تحقيق – ندا النجار
أب يغتصب ابنته، أخت تحمل من أخيها، الزوجة تقيم علاقة محرّمة مع زوج شقيقتها، والد الزوج يعتدى على زوجة ابنه أثناء غيابه، عم يقيم علاقة آثمة مع ابنة أخيه، كلها عناوين لأخبار ومانشيتات تطالعنا بها الصحف ووسائل الإعلام تكاد تكون بصفة يومية، إلى الحد الذى أصبح يستوجب الدراسة والبحث عن أسباب هذه الظاهرة التى تهتز لها سبع سموات.
استيقظت الشرقية علي خبر صادم ومؤلم حيث تقدمت فتاة فى بداية العقد الثالث من العمر، بمحضر بمركز شرطة منيا القمح ، تتهم فيه والداها بمعاشرتها جنسيا والإنجاب منها سفاحا والتخلص من الطفل بعد ولادته، وتبين من أقوال الفتاة فى محضر الشرطة، أن والدها يقوم بمعاشرتها منذ 10 سنوات، وأنها أنجبت منه طفل منذ 5 سنوات وأخده منها بعد ولادته مباشرة ولم تعلم مكانه حتى الآن، وإن كان حيا أو ميتا، ولم يتركها بعد تلك الواقعة، بل ظل يعتدى عليها. واتهمت أشقاء والدها بتهديديها بالقتل طوال الفترة الماضية حال أفصحت عن الأمر .
” عيون الشرقية “ تفتح ملف زنا المحارم بالشرقية وتسرد العديد من المواقع ، وتوضح اسباب انتشار الظاهرة وكيفية الوقاية والعلاج منها ، ورأي الدين الاسلامي والمسيحي فيها ، وعلماء النفس وعلم الاجتماع .
أسباب ظاهرة زنا المحارم
ولهذه الظاهرة المخيفة بعض الأسباب، منها ما يخص التخلى عن مبادئ الدين الحنيف وطرق التربية الصحيحة والفصل بين النوعين فى مرحلة المراهقة، ووجود حدود فى حرية البنت فى ارتداء ملابس مناسبة أمام محارمها داخل المنزل، وعدم اختلاء الشقيق مع شقيقته منفردين لأوقات طويلة فى ظل غياب الأب والأم، إما لظروف ساعات العمل الطويلة أو السفر لشهور أو سنوات تاركين الابن مع الابنة بمفردهما، خاصة كما ذكرت فى البداية خلال سن المراهقة التى فيها يبدأ كل شاب أو فتاة محاولة التعرف على الجنس الآخر والتقرب منه.
الظروف الاقتصادية
وهناك أسباب اقتصادية يأتى فى مقدمتها محدودية مساحة الشقق التى تسكن بها الأسر المصرية والتى لا تتيح لرب الأسرة تخصيص غرف من مسكنه لبناته وغرف آخرى لأولاده الذكور، وهو ما يؤدى إلى الاختلاط والتى تصبح البنت فيها ضحية نظرات شقيقها أثناء نومها، أو فى أوضاع غير مستحبة لها.
كما انضم للأسباب الاقتصادية سبب آخر، وهو عدم استطاعة الشباب الزواج لارتفاع تكاليفه وهو ما يؤدى إلى أن كثير من الشباب يصبح عاجزاً مادياً عن الوفاء بتكاليف الزواج، وقد يتحول عند بعض الشباب البعيدون عن الدين وتعاليمه إلى النظر فى أجساد محرماتهم والتملق بها، وقد يتطور الأمر عندما تسيطر الشهوة على هذا الشاب إلى جريمة الزنا مع محارمه عندما تتاح له الفرصة المناسبة لذلك، كتعويض عن حرمانه فيما حلله الله له من متعة الزواج الشرعى.
أسباب نفسية
كما يوجد أسباب نفسية، لأنه ليس بالضرورة أن كل شاب أو فتاة يمرون بالظروف التى ذكرتها سابقاً أن ينجرفون إلى هذه الرذيلة، ولكن لابد من وجود انحراف فى سلوك هذا الشخص، وعدم وجود توازن نفسى بداخله، فلا يتصور أحد أن شاب سوى يقيم مثل هذه العلاقات المحرمة مع والدته أو شقيقته، أو أب متزن نفسياً أن يقيم علاقة حميمة مع ابنته، أو عم مع بنت شقيقته .
وسائل الاعلام
كما يوجد مشكلة أخلاقية تخص وسائل الإعلام المختلفة، بكل صورها وأشكالها سواء كانت مرئية أو مكتوبة ، فأغلب وسائل الإعلام هذه تتعمد إذاعة ونشر الإثارة فى جميع موادها الإعلامية ، من أفلام تتعدى على مبادئنا وتخالف العادات والتقاليد التى تربينا عليها ، أو نشر صور مثيرة وأخبار فاضحة فى الصحف والمجلات المطبوعة بهدف جذب القارئ وزيادة التوزيع وجلب الإعلانات ، وهى الظاهرة التى تسمى بالصحف الصفراء ، حتى صفحات الحوادث بالصحف عندما تتناول قضايا الإغتصاب تتناولها بشكل يثير غرائز الشباب والفتيات معاً عند قراءة الخبر.
يجب على علماء الدين والاجتماع والطب النفسى والتربية دراسة هذه الظاهرة المزعجة ، ومحاولة تحديد الأسباب المختلفة لها ، وإيجاد الحلول الواقعية على المدى القريب والبعيد ، وتوعية الأسرة المصرية بخطورة هذا الموضوع وما يجب عليهم فعله حتى يتجنبوه ، وتربية النشء دينياً ونفسياً ومجتمعياً بطريقة صحيحة حتى لا نسمع أو نقرأ مثل هذه الأخبار مرة ثانية فى وسائل إعلامنا .
أب ينجب من ابنته طفلا بالقنايات
وفى شهر مايو عام 2014 تكرر الأمر في الشرقية بعد أن قامت أم بتحرير محضر ضد زوجها “رضا ع.م” 42 سنة يفيد بأنه قام بالتعدى جنسيا على ابنته التي تبلغ من العمر 12 عاما وأنجب منها طفلا وعقب ولادته قام بالتخلص منه أمام مجمع التوحيد الإسلامي بطريق أبوعجوة-القنايات.
وفي أثناء التحقيقات اعترف الأب المتهم بأنه لم يكن في وعيه حيث اعتدى عليها 4 مرات، مضيفًا إلى أن أول مرة اغتصبها أثناء تعاطيه مخدر البانجو وهو ما جعله شاردا عن الوعي وعقب ولادة ابنته طفلا منه تخلص منه مباشرة خشية الفضيحة التي سببها لابنته ووضعه بالقرب من أحد المساجد.
تقتل زوجها لممارسة الجنس مع شقيقها بأبوحماد
فوجئ أهالي الشرقية بالحقيقة الصادمة التي كشفت عن امرأة تجردت من المشاعر الآدمية، وقررت التخلص من زوجها بمساعدة شقيقها، حيث سعت الزوجة بتدبير شيطاني إلى قتل زوجها، فابتكرت حيلة ملعونة داخل منزلها للتخلص من الزوج المسكين ،من أجل ممارسة الجنس مع شقيقها “زنى المحارم”
بدأت الزوجة بتنفيذ جريمتها بمساعدة شقيقها ،حيث تركت الزوجة شباك غرفة نوم زوجها مفتوحا ليتمكن شقيقها بمعاونة احد أصدقائه للدخول إلى المنزل وتخلصا من الزوج بعد أن شنقوه بحبل.
فيما عثر بعد ذلك أهالي قرية وادي الملاك التابعة لمركز أبو حماد على جثة لشخص في العقد الثالث من العمر مشنوقا داخل منزله.
اغتصاب ابناءه الثلاثة بكفر صقر
يذكر أن محافظة الشرقية شهدت خلال الأيام الماضية واقعة اغتصاب أخرى من جانب والد أبناءه الثلاثة “بنت وابنين” بمركز كفر صقر وواقعة اغتصاب ثانية منذ أيام عندما تخلى أب عن مشاعرة واغتصب ابنته 11 سنة وأنجب منها طفلًا.
يعاشر ابنته 4 سنوات بمنيا القمح
وكانت مدينة منيا القمح قد شهدت حادثا بشعا حيث تجرد اب من مشاعر الابوة والرحمة وراح ينهش وراء غريزته البهيمية وانتهك حرمة ابنته وعاشرها جنسيا معاشرة الازواج حتى حملت منه وظل يمارس معها هذا العمل المشين طيلة 4 سنوات إلى أن حملت وذهبت إلى المستشفي لإجراء عملية اجهاض.
سلوك اجرامي
وأكدت الدكتور حنان بدر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أن هؤلاء الرجال الذين يقدمون على اغتصاب بناتهم يعانون انحرافا سلوكيا ومرضى نفسيين.
وأضافت أن مرتكبي تلك الجرائم يسعون إلى تعذيب أولادهم في سلوك إجرامي لا يقل عن تصرفات المجرمين مع ضحايهم دون أن يتحرك لديهم وازع من الحنان المفترض فيهم نحو أبنائهم.
توعية دينية
وأكد إبراهيم حسين استشارى الطب النفسى، أن المناطق الحضرية الفقيرة هي الأماكن التي تتعرض فيها الفتيات للاغتصاب الجنسى بشكل يفوق ما يتعرض له أقرانهن في المناطق الأخرى.
وتابع أن هذا يعود إلى ما تختص به هذه المناطق من انتشار ظاهرة البطالة والتعداد السكاني الكثيف وتدني أوضاع المعيشة، بالإضافة إلى أن المناطق الريفية هي الأخرى لا يسلم فيها الفتيات من التعرض للاعتداء بمختلف أنواعه بسبب ضعف التوعية الدينية والأخلاقية.
الافلام الاباحية
قال الدكتور إسماعيل شاهين، أستاذ الشريعة ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، إن انتشار الفواحش في المجتمع له أسباب كثيرة منها الاختلاط وغياب الوازع الديني لدى الناس.
وأضاف شاهين في تصريح لـ«عيون الشرقية» أن الفن يعتبر وسيلة للترويج عن الفواحش، حيث خرج عن رسالته كوسيلة للترفيه والتسلية إلى الإثارة وانتشار العري في القنوات الفضائية، لافتًا إلى أن الأفلام الخليعة ساعدت بصورة كبيرة على ترويج جريمة «زنا المحارم».
وأوضح أستاذ الشريعة أنه ينبغي على العاملين في الفن أن يقدموا أعمالاً ترسخ القيم والمبادئ الأخلاقية بعيدًا عن العري، منوهًا بأن الفن أسرع وسيلة يتأثر بها المجتمع فبإصلاحه يعتدل حال الرعاية.
ووضع أستاذ الشريعة روشتة شرعية للمحافظة على الأخلاق والقيم الإسلامية، أنه ينبغي على الإنسان أن يتمسك بقواعد الدين ويحافظ على الصلاة وذكر الله والدعاء مؤكدًا أنها تقي المسلم من الفواحش، مستشهدًا بقول الله تعالى: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ».
وتابع: وروى «أنّ فتى من الأنصار كان يصلى معه الصلوات، ولا يدع شيئا من الفواحش إلا ركبه، فوصف له فقال إن صلاته ستنهاه فلم يلبث أن تاب.
ولفت إلى أن المداومة على الذكر والدعاء تدفع البلاء والفواحش عن الإنسان، مؤكدًا أن قراءة القرآن الكريم ترقق القلوب وتشرح الصدور، وكذلك التعلق بالمساجد واتباع أوامر الله من حج البيت والصيام والزكاة فإنها تجعل العبد قريبًا من خالقه.
رأي الدين المسيحي
وعن رأى الدين المسيحى يقول الأنبا كيرلس : إن كافة الشرائع والأديان فى كافة المجتمعات ترفض هذه
الغريزة البهيمية التى لا ينظر فاعلها الا الى رغباته فقط فهو بهذا يشبه الحيوان الأعجمى الذى بلا عقل ..
ولا فرق بين مسلم ومسيحى حيث أن الفطرة السوية ترفض مثل هذه الأفعال .
10 % نسبة زنا المحارم في العالم
أكد الدكتور أحمد عكاشة، رئيس جمعية الطب النفسى وعضو المجلس الرئاسى لعلماء مصر، أن زنا المحارم وتبادل الزوجات كان موجودا في مصر القديمة،,
وأكد”عكاشة”، أنه في بعض المجتمعات الغربية والإفريقية بها تقنين لزنا المحارم ولكن لا يوجد تسليط ضوء عليها، موضحاً أنه كلما زاد الجهل والفقر والبطالة والمخدرات استفحلت الظاهرة.
وأشار، إلى أن نسبة زنا المحارم في العالم 10 %، موضحاً أن الكثير من الانحرفات الاجتماعية تحدث بسبب تعرض الشخص للتحرش في طفولته وعلى الأرجح من أقاربه.
وأوضح رئيس جمعية الطب النفسى، أن 30% سكان مصر يعيش منهم 7 في غرفة واحدة، موضحاً أن الأبناء يشاهدون ما يحدث بين آبائهم كما يزيد التلامس الجسدي بينهم، موضحاً أن أي مجتمع يزيد فيه الفقر والمخدرات وتتدنى القيم الأخلاقية يزيد في ظواهر الانحراف الاجتماهي مثل زنا المحارم وتبادل الزوجات.
الزيادة السكانية
فيما أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الزيادة السكانية مؤشر خطير أدى إلى كارثة في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أنها أحد أسباب ما يسمى ب “زنا المحارم”.
وأضاف “جمعة” أن الزيادة السكانية ليست من الإسلام وأن الشرع لم يأمر بزيادة النسل مع عدم القدرة على التربية والإنفاق.