مصر أكبر من كل الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك ومرسى والسيسى”.
وشدد الرئيس على ثقته الكبيرة فى المواطنين، موضحًا أنه يستمع إلى جميع المشاكل والأزمات التى تخص المواطن المصرى من المحيطين به، لافتًا إلى أنه يعطى مساحة كبيرة للحديث بين الزملاء من مسؤولين وعمال وجميع الفئات، حتى يمكنه كسر حاجز الخوف بينهم، ونقل له ما يعانى منه المواطن، متابعًا: “الجميع على قلب رجل واحد، فليس هناك أحد يعلو على أحد، لأن ما يهم حاليًا هو مصلحة البلاد”.
وبالحديث عن سيناء، أكد السيسى أن مرحلة تثبيت الدولة فى نهايتها، ولو وُفقنا فى سيناء، وتمكنا من دحر الإرهاب بنسبة 90%، تكون تلك بداية جيدة، متابعًا: “نأمل أن تنجح العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 فى القضاء على الإرهاب، وسنبدأ فى عملية التنمية الحقيقة فى سيناء كى يشعر بها المواطنون، فهناك دول عديدة استغرقت سنوات طويلة فى حربها على الإرهاب وتحقيق مثل ما حققناه فى سيناء”.
وبعد أن شاهد الرئيس فيلمًا عبارة عن لقاءات مع عدد من المواطنين معبرين عن رأيهم في الرئيس وما تتخذه الدولة من إجراءات، قال السيسى، إنه لا حجر على رأى أى مواطن فى مصر، مؤكدًا أن المواطنين لهم مطلق الحرية فى النقد كما يريدون، وإنما المرفوض فقط هو التحريض على الفساد أو تدمير الدولة.
وأضاف: “ليه اللى جاب 5 عيال مسألش نفسه هيربيهم إزاى؟.. أنبوبة البوتاجاز ثمنها الأصلى 130 جنيه.. وبنديها للمواطن بـ 30 جنيه بس”، مستطردًا:” الوقود أيضًا، الدولة بتدفع 40 أو 50% من ثمنه الحقيقى.. المواطنين دلوقتى بقى عندهم بطاقات تموين، وكان نصيب الفرد 15 جنيه.. دلوقتى بقى 50 جنيه.. وكمان إحنا وفرنا من 700 إلى 800 ألف وحدة إسكان اجتماعى حاليًا للمواطنين، بالإضافة إلى ضم حوالى 2 مليون مواطن فى برنامج تكافل وكرامة”.
وتابع: “اقتصاد القوات المسلحة لو كان 50%، كنت أتباهى بذلك لأنها هيئة حكومية، والمشروعات التى تم تنفيذها خلال 4 سنوات ستغير شكل مصر، والدولة حسنت كثيرًا من نمط حياة المواطنين”، مستطردًا: “شاب عنده 18 سنة، بيقول أنا باحلم بحقى، بقوله كل اللى بنعمله ده عشانك أنت وعشان مستقبلك، والبنية الأساسية كانت متواضعة جدا”.
وأضاف: “التعليم الحقيقى غايب منذ 30 سنة، والتوأمة مع الجامعات العالمية ستؤدى إلى تحسين التعليم، وبعد 14 سنة سنصل إلى نتائج حقيقية فى التعليم”، مستكملًا: “كنت بحلم يكون فيه واحد واتنين وثلاثة وعشرة مرشحين للرئاسة عشان المصريين يختاروا الأفضل”.