تحقيق : سعيد خضر
من أراد واعظا فالموت والقبر يكفيانه.. هذا ما تعلمناه من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، بأن المقابر منزل لتذكرة النفس البشرية بالدار الآخرة والاعتبار والعمل لما بعد الموت.
ولكن الحال تختلف في مدينة الزقازيق؛ حيث استغلت المقابر كمأوى للبلطجية وتجار المخدرات ومكان لتسهيل عمليات تخزين وتهريب الأسلحة الآلية، والمسؤولين في محافظة الشرقية «ودن من طين وودن من عجين».
أجرت « عيون الشرقية الآن » جولة ميدانية في بعض تلك المقابر بمدينة الزقزيق لترصد المخالفات الصارخة الموجودة بتلك المقابر في غياب واضح للشرطة .
مقابر الشرقية عامة والزقازيق خاصة ، تمتلأ بالعشش التي يحتمي بها المشردون ومن لا يجدون المآوي بها ، ليتخذون منها مساكن ومنافع لهم ، يتعلمون في هذا المكان كل شيء شيطاني غير مبالين بحرمة المكان وعظة الموت .
يمارسون الرذيلة ويقيمون سهرات يجلس فيها الشيطان ، بين مقابر الأموات ، في انتهاك صارخ لحرمة الموتي .
بعيدا عن الشرطة
يؤكد طارق السيد سليم .. موظف بالعاشر من رمضان أن بعض المقابر يتردد عليها مدمنو المخدرات والخارجين علي القانون ظنا منهم ان الشرطة لن تتمكن من القبض عليهم وأكوام القمامة موجود بجوار المقابر والكلاب الضالة حولها تبحث عن لقمة عيش مما تنتج عن وجود رائحة كريهة تعذب ويشمئذ منها أهالي الموتي المترددين علي المقابر بخلاف أكياس البلاستيك المملوءة بالقمامة.
ورش داخل المقابر
بخلاف أن البعض من الاهالى يقيمون بجوار المقابر خاصة التي لا توجد عليها اسوار يعيشون حالة رعب ويتعرض بعضهم للتثبيت ليلا من قبل هؤلاء الشاردين الذين سكنوا المقابر ليلا فاهناك العديد من الاشخاص اقاموا ورشا داخل المقابر خاصة من ابناء القري الريفية ومعارض الملابس.
حرمة الموتي
ويقومون بعرض منتجاتهم علي المقابر مما يعد انتهاكا صارخا لحرمة الموتي ولابد من رصد كافة صور المخالفات الموجودة بالمقابر خاصة وان الغالبية من هذه الورش تعمل بدون ترخيص والمقابر المجاورة لسوق الثلاثاء بالزقازيق تمتهن فيها حرمة الموتي حيث يقوم التجار بوضع الاحذية والملابس وبضاعتهم المتنوعة علي المقابر “عيني عينك”( بدلة حمادة وحزاء حمادة ) فوق والموتى داخل القبور إلي جانب قضاء حاجتهم فيها وهي أم الكوارث والمعاناة لحرمة الأموات.
الكلاب الضالة
ويضيف ناصر صلاح –موظف- أن الكلاب الضالة تمرح في المقابر وتهدد اهالي الموتي المترددين عليها للزيارة خاصة كل خميس مطالبا بضرورة انارة معظم المقابر الموجودة بالمحافظة ليتحقق الأمان من حوادث سرقة الجثث لاسيما وأن غالبية المقابر يوجد بجوارها مدارس وملاعب ولابد من إسراع الخطي في اقامة اسوار حولها .
مقاهي للهاربين من السجون
وأكدت السيدة ( أم عكاشة ) ان بعض الاشخاص يقيمون مقاهى صغيرة بالمقابر ولابد من ازالة هذه المقاهي التي تستقطب الصيع والهاربين من السجون يقول ايضا ان بعض الفلاحين يقيمون حظائر للمواشى بجوار المقابر الملاصقة لأراضيهم الزراعية بل وربط المواشي قد يكون بأبواب المقابر .
حكم القانون
أما فهمى منصور – محامى – فقال أن الخارجين علي القانون يلجأون لمنطقة المقابر باعتبارها مندسة فى المناطق السكنية ولا أحد من الأهالى يكتشف تلك الجريمة ، مشيرا إلى أن ارتكاب بعض الجرائم في مناطق المقابر فى الشرقية لا تمثل ظاهرة ولكن هي جرائم فردية ترتكب بين الحين والآخر.
رأي الدين
وفى سياق متصل أوضح الشيخ مرزوق عبيد أحد مشايخ وزارة الأوقاف أن للمقابر حرمتها وتقصد للعظة والاعتبار يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: “زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة” وهي تذكر الإنسان بهذا المصير الذي يؤول إليه لذلك كان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا زار المقابر بكي بكاءً شديداً فقالوا له: “ما يبكيك يا عثمان” فقال: هذا أول منزل من منازل الآخرة. فإذا صلح صلح ما بعده.